خـارطـةُ الـبُـؤسـاء.. بقلم/ نوال عبدالله
لكُل نفس غريزة تتشبَّعُ برغبات هذه الدنيا، وتنتعش بهواء ملذاتها، فتنغمس في وعاء المعاصي، وترتشفُ ماء الخبـث، ولكـل عين خبيثة بؤرة تحدق بشراهة فـي خيرات الـغير، وللبعض أيادٍ قذرة تتشبثُ في رقاب البقية طمعًا وحسدًا، لكلّ دول حكاية يحتفظ بها التاريخ، إما خيرًا أَو شرًا، في القرن الواحد والعشرين باتت دول، شعوب، وقبائل، يريدون السيطرة، وفرض أنفسهم، والتحكم في الغير والتدقيق لغرض في الخرائط المتعددة التي تحدّد المواقع وعدد السكان، المسطحات المائية والبحيرات الجبال والأنهار المتواجدة في العالم، من خلالها وضعوا خرائط حسب أهوائهم والاحتفاظ بها وجعلها مخفية عن الأعين منذ الأزل.
تدعى خارطة البوساء اجتمع سماسرة الزمان والطامعون في خيرات البلدان لتحديد المناطق التي يرغبون باحتلالها لسد بؤرة الطمع، باذلين قصارى جشعهم لسلب حقوق الشعوب، امتد بؤسهم لسنوات فكانت أيامهم حافلة بسرقاتٍ مخفية وأُخرى بالعلانية، فكونوا عصابات ماهرة بخفة اليد بارعة بتربية قطيع من الكلاب المسعورة، تجيد إقامة طقوس الولاء المطلق للأمريكان وبعران الخليج، وسرعان ما يتم تنفيذ متطلباتهم، والتسلل في الليل الدامس لنهب البلاد والعباد، ثم يظهرون رؤسائهم ببراءة الذمة، يطويها ابتسامات تحمل في طياتها الالآم.
للعام التاسع على التوالي تأبى خارطة البؤساء بالفشل الذريع، وتمزق من كُـلّ جانب وتبدل وتتجدد علها تحوز بمساحة من اليمن، لتتحقّق أمانيهم، ولكن قصور السراب سرعان ما تتبخر في صحراء جدباء ليتم إجهاض أحلامهم في المرأى والعلن، وتنكشف عورات نواياهم الماكرة؛ يليها خيبات الآمال حينها يقيمون حداداً وعزاءً وتصفية كلية لمن حولهم واستبدال حثالة جدد.