امتدادُ مظلومية الحسين.. بقلم/ لؤي زيد الموشكي
نمُرُّ هذه الأيّام بذكرى استشهاد حفيد رسول الله الحسين “عليه السلام”، تلك الفاجعة وذلك الحدث التاريخي المؤلم، تلك المظلومية التي حلت بالإمام الحسين ابن بنت رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم جميعاً.
وما ارتكبه الطغاة المجرمون من الأمويين واليزيديين بحق آل بيت رسول الله “صلى الله عليه وآله” وهم خيرة خلق الله على وجه الأرض، وأقرب وأحب الناس إلى رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- في كربلاء أَو ما يسمى بمعركة الطف.
واقعة مؤلمة وحزينة، بحق الإمام الحسين وأهل بيته، وما وقع لهم من ظلم وحصار وذبح للرؤوس ليس له مثيل، وما تم من سبي لحرم آل بيت رسول الله، على أيادي أئمة الكفر وطواغيت الأمس يزيد اللعين وأمثاله.
تعاود إلينا -نحنُ الشعبَ اليمنيَ- هذه الأيامَ، الذكرى المؤلمة مظلومية الإمام الحسين “صلوات الله عليه” ونحن نعيش محنة كربلاء جديدة؛ فأبناؤنا وأطفالنا يُقتلون ويتقطعون إلى أشلاء؛ بفعل الطغيان اليزيدي المتمثل في النظام السعوديّ الذي يقوده ويحرّكه الأمريكي والإسرائيلي، حَيثُ يقوم يزيد اليوم بشن حصار لنا كشعب يمني بأكمله على مدى 8 أعوام جواً وبراً وبحراً، ويمنع عنا الغذاء والدواء، ويقتلنا بشتى أنواع الأسلحة الفتَّاكة ظلماً وعدواناً، فيرتكبون بحقنا أفظع وأبشع الجرائم، ويرتكبون أشنع المجازر بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا؛ فنرى الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز الأسبوع الأول من عمره يُذبح قصفاً وجوعاً وعطشاً، نرى النساء تُحرق وتقطع أجسادها طائراتُ الحقد اليزيدي، ممثلةً بطواغيت اليوم السعوديّ وتحالفه من دول الخليج بقيادة سيدهم وماسك طوقِهم الأمريكي والإسرائيلي الكفرة الظالمين؛ فقطْ لأَنَّنا تحَرّكنا بالقرآن وصرخنا بوجه الباطل، رفضنا الهيمنة الأمريكية والوصاية الخليجية، وقلنا: إما عيشة بكرامة وحرية وإما السقوط في ساحات القتال شرفاء.
كلّ ذلك الظلم والاستبداد علينا فقط؛ لأَنَّنا حافظنا على هُــوِيَّتنا وانتمائنا الإيماني والمبادئ والقيم والأخلاق، يريدون أن يسلبوا منا قيمَنا، وأن نخضع ونركع لهم، وأن نجعلَ من أنفسنا عبيداً لهم، كما فعل يزيد بن معاوية، لا تكون لدينا حرية ولا كرامة، نكون عبيداً أذلاء ليس لدينا قرار، يتحكمون في قرارنا.
نحنُ كشعب يمني مؤمن ينبغي علينا ألا نخافَهم ولا نبالي بجبروتهم، وأن نتحَرّك بإيمان وشجاعة الحسين “صلوات الله عليه” لمواجهتهم.