السعوديّةُ بين سندان الخوف ومطرقة الفشل.. بقلم/ عبد الغني حجي
بين السندان والمطرقة، تعيشُ السعوديّة أسوأَ حالةٍ مرت بها منذ تأسيسها، التقدم مؤلم والانسحاب مؤلم والاستمرار أشد ألماً ونكاية.
أزمةُ خيارات، وانعدامٌ للحلول التي تُبقي للسعوديّة ولو ماء الوجه، وفشل محاولات تلميع المملكة وإظهارها كوسيط في الحرب وإصرار يمني على التفاوض مع السعوديّة كطرف رئيسي في الحرب قبل بدء أية مشاورات يمنية يمنية.
إن قَبِلت أن تفاوِضَ كطرف في الحرب وهذا ما هي مرغمة على تقبُّلِه وإن بمرارة، دفعت فاتورة الحرب وقبلت الهزيمة واعترفت بانتصار القضية اليمنية وقَبِلت بواقع جديد لدولة حرة مستقله ذات سيادة، ومستقبل يمني واعد وقوة عسكرية كبرى قد تغير واقع المنطقة ككل، وتقضي على الهيمنة الغربية على المنطقة العربية، وتعيد نصاب كُـلّ شيء تغيَّر؛ بفعل الهيمنة الأمريكية، وهذا كهدف سام للقيادة الثورية.
بالتصعيد لا يمكن أن يتحقّقَ لها سوى مزيد من خيبات الأمل والإخفاق، وبالتالي قد تصبح المملكة في مستنقع لا يمكن أن تخرج منه لسنوات متتالية، والحرب لا يمكنُ أن تأتيَ بجديد؛ لأَنَّها وخلال 8 سنوات قد استنفدت كُـلّ خيارات الحرب، وجرّبت جميع الأسلحة وكافة الوسائل.
الجديد والمفاجئ في الحرب في حال التصعيد سيكون من طرف صنعاء التي أصبحت تملك كافة مقومات المعركة وأسلحة حديثة وفتاكة بمديات بعيدة قد تجعل المملكة في وضعية سيئة لا يمكن تجاوزها إلى بعد سنوات وسيزداد الخوف والقلق في منطقة الخليج ويتراجع الاستثمار فيها، ولا تكون في مأمن ولن تستطيع إقناع أحد بمحدودية آثارها، ولن يقتصر هذا الأثر على مَـا هو موجود حَـاليًّا، بل يتجاوزها إلى المخطّطات المستقبلة والتي يتوعد بها ابن سلمان، وَالبناء والتشييد وانهيار للاقتصاد؛ لأَنَّها ستضطر لمضاعفة الإنفاق العسكري على حساب الإنفاق في المجالات الأُخرى والتي تهم المواطن وسوف تؤثّر في قدرة المملكة الإنتاجية، وفي الوفاء بالتزاماتها؛ الأمر الذي يهدّد بلا شكّ أمن إمدَادات الطاقة إلى الأسواق العالمية واستقرارها، وستظل فاتورة الحرب مفتوحة في حال ارتكاب حماقة التصعيد بالرهان على المرتزِقة وَالقوة العسكرية والحلفاء في الخليج والتغاضي الدولي والحرب مجرَّبة، وتجريبُ المجرَّب حماقةٌ سترتدّ عليها، عبر استنزافها مالياً، وتكبّدها خسائر باهظة.
أما في حال استمرت في المراوغة والكذب فحالة اللاسلم واللاحرب نهايتُها قريبة، ونتائجها سيئة، وعواقبها وخيمة وحبل الكذب قصير ونفَس الحرب طويل، وهذا ما أثبتته ثماني سنوات من العدوان والحصار ولن تحمد عقبى استغباء مطالب الشعب.
ومن خلال التحليل المنطقي للواقع الذي وصلت إليه لا خيار يجدي سوى الانصياع لمطالب الشعب بدون غطرسة ولا مزيد من المحاولات التي تثبت صنعاء فشلها قبل البدء بها، وهذا هو المخرج الوحيد والذي لا يمكن أن تتوقفَ الحرب إلَّا به.