تنديدٌ واسعٌ بتكرار جريمة إحراق المصحف ودعواتٌ لخروج جماهيري واسع عصر اليوم في باب اليمن بصنعاء
المسيرة| متابعات:
توالياً لردود الفعل الغاضبة والمندّدة بالإساءَات للمقدسات الإسلامية، والخطوات السويدية والدنماركية المستفزة لمشاعر المسلمين، برعايتهما المتكرِّرة لإحراق نسخ من القرآن الكريم، أدانت وزارةُ الخارجية الجريمة التي أقدم عليها أحد المتطرفين بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة العراقية في كوبنهاجن.
واعتبرت وزارةُ الخارجية في بيان لها، أمس الأحد، منح السلطات الدنماركية تصريحاً لمتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة العراقية في كوبنهاجن، جريمة تحريض عنصري غير مقبولة، ولا تمُتُّ بأية حال من الأحوال إلى حرية الرأي والتعبير والمعتقد التي تكرّرها الدول الغربية بشكل يومي، محمِّلةً الحكومةَ الدنماركية مسؤولية هذه الجريمة.
وأوضحت بأن هذا العملَ غيرُ المسؤول يُعَدُّ تحريضاً مستفزاً لأكثرَ من مليارَي مسلم في مختلف قارات العالم، وأنه نتيجة لاستمرار انتشار الخطاب الشعبوي في أُورُوبا القائم على الكراهية على أَسَاس المعتقد أَو العرق أَو الدين، محذرة من استمرار مثل هذه الاستفزازات، التي وصفتها بأحد أشكال العنف والإرهاب.
وطالبت وزارة الخارجية، الدول العربية والإسلامية والدول المحبة للتعايش السلمي، باتِّخاذ خطواتٍ ملموسةٍ وفاعلة للتعبير عن رفض مثل هذه التصرفات الحمقاء من خلال فرض مقاطعة اقتصادية على المنتجات والصناعات السويدية والدنماركية، مؤكّـدة على أهميّة قيام الحكومات والمنظمات والمؤسّسات الدولية والإقليمية الحكومية وغير الحكومية بمسؤولياتها في التأكيد على احترام حقوق الإنسان واتِّخاذ إجراءات رادعة ضد مخطّطي ومرتكبي أعمال العنف والتحريض ضد الأديان كونها تزعزع السلم الاجتماعي وتنشر الكراهية بين الشعوب، واعتماد قرار ملزم يجرم كافة أشكال الكراهية والتطرف ومحاسبة مرتكبيها.
وفي السياقِ، دعت اللجنةُ المنظِّمةُ في العاصمة صنعاءَ، للخروج الجماهيري الواسع؛ غضباً وتنديداً بجريمة إحراق المصحف الشريف، عصر اليوم الاثنين، وحدّدت ساحةَ باب اليمن مكاناً لهذا الاحتشاد.
إساءةٌ كبيرةٌ للمسلمين:
من جانبها، عبّرت هيئة رئاسة مجلس الشورى، عن أدانتها الشديدة لجرائم الغرب وإساءَاته المتكرّرة للمقدسات الإسلامية، والتي كان آخرها جريمة إحراق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية في الدنمارك، برعاية من الحكومة الدنماركية.
واعتبرت الهيئةُ -في بيان صادر عنها تلقت صحيفة (المسيرة) نسخة منه- استمرارَ دول الغرب في السماح بمثل هذه الأعمال المتطرفة والمسيئة للإسلام والمسلمين، لا سيَّما في الدنمارك والسويد، حرباً علنية على الإسلام، وتعبر في ذات الوقت عن الحقد الدفين لدى الغرب لكتاب الله والمقدَّسات الإسلامية.
واستنكرَ البيانُ وقوفَ حكومة الدنمارك وراء المتطرفين المعادين للإسلام، مشيرة إلى أن رعاية الحكومات الغربية لمثل هذه الأعمال تؤكّـد بما لا يدع مجالاً للشك أنها أعمال منظَّمةٌ، مطالِباً رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في العالم العربي وأفريقيا، ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى التحَرّك العاجل في المحافل الدولية لإدانة الأعمال المتكرّرة ضد المقدسات الإسلامية، والدعوة لمقاطعة الدنمارك والسويد والدول التي ترتكب فيها مثل هذه الجرائم التي تغذي الأفكار المتطرفة وتبث روح الكراهية والعداء بين الشعوب والأمم.
وأشادت الهيئة بالمظاهرات الغاضبة للشعب العراقي التي خرجت في العاصمة بغداد؛ احتجاجاً على حرق نسخ من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية في الدنمارك، داعية الشعوبَ العربية والإسلامية الحرة بالخروج في مسيرات غاضبة ومطالبة حكوماتهم بتحمل المسؤولية الأخلاقية والدينية وقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع السويد والدنمارك واتِّخاذ مواقف جادة لردعها من الاستمرار في رعاية التطرف الديني والفكري.
