العودة للمدرسة مسؤولية الجميع.. بقلم/ منتصر الجلي
العام الدراسي لهذا العام 1445 للهجرة، وعودة للمدرسة وبدء الدراسة الفعلية، مرحلة حساسة ومهمة، بالنسبة للطالب، ومعقدة نوعاً ما للمدرس، في ظل تصاعد وتيرة الحصار والحرب، وقطع مرتبات موظفي الدولة للعام التاسع على التوالي، من قبل مرتزِقة العدوان والسعوديّة على وجه التحديد، وذلك حين أرادت فرض قيود على القوى الوطنية بالداخل اليمني، من خلال جعل حالة اللاحرب واللاسلم، حلقة مفرغة، مع تزمت أمريكي متصاعد وهروب سعوديّ من الجوانب الإنسانية، ومعالجة الضرر، خطة إنسانية تقدمت بها القوى الوطنية وحكومة الإنقاذ في صنعاء، ثم حلحلت الملفات ذات العلاقة، في حين كانت أبواب الاتّفاق الإنساني تجري مناحيها، هرع السفير الأمريكي إلى الرياض، بعد الزيارة الرمضانية للسفير السعوديّ إلى صنعاء للقاء المشير المشاط، في خطوة رأى فيها مراقبون للمشهد أنها خارطة لبناء الثقة، حينها فوجئ السفيران الأمريكي والبريطاني، فهرع الأول إلى الرياض في جولة مكوكية سريعة، مفنداً كُـلّ أنواع المحادثات التي جرت مع القوى السياسية في صنعاء، على رأسها المرتبات، في تعسف يظهر مدى الحرص الأمريكي على مماطلة وتسييب الملف الإنساني.
خارطته العامة إيجاد كارثة إنسانية على المواطن اليمني، وتشويه صورة القوى الحرة في البلد، غير مدرك أن الخيارات ما زالت مفتوحة وأن الهدنة المزعومة من طرف العدوان لم تؤتِ نتاجها بالشكل الذي يخفف معاناة الموطنين، مرحلة حساسة يراوغ العدوّ فيها.
إن عجلة التعليم وإن تأثرت نوعاً ما، إلا أن المعلم اليمني أثبت جدارة تسع أعوام من الصبر، والصمود، سعياً في ألا تتوقف عجلة هذه الجبهة أبداً، فالأجيال أمانة في أعناقنا، كُـلّ معلم في صرح مدرسته هو مسؤول على إنجاح العملية التعليمية، بالتعاون مع الآباء والجهات ذات العلاقة.
تحت هذا الشعار (التعليم مسؤولية الجميع) أخذت التربية تنظر للعملية التعليمية، لوضع حلول جذرية لهذا القطاع الهام، تحت سقف المتاح، وحسب تصريح معالي وزير التربية والتعليم السيد يحيى بدر الدين الحوثي، فَــإنَّه خلال هذا العام يمكن طباعة 50 % من الكتاب المدرسي، في خطوة عدها كثيرون إنجازاً بحد ذاته، رغم شحة موارد المؤسّسة التعليمية والتي قال خلالها السيد معالي الوزير، إن المنظمات اللا إنسانية عزفت ورفضت طباعة الكتاب المدرسي، وهي سياسة العدوان وأذنابه، كما يمكن من خلال تعاون جميع القطاعات والجهات دعم صندوق المعلم، في تكاتف يعبر عن مدى نجاح وتجاوز الجبهة التعليمية، ما أراده العدوان وهو سقوطها، مراهناً بذلك على زمام المرتبات وقطعها، غير مدرك أن الشعب والقيادة الثورية والسياسية جعلت نجاح العملية التعليمية أولوية من أبرز وأهم الأولويات الميدانية، في قلب الطاولة على العدوّ، حين أراد صنع أجيال محملة بأوزار الفشل، أراد الله صنع أجيال قادرة على صنع المتغيرات، وهذا ما أثبته الميدان وجرت به السنون.
ومن منطلق هذا نجد التكاتف اليوم حول إنجاح العملية التعليمية تحت شعار “التعليم مسؤولية الجميع” تجليًّا من تجليات الإرادَة الصلبة، والعزيمة الصادقة في خلق بيئة تعليمية لا تنقطع، ذات تطلعات مُستمرّة، مواكبة للمجريات العالمية من تغير اقتصادي، سياسي، ونظرة مستقبلية تحتمها مشاهد العالم، وحاجة العصر، في مواكبة مُستمرّة، وخطط جديدة، وروئ مستقبلية، تنهض بالشعب والبلد إلى مصاف الدول المتقدمة، علميًّا وعمليًّا.