أحرارُ اليمن يحتشدون في العاصمة صنعاء غضباً لكتاب الله وتأكيداً على مواصلة جهاد المستكبرين

المسيرة – خاص

يوماً تلو الآخر، يؤكّـد اليمنيون أنهم الشعبُ الأجدرُ بالدفاع عن الأُمَّــة ومقدساتها وكل ما يرمز إليها، ومع تصاعد موجات الاستهداف الصهيوني الأمريكي الغربي للأُمَّـة ومقدساتها، تتصاعدُ أكثرَ صرخاتُ اليمانيين وتتعاظمُ ردودُ أفعالهم الغاضبة لله ولرسوله وللدين، وتحتشدُ جموعُهم الغفيرة؛ لتؤكّـدَ أن صوتَ أهل الإيمان والحكمة هو الصوتُ الحيُّ والزئيرُ الذي لن يتوقف مهما صمتت الشعوب بفعل جور حكامها وعمالتهم.

وفي جديدِ الاندفاعاتِ اليمنية المليئة بالبأس والغِيرة والإباء، احتضنت عاصمةُ الصمود وقلعة الأحرار صنعاء اليمن، أمس الاثنين، مسيرةً حاشدةً؛ تنديداً بتكرار إحراق المصحف في دولة السويد وباقي الدول الغربية التي تدفعُ جماعات ممولة صهيونياً؛ للتعبير عن مدى الحقد والعداء على الإسلام والمسلمين.

وفي المسيرة الحاشدة التي انطلقت من ساحة باب اليمن التاريخي، وحضرها عشرات الآلاف من أحرار اليمن، يتقدمهم عدد كبير من قيادات الدولة -مدنيين وأمنيين وعسكريين ووجاهاتٍ وشخصياتٍ اجتماعية وعلمائية- رفع أحرارُ اليمن صرخاتِهم في وجه اللوبي الصهيوني والشيطان الأكبر أمريكا والغرب الكافر، مؤكّـدين أن الإساءَاتِ المتكرّرةَ للدين الإسلامي والمقدسات لن تزيد اليمنيين إلَّا اندفاعاً لمواجهة الأعداء، والذودِ عن دين الله ورفع كلمته؛ لتكون العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.

وهتف اليمانيون المحتشدون الغيُّورون على دين الله بالهُتافات المعبِّرةِ عن بأسهم وصدق توليهم ونقاء انتمائهم الأصيل وارتباطهم الوثيق بكتاب الله الذي يتعرض للإساءَات من قبل بعضِ دول الغرب الكافر بدفع صهيوني أمريكي بريطاني.

وأكّـدت هُتافاتُ المحتشدين التمسُّكَ بكتاب الله ومقارعةَ كُـلّ المستكبرين والكافرين والمسيئين، والسيرَ على ركب مسيرة القرآن ومنازلة الطغيان.

 

موقفٌ يمني صُلب.. لا مساسَ بالمقدسات:

وخلال المسيرة، رفعت الحشودُ الجماهيرية الغيورةُ اللافتاتِ المعبِّرةَ عن ارتباط اليمانيين الوثيق بالقرآن الكريم والسير على مسيرته الخالدة.

ودعت العباراتُ التي احتوتها اللافتاتُ إلى تفعيل المقاطعة الاقتصادية بشكل غير مسبوق ضد الدول المسيئة وفي مقدمتها السويد والدنمارك وهولندا، إلى جانب الأطرافِ المعنيةِ في شعار المقاطعة “الكيان الصهيوني والشيطان الأمريكي”.

كما رفع المتظاهرون صوراً ومجسماتٍ للمصحف الشريف، مؤكّـدين أن كتاب الله سيبقى عاليًا فوق كُـلّ القمم ورغماً عن رقاب العُصاة والكفرة والملحدين.

وفي خضم المسيرة، شارك علماء اليمن بكلمة ألقاها نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، العلامة فؤاد ناجي، خاطب من خلالها الغرب الكافر بقوله: “نقول لأحفاد اليهود ومن يدورُ مع اللوبي الصهيوني، لن تستطيعوا أن تمحوا القرآنَ من قلوبنا وبيوتنا ومساجدنا، وهذه الخطواتُ دليلٌ على قرب زوال العالم الملحد”.

وَأَضَـافَ العلامة فؤاد ناجي في كلمة علماء اليمن: “خرجنا اليومَ لنقولَ إن وراء القرآن أُمَّـةَ القرآن، إحراق القرآن هو فضح لأعداء الأُمَّــة وتحديد جديد للبوصلة نحو أعداء القرآن”.

وتابع العلامة ناجي “خرجنا لنقول إن من أحرق القرآن وراءه اللوبي اليهودي الصهيوني الذي يريد أن يحرف الأنظار عما يدور في فلسطين المحتلّة والأزمة التي يعانيها الكيان المؤقت”.

ونوّهت كلمة علماء اليمن إلى أن “إحراقَ الدول المارقة لكتاب الله، هو دليلٌ على إجرامها وتبعيتها للوبي الصهيوني وخضوعها لأمريكا والموساد الصهيوني الذي يصدّر أزماته إليها”.

