عامٌ علَّمني كيف أقف.. بقلم/ ماريا الحبيشي
المشاكل لا تخلو من واقع البشرية ولكن بعضها ترفعك وتبني فيك ما كان ناقصاً، تبني فيك القوة والثبات في أعماق العاصفة.
وهكذا حالة الإنسان في صراعٍ دائم ولها طاقة محدودة لتحمل المتاعب وكلّ ما يمر به من أثقال وهموم ولكن هناك من تصقله الحياة بشكل غير مناسب لهُ فيحاول أن يتحدى ويحارب الحياة للعيش فيها.
وفي زاوية أُخرى هناك من ينعزل ويفضل العيش بمفرده لا يطيق أحداً سوى الهدوء والابتعاد عن كُـلّ ما يمر من أمامه، وهناك من ينطلق وتكون الهموم والأثقال أول مرحلة النضج وَبداية الانطلاق.
وهكذا كنتُ في هذا العام عشتُ أقسى الأيّام تعثرت واستقمت وخُذلت وحذِرت، رأيت العجب، رأيت من لا يرى عيوبه، ومن يلوم نفسه على أصغر الأشياء.
كنتُ أنا من هؤلاء الذين يرون كُـلّ شيء، ولكن كان لهذا العام تاريخ في حياتي لا أنكر أنهُ كان معي قاسيًا في الدقائق واللحظات والثواني، وَأَيْـضاً لا أنسى أنني حقّقت جزءًا بسيطًا من أحلامي وكان بالنسبة لي أكبر نجاح في هذا العام هو كتابي: “أرواح في قبضة الحياة” بالرغم من كثرة الأحزان والمشاكل حينها لم أرَ نجاحي بعين الفرح بل أهملت لحظاتي التي كان عليّ أن أعيشها بكل التفاصيل السعيدة وبكل لحظات السعادة، هي كثرة الضغوطات من جعلتني لا أعيش تلك اللحظات.
والآن أصحو من عالم البشرية لأسترد بعضاً من ركامي وأعيد الأولوية لذاتي وأرتب أحلامي ومشاعري بعيدًا عن ضجيج الحياة ومن عليها، وعرفت أن العثرات والصدمات هي من تبني المرء وتجعله أكثر وعياً وثباتاً وَقوة وتجعله يتحمل ويمارس حياته بكل قوة وشجاعة وشموخ.
وقد كان لهذا العام بصمة خَاصَّة في حياتي تختلف عن كُـلّ الأعوام التي مرت طيلة حياتي، تعلمت كيف أقف وأنا في عز انهياري وكيف أنهض من سبات أحزاني وكيف أحذر من الصديق قبل العدوّ، تعلمت أن الحياة ماكرة والبشر يلبسون أقنعة، تعلمت أن أضحك في وجه الجميع ولكن لا أصدق كُـلّ ما يقولونه.