لن يجعلَ اللهُ للكافرين على المؤمنين سبيلاً.. بقلم/ محمد حسين فايع
طالما أبناءُ المجتمع الإيمَـاني -إنْ على مستوى القيادات أَو على مستوى عامة الناس- مستقيمون وثابتون، طالما وهم يعملون ما بوسعهم وطالما وهم في حالة مُستمرّة من اليقظة والحضور والإعداد لكل ما يستطيعوا من قوة فلن يحصل على الإطلاق أن يتمكّن الكافرون منهم {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} وبالتالي مهما كان أعمال تحالف الكفر والنفاق ومهما كانت مؤامراتهم تحالف (فلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} أي سبيل نهائيًّا، وبالتالي لا يحصل سبيل على المؤمنين إلا من جهة المؤمنين فهم من يفتحون على أنفسهم منافذ؛ أي أنه عندما يحصل تفريط ويحصل ضعف إيمان، عندما لا يتجهون عمليًّا، عندم يقعدون ولا يتحَرّكون حينما لا يكونوا بالشكل الذي يعتبرون مؤمنين صادقين هنا تفتح سبل الخطر عليهم.
لذلك يجب أن نعيَ أن وعد الله في قَوله جل شأنه: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} بمثابة قاعدة منهجية عمليه تحصينية للجبهة الداخلية للمجتمع الإيمَـاني ترشد وتهدي المجتمع المؤمن سواءً على مستوى القيادات أَو على مستوى عامة الناس إلى التحَرّك العملي الواعي والموحد في مواجهة مؤامرات الكفر والنفاق الموجهة نحو إحداث أي اختراق للجبهة الداخلية للمجتمع؛ بهَدفِ ضرب وحدتها واغتيال قياداتها المؤثرة.
ولو عُدنا إلى كُـلّ مراحل تاريخ مسيرة المواجهة بين الحق والباطل بين الإيمَـان والنفاق سنجد أنه حتى على مستوى مسيرة أنبياء الله ورسله كان هناك تحَرّك وعمل في مواجهة مؤامرات تحالف الكفر والنفاق؛ حتى إنَّ بعض الوضعيات التي قصها علينا القرآن الكريم لم يكن هناك سوى مؤمن واحد تحَرّك وفي النتيجة كان تحَرّكه الإيمَـاني سببًا في تحقيق وعد الله، وهذا ما حكاه الله لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.
طالما أبناء المجتمع الإيمَـاني إن على مستوى القيادات أَو على مستوى عامة الناس مستقيمون وثابتون طالما يعملون ما بوسعهم وفي حالة مُستمرّة من اليقظة والحضور والإعداد لكل ما يستطيعوا من قوة فلن يحصل على الإطلاق أن يتمكّن الكافرون منهم {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}؛ بمعنى أنه مهما كانت المؤامرات مهما كان أعمال المنافقين ومهما كانت المؤامرات خطيرة {فلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}، أي سبيل نهائيًّا، وبالتالي لا يحصل سبيل على المؤمنين إلا من جهة المؤمنين هم من يفتحون على أنفسهم هم منافذ، فعندما يحصل تفريط ويحصل ضعف إيمان، عندما لا يتجهون عمليًّا، أن يقعد الناس ولا يتحَرّكون حينما لا يكونوا بالشكل الذي يعتبرون مؤمنين صادقين هنا تفتح سبل الخطر على المؤجل شأنه لنا في القرآن الكريم من قصة ذلك المؤمن من آل فرعون الذي حذر نبي الله موسى مما يدبر له فرعون وملائه من مؤامرة لقتله فكان سعي ذلك الرجل المؤمن بعد الله سبباً في نجاة نبي الله موسى بما يحمله من مشروع هداية وتحرّر للمستضعفين وكم من الأمثلة والدروس والعبر التاريخية القرآنية في هذا المسار.
وعليه يجب أن نعيَ أن وعد الله للمؤمنين بأن لا يجعل للكافرين عليهم سبيلاً إنما يتحقّق بتحَرّك وحضور وعمل إيماني في مواجهة مؤامرات الكفر والنفاق وعلى مختلف مجالات الحياة الثقافية والسياسية والأمنية إلى العسكرية والاقتصادي إن على مستوى القيادات التنفيذية أَو على مستوى العامة من أبناء المجتمع الإيمَـاني.
اليوم ونحن بقيادتنا ومشروعنا القرآني نتحَرّك في إطار محور الجهاد المتعاظم حضوره وتمكّنه وانتصاراته في مواجهاته المباشرة والشاملة لتحالف الكفر والنفاق تكشف لنا مستجدات وقائع الأحداث عن تراجع وانحسار واضح لتحالف الكفر والنفاق في مقابل تعاظم اقتدار وحضور المشروع القرآني، بالتالي يجب أن نعيَ اليومَ أكثرَ من أي وقت مضى أن تحالف الكفر والنفاق سيتجه إلى حبك الخطط والمؤامرات الموجهة نحو الجبهة الداخلية، واضعاً في أولوياته تنفيذ عمليات اغتيال للقيادات الإيمانية الجهادية الهادية وغيرها من القيادات التنفيذية المؤثرة، معتقداً أن بقاء تلك القيادات هي المشكلة الأَسَاسية التي أوصلته ومشروعه الشيطاني إلى حالة التلاشي والهزيمة والانحسار وفي حال التخلص منها، فَــإنَّه سيتمكّن من تنفيذ مشروعه الشيطاني في المنطقة والعالم الإسلامي، هكذا يفكر العدوّ وعلى هذا يخطط ويتحَرّك.
ختامًا نذكّر من جديد بالقاعدة الإيمانية القرآنية التحصينية للجبهة الداخلية للمجتمع الإيمَـانى التي مفادها أن المجتمع الإيمَـاني في حالة مُستمرّ من التحرك والحضور واليقظة ويعدون كُـلّ ما يستطيعون من قوة فلن يحصل على الإطلاق أن يتمكّن الكافرون منهم {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} وإنما يحصل ذلك من قبل المؤمنين فهم من يفتحون على أنفسهم المنافذ نتيجة لتفريطهم.