وأوصل علماءُ اليمن رسالتَهم للغرب للكافر بالقول: “عازمون على مقاطعة السويد والدنمارك وأية دولة تعتدي على كتاب الله، وواجبنا الشرعي هو مقاطعةُ بضائعهم وأن نرفعَ وعيَنا وأن نحملَ العداوة لهم”.

وأوضحوا أن “المقاطعة الاقتصادية سلاح فعّال، ولو خرجت الأُمَّــةُ كشعب اليمن والعراق ومحور المقاومة، لتراجعت تلك الدول المارقة عن جرائمها بحق كتاب الله ورسوله”.

ونوّه علماء اليمن إلى أن “خروج شعبنا اليوم هو مِن أجل الله والدفاع عن المقدسات ورسالةٌ للعالم أن هذه الجرائم لن تزيدنا إلا تمسكاً بكتاب الله وعودة إليه”.

وفي ختام كلمة علماء اليمن، أكّـد العلامة ناجي أن “المشروع القرآني سينتصر على مشاريع المِثلية والشذوذ والمشاريع الشيطانية التي يروِّجُ لها الغرب”.

 

تحيةٌ يمانية للمحور المقاوِم والغيور:

وفيما تعالت أصواتُ المشاركين الغيورين مؤيدةً موجهاتِ وتوجيهاتِ علماء اليمن، ألقيت كلمة لمستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، دعا فيها “كل شعوب الأُمَّــة لتصنيفِ السويد كدولة معادية للإسلام، ومقاطعة كافة المنتجات السويدية والدنماركية، وأي بلد ينظم الإساءةَ إلى كتاب الله”.

كما جدّد مستشار السياسي الأعلى العلامة مفتاح دعوةَ الجمهورية اليمنية لدولتَي السويد والدنمارك؛ لتسليم المجرمين الذين أحرقوا نسخاً من القرآن الكريم”.

كما جدّد مفتاح التأكيدَ على إشادة الشعب اليمني بالموقف المشرف للشعب العراقي تجاه السويد والدنمارك.

واختتم مفتاح كلمته بتوجيهِ “التحية للشعب العراقي والحكومة العراقية وكل الأحرار في لبنان والعالم الإسلامي الذين خرجوا نصرة لكتاب الله”

وعلى صعيدٍ متصل، أصدر أحرار اليمن جُملةً من الرسائل للوبي الصهيوني والشيطان الأمريكي والغرب الكافر، في بيان المسيرة، والذي أكّـد أن “جرائم الإحراق المتكرّرة التي تحدث في السويد والدنمارك جرائمُ شنيعةٌ يعمل عليها وعلى إذكائها اللوبي اليهودي الخبيثُ، وتنصاع له الحكومات الغربية”.

وقال أحرار اليمن في بيان مسيرتهم: إن “الحكوماتِ الغربية رضيت لنفسها أن تكونَ أدَاةً طَيِّعَةً في يد الصهيونية العالمية الساعية إلى نشر كُـلّ أنواع الفساد في العالم”.

وَأَضَـافَ البيان أن “الحقدَ الغربي والحقد اليهودي على الإسلام والمسلمين حقيقةٌ تتجلى في كُـلّ عصر، وبجرائم الإحراق هذه تسقُطُ كُـلُّ ادِّعاءات الغرب حول الديمقراطية وحرية التعبير”.

وأكّـد البيان أنه “لا يكفي أن تتوقفَ حكومات السويد والدنمارك عن منح تراخيص الإحراق، بل يلزمُها تقديمُ الاعتذار للمسلمين كافة، والتعهُّدُ بعدم منح تراخيص الإحراق مرة أُخرى”.

وطالب أحرار اليمن في بيان مسيرتهم “الدولَ الإسلامية بعقد قمة طارئة تنتصرُ فيها للقرآن الكريم والاتّفاق على سياسات محدَّدة ترُدُّ بها على الحكومات التي تتطاول على كتاب الله”.

ودعا بيان المسيرة “الشعوب الإسلامية قاطبة لتحمل المسؤولية والانتصار للقرآن الكريم بكل السبل المتاحة”.

كما دعا أحرار اليمن “للعمل على مقاطعة البضائع السويدية والدنماركية، وبضائع أية دولة تتجرأ على القرآن الكريم أَو أي مقدس من مقدسات الإسلام والمسلمين”.

وحيَّا البيان “الحكومات العربية والإسلامية التي طردت السفير السويدي لديها، وعلى باقي الدول الإسلامية أن تنحوَ المنحى ذاته في قطع العلاقات مع السويد والدنمارك وذلك أضعف الإيمان”.

كما دعا البيانُ البرلماناتِ الإسلامية إلى “إصدار قوانين تنتصر للقرآن الكريم وتكون ملزمة للحكومات لديها”.

وتابع البيان “نحن كشعبٍ يمني يشعُرُ بالغضب العارم إزاء جرائم الإحراق فَــإنَّنا ماضون إن شاء الله في مقاطعة البضائع السويدية والدنماركية”.

وفي ختام البيان، أوصل أحرارُ اليمن رسالةً شديدةَ اللهجة من الشعب اليمني للغرب الكافر، مفادها “لن نتوانى عن أي عمل متاحٍ ننتصرُ به لله ولرسوله ولكتابه وللمقدَّسات الإسلامية”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com