الخلطة السحرية الإسرائيلية وعلاقتها بأمراض السرطان وتدمير الأرض والإنسان.. بقلم/ هلال محمد الجشاري
المقاطعة للبضائع مهم ومؤثر جِـدًّا على العدوّ وهناك توجّـه عام بهذا الخصوص وبدأ الجميع يلمسه ولكن حتى يتوج ذلك يجب علينا ألا نتوقف عند مقاطعة الدول المسيئة للإسلام والمسلمين فقط وننسى مقاطعة الدول التي تصدر لنا الموت بعينه، وأخص بالذكر الدول التي شركاتها تصدر للبذور والأسمدة والمبيدات الزراعية الكيماوية فهي من يجب بل يلزم مقاطعتها أَيْـضاً وهي كثير وأغلبها شركات إسرائيلية ومنها من تمرر تحت مسمى أن بلداً منشأها شركات أردنية أَو شركات عربية أَو عالمية أُخرى، في حين أنها شركات إسرائيلية ومن يديرها مستثمرين يهود صهاينة وللأسف تمارس نشاطًا كَبيراً بالجانب الزراعي ولها تجار مستثمرين محليين وخطيرين جِـدًّا كُـلّ همهم الربح السريع، ومن ورائهم مستثمرين في الخارج وكلهم متقنين ومتفننين بهلك الحرث والنسل وتدمير كُـلّ مقومات الحياة كعدوان آخر يستهدف اليمن أرضًا وإنساناً، ونحن لا زلنا في تيهنا ونستمر في استيراد هذه المواد الخطيرة من الخارج وبهذا كأننا نجمع المليارات من الصغير والكبير والفقير والغني والمزارع اليمني وندعم بها هذه الدول العدوانية لليمن، وندعم اقتصادهم ليزيدوا قوة ونحن نزداد ضعفًا كأننا نقول لهم استمروا في عدوانكم وحصاركم وقتلكم وتصدير السموم إلينا ولا يهمكم نحن عند دعمكم بشراء منتجاتكم ومكبات نفاياتكم الكيمائية وهذه مفارقة عجيبة للأسف.
وعلى ذكر هذه المبيدات الخطيرة وما تسمى عند بعض المزارعين الخلطة السحرية؛ فهي مبيدات إسرائيلية وتحمل سمات المبيد والسماد والهرمون والتي تستخدم على محاصيل الفاكهة والخضروات والقات خُصُوصاً وينتشر استخدام وتداول أنواع المبيدات الإسرائيلية بين المزارعين؛ بهَدفِ تكبير حجم الثمار وزيادة إنتاج محاصيل الخصار والفاكهة، وبالنسبة للقات تستخدم على أَسَاس أنها تسرع في النمو وتغير اللون، في حين أن هذا المبيد يحتوى على مادة مسببة للسرطان تسمى (aceto chlor)، تسبب خللاً هرمونياً بجسم الإنسان ومحظور استخدامها عالميًّا، طبقاً لقوائم منظمات الصحة العالمية والاتّحاد الأُورُوبي ووكالة حماية البيئة والمنظمة الدولية لبحوث السرطان، وتعرف علميًا باسم هرمون النمو (growth hormone)، وهو أحد أنواع الأسمدة، التي تستخدم عن طريق الرش الخارجي على النبات، وتحدث انقساماً بشكل سريع وعشوائي في شكل وحجم الثمرة؛ بسَببِ فاعلية المبيد وتتعرض الثمرة لعمليتين هما كبر حجم الخلايا (hyper thophy) وتضاعف عددها (hyper plasia)؛ مما يزيد من حجم ووزن الثمرة وتعطى محصولاً أكثر ثلاثة أضعاف المحصول الطبيعي، هذه الأسمدة تسبب السرطان، حَيثُ عندما يرش المزارع النبات بالسماد الإسرائيلي وتحديداً الأوراست (Oraset %20)، فهو يحتوى على تركيبة كيميائية تسمى (phthalamic acid) بها مادة فعالة ثقيلة مسرطنة تسمى أسيتو كلور (aceto chlor) داخل النبات وتحدث تسمماً