بدوره جدّد مفتي الديار اليمنية، أدانته لـ”سماح الحكومات الغربية للمتطرفين بإحراق نسخ من المصحف الشريف، معتبرًا ذلك اعتداء على المقدسات الإسلامية، واستفزازاً لمشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة.
وأشاد مفتي الديار العلامة شمس الدين شرف الدين، في كلمته التي ألقاها خلال الندوة التي أقامتها رابطة علماء اليمن، أمس الأحد، بالجامع الكبير، بالموقف الذي سطره الشعب العراقي الشقيق، والمتمثل في طرده للسفير السويدي، غيرة منه على القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية، مثمناً الموقف المشرف والمتقدم للشعب اليمني وقيادته، بمقاطعته للبضائع والمنتجات السويدية ومنع دخولها.
وأفَاد العلامة شرف الدين بأن ضعف الأُمَّــة وتمزقها، جعل الأعداء يتجرؤون على إحراق نسخ من القرآن الكريم والإساءة للرسول الأكرم -عليه الصلاة والسلام- واستفزاز مشاعر المسلمين، محمِّلاً حكام وولاة الأمر المسؤولية إزاء ما تتعرض له الأُمَّــة ومقدساتها من اعتداء.
وأوضح، أن مواقف الشعوب والدول، ممن يسيئون للإسلام ومقدساته، تكشف مدى الارتباط بالله عز وجل وكتابه الكريم واتِّباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مشدّدًا على ضرورة الأخذ بأسباب وعوامل القوة في ردع الطغاة والظالمين من خلال توحيد كلمة الأُمَّــة ولم شملها وجمع صفها لمواجهة الماسونية والصهيونية العالمية.
تصرفاتٌ تمُسُّ المقدسات:
من جهته، استنكر المركز اليمني لحقوق الإنسان، الجريمة، واعتبر رعايةَ حكومتَي السويد والدنمارك لإحراق نسخ من القرآن الكريم، تأتي ضمن حملات الإساءة الممنهجة لاستهداف المقدسات والرموز الإسلامية والتوجّـه الواضح لبعض الحكومات الغربية لبث الكراهية الدينية في العالم.
وعبّر المركَزُ -في بيان تلقت صحيفة المسيرة نسخة منه- عن تأييده لقرار مجلس حقوق الإنسان الأممي في 12 يوليو 2023 بإدانة أفعال الكراهية الدينية مثل حرق القرآن، معتبرًا أنه خطوة إيجابية نحو إيقاف استهداف المقدسات الدينية والمساس بها تحت مبرّر حرية التعبير.
وأشَارَ إلى أن أية تصرفاتٍ أَو قوانينَ تمُسُّ المقدَّساتِ والرموز الدينية الإسلامية تحت أي مبرّر لن تكونَ إلا خطواتٍ لخدمة الصهيونية العالمية التي تعمل على بث الفرقة والكراهية بين الشعوب؛ لأَنَّها تمس بذلك كافة الشرائع والكتب السماوية السابقة.
وطالب المركَزُ بمساءلة الحكومة السويدية دوليًّا وتحميلها التبعات القانونية جراء دعمها لإحراق القرآن الكريم ومشاركتها بإعطاء التصاريح وحماية الشرطة لمرتكبي هذه الجريمة النكراء المخالفة لكل القوانين والأعراف الإنسانية والمثيرة لمشاعر العداء والكراهية بين الأمم.
ودعا الحكومات العربية والإسلامية إلى تجريم هذه السياسات والأفعال المخزية في حق الإنسانية والمجتمع الدولي والخطيرة على الأمن والسلام الدوليين، وسرعة اتِّخاذ الإجراءات التأديبية القانونية والسياسية والاقتصادية ضد الحكومة السويدية وغيرها من الدول التي تنتهك حقوق المسلمين.
وطالب المركَزُ الحكوماتِ العربيةَ والإسلاميةَ بأن تحذوَ حذوَ اليمن والعراق ولبنان وإيران بقطع العلاقات وسحب السفراء ومقاطعة البضائع السويدية؛ في سبيل إيقاف الاستهداف الممنهج للإسلام وردع مرتكِبي هذه الجرائم.
مشدّدًا على أهميّةِ إقرار قانون يجرم مرتكبي أي اعتداء أَو إساءة تستهدف المقدسات الإسلامية؛ ليكون رادعاً لكل من تسوّل لهم أنفسهم الإقدام على أية جرائم مشابهة وإسهاماً في نبذ العُنف والكراهية وتعزيز الأمن والسلم الدوليَّينِ.