المُعلِّمون وحُكومَةُ الإنقاذ ووزارةُ التَّربية والتَّعليم.. بقلم/ مطهر يحيى شرف الدين
كثُرت وتعالت الأصواتُ التي تطالب وتنادي بصرف مرتبات أَو حوافز شهرية تليق بالمعلمين ومكانتهم ورسالتهم السامية التي تستهدف الأجيال الناشئة في تعليمهم وتربيتهم ووعيهم وأخلاقهم.
والأهم من ذلك ما للرسالة من تأثير وأبعاد في تحديد المواقف والتوجّـهات التي ينبغي أن يكون الجيل على دراية وإدراك بالقضايا الوطنية والإسلامية والمصيرية التي تهم كُـلّ أبناء الأُمَّــة الإسلامية على كُـلّ أرضٍ وفي كُـلّ وطنٍ، وأن في كُـلّ عصرٍ وزمانٍ محور خيرٍ ومحور شر وراية حق وراية باطل، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وتجاه تأثير وأبعاد رسالة المعلم التي تشكِّل المواقف والمسؤوليات قد يقول البعض إننا نقحم الأجيال في وادٍ ليس له علاقة بالتعليم ولا بمخرجات التعليم وإن ذلك مخالف لرسالة المعلم التي يجب أن تصب أهدافها في تحقيق أكبر قدر من التحصيل العلمي ومن ثم الخروج بشهادة تؤهل حاملها لإيجاد وظيفة في ميدان العمل دون الالتفات إلى ما يحيط بأبناء الأُمَّــة من مخطّطات ومؤامرات تنال من الدين الإسلامي وَمن هُــوِيَّة أبناء الأُمَّــة.
ورداً على ذلك حريٌ القول ما الجدوى من شهادة في المجال الهندسي أَو الإعلامي أَو العسكري إذَا لم يكن لدى حاملها دين وقيم ولم يكن له نزعة وانتماء لدينه وأرضه ووطنه، ودون أن يكون لديه الولاء لله ولرسوله والمؤمنين فيصبح بعد ذلك مسلوب القرار وَمنتهَك السيادة ومخترقاً في هُــوِيَّته ودينه من قبل أعداء الأُمَّــة وأعداء الدين.
ولكي لا نذهب بعيدًا ومن منطلق أهميّة وأبعاد الرسالة ندرك ما للمعلم من دور وتأثير في بناء الأجيال، من يكون على عواتقهم بناء الأوطان وعمارة الأرض واستصلاح المجتمعات، فلن يبني وطنه إلا من كان على دينٍ وخُلقٍ وقيم أهمها الانتصار لله ولرسوله وَالثبات على الحق وَالحمية والغيرة على الدين والوطن.
إذَاً وبعد لفت الانتباه إلى أهميّة مضمون رسالة المعلم وأبعادها، هل تدرك قيادتنا السياسية الحكيمة والمسؤولون في حكومة الإنقاذ وفي وزارة التربية أن المعلم يفتقر تماماً لأبسط أسباب الحياة، وهل يدرك أصحاب القرار أن المعلم لديه أولاد وعليه مصاريف والتزامات يومية، وهل تدرك حكومة الإنقاذ الوطني أن الكثير من المعلمين يسكنون بيوت إيجار؟
فهل آن الأوان أن تقدِّر الحكومة تضحيات المعلم وصبره وثباته ومعاناته طوال سنوات العدوان على بلادنا!!
إن مما يجب على حكومة الإنقاذ الوطني وعلى وزارة التربية والتعليم وَأبناء المجتمع اليمني إزاء معاناة المعلمين تحمل المسؤوليات على المستوى الرسمي والشعبي في إيجاد الحل والمخرج من معاناة المعلمين، وذلك بتكريمهم وإعلاء شأنهم ومكانتهم في المجتمع وتقدير رسالاتهم السامية وتحقيق إبعادها الإيجابية وبما يجسد أهميّة وَأهداف الرسالة المتمثلة في الحفاظ على كرامة وعزة الدين الإسلامي ومقام أبناء المجتمع اليمني المسلم الغيور على دينه والمحافظ على هُــوِيَّته ووطنيته.
ولذلك فَـإنَّ مما يجب العمل إزاء ذلك وفاءً وامتناناً للمعلمين السعي الجاد لإيجاد المعالجات والحلول وبما من شأنها تعزيز ودعم صندوق المعلم، فماذا لو يتم إقرار إضافة مبالغ مالية بسيطة جِـدًّا على بعض السلع غير الضرورية أَو الكمالية فمثلاً إضافة عشرون ريالاً على كُـلّ باكت سجائر يباع وفي بقية أنواع التبغ والمعسلات، وَيمكن كحلٍ أَيْـضاً إضافة عشرون ريالاً على كُـلّ لتر من المحروقات تعود لصالح المعلمين، وأعتقد يقيناً بألا أحد من أعضاء حكومة الإنقاذ المعنيين ووزارة التربية والتعليم وأبناء هذا الشعب العظيم لديه مانع من اتِّخاذ تلك الإجراءات وتنفيذها والتي إن توفرت الإرادَة والدافع فَـإنَّ المعالجة بلا شك ستؤتي ثمارها، وبذلك نضمن توفير الأثر المالي الشهري اللائق كحافز أَو تحت أي مسمىً كان، متجاوزين بذلك أكبر معضلةٍ إنسانية يواجهها الشعب اليمني، فالمعلم يستحق أن يُبذل؛ مِن أجلِه الغالي والنفيس تبجيلاً وامتناناً وعرفانًا وتقديراً لرسالته النبيلة السامية.
قُم للمُعلم وفِّه التبجيلا.. كادَ المُعلِّمُ أن يكونَ رسولا.