ذاتياً للنبات ويتغير طعم الثمرة الناتجة عنه، وتظل هذه المادة داخل النبات حتى يتناولها الإنسان بشكل تراكمي فتسبب له أوراماً سرطانية، وللكشف عن الخضروات والفواكه المصابة بهذه المواد من الصعب على الأشخاص العاديين اكتشافها؛ لأَنَّ لها مقاييس واختبارات معينة يمكن إجراؤها عن طريق أحد الأجهزة المخصصة لمعرفة سمية الثمار واحتوائها على مواد مسرطنة، وعند استعراض بعض أسماء المواد الفعالة المسببة للسرطان والمحظور استخدامها عالميًّا، وورد اسم المادة الفعالة، التي تسمى أسيتو كلور (aceto chlor) التي تنتج عن التركيبة الكيميائية (phthalamic acid) الموجودة بالمبيد الإسرائيلي بالمجموعة الأولى (group 1) التي تصنف ضمن المواد الأشد خطورة والمسببة للسرطان، كما وردت بالصفحتين رقمَي (5و6) بنفس التقرير، وتؤكّـد توصيات منظمة الصحة، أن هذه المادة تسبب السرطان، طبقاً لتقارير المنظمة الدولية لبحوث السرطان، كما أنها محظورة الاستخدام بالاتّحاد الأُورُوبي، وتدرج ضمن المواد المحظورة والمسببة للسرطان، كما أن مادة أسيتو كلور (aceto chlor) تسبب خللاً هرمونياً وتؤثر على الصحة الإنجابية للإنسان.
ومُرورًا بالمعاناة التي تجرعها الشعب اليمني طيلة سنوات الحصار والعدوان فَـإنَّنا جميعاً (حكومةً ومجتمعاً) نتحمل مسؤوليه ذلك نتيجة تغافلنا عن الاتّجاه للجانب الزراعي وتشجيع المنتج المحلي والاستثمار والتصنيع المحلي للمبيدات والأسمدة الزراعية وتكثيف الأبحاث الزراعية وتفعيل الهيئات والشركات والمؤسّسات الزراعية وإنتاج وإكثار البذور المحلية، كُـلّ هذا وغيره سيقف حائلًا لكل مخطّطات العدوان وسعيهم إلى الحد من التوسع الزراعي وتدمير اليمن أرضًا وإنسانًا.
ونذكر هنا حين كان الجميع يستنكر تقصير الدولة في ذلك مسبقًا، حَيثُ كانت تخضع لما يسمى اتّفاقيات وبروتوكولات دولية (وصاية وتبعية)، ولكن الوضع الآن تغير في ظل المسيرة القرآنية ويتطلب من الحكومة التحَرّك الجاد والمسؤول لترجمة توجيهات وموجهات القيادة إلى أفعال جنبًا إلى جنب المجتمع وتشجيع المنتج المحلي والحد من استيراد المنتجات الخارجية المنافسة لمنتجاتنا المحلية وحظر استيراد البذور المهجنة المعدلة وراثيًا والمصابة بالأمراض وحظر استيراد الأسمدة والمبيدات الكيماوية ومقاطعة الدول المصدرة لها وتشجيع استخدام وتفعيل الزراعة البديلة لزراعة الفواكه والخضروات بتقنية الزراعة الحيوية التي لا يستخدم فيها أية مواد ضارة بالبيئة أَو الإنسان وتقوم بنفس دور هذه المبيدات الخطيرة وتفعيل الإرشاد والإرشاد الوقائي، والتوسع في الزراعة وتشجيع المزارعين والجمعيات الزراعية التعاونية والعمل وفق سياسة تسويقية صحيحة وتوجيه الجميع للاستثمار والتصنيع المحلي وفي المقابل تجسيد شعار مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وكلّ دول العدوان وتوقيف كُـلّ مخطّطاتهم العدوانية وتعبيرًا عن الإرادَة وكسر الحصار ودعم الاكتفاء الذاتي، والحليم تكفيه الإشارة.