معاركُ السودان تدخُلُ يومَها الـ 100 والجيشُ يؤكّـدُ سيطرتَه على محيط القيادة العامة
المسيرة | وكالات
دخلت الاشتباكاتُ الداميةُ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يومَها الـ 100، في ظل فشل محاولات الوساطة لإيجاد حَـلّ للأزمة، وقال الجيش: إن قواته “تسيطر على محيط القيادة العامة في الخرطوم”.
وذكر الجيش أَيْـضاً أنه “قصف أهدافًا لقوات الدعم السريع جنوب وشرق الخرطوم، وأكّـد أن قواتِه تسيطرُ على شارع النيل ومحيط القيادة العامة بالعاصمة”.
ونشرت قواتُ العمل الخاص (القوات الخَاصَّة) التابعة للجيش، الأحد، مقاطع مصورة قالت إنها لعمليات تمشيط واسعة تقوم بها في شارع النيل ومحيط القيادة العامة.
وانتشرت القوات الخَاصَّة في شارع النيل بالقرب من كلية الهندسة جامعة الخرطوم، بالإضافة إلى شارع الجامعة المؤدي للقصر الرئاسي من الناحية الجنوبية، وعند مدخل جسر النيل الأزرق المتاخم لمحيط قيادة الجيش.
وأشَارَ عددٌ من ضباط الجيش الذين تحدثوا في أثناءِ انتشارِهم إلى أنهم على بُعد أمتارٍ من القصر الرئاسي، وأنهم يستعدون لعملية اقتحامه “التي لن تتأخر كثيرًا”.
يُذْكَرُ أن القصرَ الرئاسيَّ يقعُ تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية المعارك منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وفي وقت سابق، قال مصدرٌ عسكري لوكالات الأنباء: “إن مسيّراتٍ للدعم السريع هاجمت أهدافا للجيش في حي الوادي بمدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأوقعت جرحى في صفوفه”.
من ناحية أُخرى، قال الجيشُ السوداني الأحد: “إن 9 أشخاصٍ، بينهم 4 عسكريين، لقوا حتفهم بعد تحطم طائرة نقل مدنية في مطار بورتسودان؛ بسَببِ عطل فني”.
وبخصوص الوضع الصحي في البلاد، ذكرت نقابة أطباء السودان اليوم أنّ 70 % من المستشفيات في مناطق الاشتباكات في الخرطوم والولايات الأُخرى مُتوقفة عن الخدمة، وأضافت النقابة غير الحكومية أنّ 62 مستشفى متوقفة عن الخدمة، و27 مستشفى تعملُ بشكلٍ كامل أَو جزئي.
وأشَارَ بيانٌ لنقابة الأطباء إلى أنّ المستشفيات التي تعمل مهدّدة بالإغلاق نتيجة نقص الكوادر الطبية والإمدَادات الطبية وشبكة الماء والكهرباء، وأوضحت أنّ عدد المستشفيات التي قصفت منذ بدء المعارك ارتفع إلى 19، في حين تعرّض 22 مستشفى للإخلاء القسري.
وقبل أَيَّـام، أفادت منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية بتعرّض فريقها في الخرطوم “لاعتداء عنيف” وسرقة إحدى عرباته على يد مجموعة من المسلحين.
وتتواصلُ منذ نحو 4 أشهر اشتباكاتٌ عنيفةٌ وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في مناطق متفرقة من السودان، تتركّز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
ومنذ اندلاعها في 15 نيسان/ أبريل الفائت، أسفرت الاشتباكات بين القائدين العسكريين عن مقتل 3 آلاف شخص على الأقل، وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين شخص، سواء داخل البلاد أَو خارجها.
وعلى الرغمِ من أن السودان يُعتبَرُ من أغنى بلدان العالم بالثروات إلا أنهُ يُعَدُّ حَـاليًّا أحدَ أفقر بلدان العالم، ويحتاجُ أكثرَ من نصفِ سكانه حَـاليًّا إلى المساعدةِ للبقاء على قيد الحياة، في الوقت الذي وصلت حالةُ التحذير من المجاعة إلى أقصاها، وبات أكثرُ من ثلثَي المستشفيات خارجَ الخدمة.