أفولُ شمس التهدئة ورسائلُ صنعاء الأخيرة.. بقلم/ فضل فارس
شمسُ التهدئة قاربت على الأُفول مع الاستمرار في حالة المماطلة من قبل النظام السعوديّ؛ كونه المدبر الفعلي لهذا العدوان الغاشم على يمن الإيمَـان والحكمة أصبح وفي تصريحات القيادة الأخيرة غير مستساغ وغير مقبول، فليس من الإنصاف -تقول القيادة السياسية- في القاموس اليمني بعد الآن بقاءُ الوضع القائم في ما يخص الملف اليمني بما فيه من تحايل وتماطل من قبل النظام السعوديّ وسعي فقط نحو الأكاذيب السياسية التي -وحسب تفكيره- تكسبه الوقت الإضافي الذي من خلاله يكرس جهده في التخطيط الشيطاني للمؤامرات على اليمن.
الهدنة والتهدئة التي توافقت عليها الأطراف؛ مِن أجل إحلال السلام والوصول إلى حلول مُرضية أصبحت اليوم في عامها الثاني ومخرجاتها ما زالت غيرَ إيجابية من قبل العدوان فقط، كثير من التحايل المتعمد وبحث عن الأعذار الكاذبة لكسب الوقت الإضافي الذي من خلاله تحاك المؤامرات، وهذا وحسب ما أصبح جليًّا نزولُ النظام السعوديّ عند الرغبة الأمريكية والبريطانية التي ترغب ومن البداية ببقاء الحرب وإغراق السعوديّة في المستنقع اليمني.
لقد ظهر جليًّا ومن البيان الصادر مؤخّراً عن سفراء الدول الثلاث أمريكا وبريطانيا وفرنسا أن الرغبة الأَسَاسية لدى هذه الدول -وهنّ العقل المدبر ورأس الحربة لهذا العدوان- في بقاء العدوان ومواصلة الحرب الاقتصادية التي كانت وما زالت في أيديهم -وكسياسة استعمارية ضاغطة- ورقة حرب وفي شتى مجالاتها تستخدم وتُفعَّل ضد اليمنيين، مع أَيْـضاً استمرار الحصار الخانق على أبناء الشعب اليمني والتصدي كذلك -وهو ما قد أفلحوا إلى الآن في عرقلته- للمطالب الإنسانية والحقوقية العادلة والمنصفة التي تتبناها حكومة صنعاء؛ مِن أجل إحلال السلام.
من المعلوم أن النظام السعوديّ فيما إن استمر في مراوغته ولم يذعن لمطالب صنعاء المحقة ورضي البقاء في ظل السياسات العدائية لتلك الدول التي –حقيقةً- لا تود له المصلحة فَــإنَّه -وجزاء بما كان يفعل- سيكون الخاسر الأكبر فيما لن تسلم أَيْـضاً تلك الدول الشريرة من شرارة الضربة اليمنية إن هي حلت.
صنعاء بقيادتها الثورية والسياسية -وبرغم رغبتها الإنسانية أَيْـضاً من مضمون الرحمة القرآنية -في إخراج السعوديّ من الولوج في هذا المستنقع؛ وهذا ما جعلها تتحلى بالصبر على المماطلة والتحايل طوال هذه الفترة تطلق “وهي الرحيمة” ومن واقع ثقة مطلقة بالله وقوة وبأس جيشها وقوتها العسكرية والميدانية إنذاراتها الأخيرة على النظام السعوديّ -وهي الرحمة من عَلَمِ الأُمَّــة وذاك من واقع المتمكّن في الأرض- أن يراجع حساباته ما دام هناك بصيصٌ من نور أمل يرتجى في العودة وتلافي هذا الخطأ الذي -إن وقع، وذاك برعونة حاكم آل سعود- تشهد المملكة الواقعَ الأليم.