أحرارُ اليمن مجدَّدًا في صدارة الدفاع عن المقدسات.. بقلم/ عبد الغني قائد
إن كُـلَّ جريمة تطالُ مقدَّساتِنا الإسلاميةَ بلا شك وراءها اللوبي الصهيوني الذي يسعى جاهداً لنشر الرذيلة والانحلال، وذلك بعد محاولاته استهداف الرموز المقدسة؛ فتارةً يستهدفُ ويسيءُ لكتاب الله الأعظم القرآن الكريم، الذي يستمد منه المسلم كافة القيم والأخلاق والمبادئ ويتسلح به من كافة الانحرافات والمغريات التي تأتي من الغرب الكافر بتبني ودعم صهيوني؛ وتارةً أُخرى يقومون بالإساءة إلى شخصية النبي الأكرم من خلال رسوم كاريكاتيرية وأعمال مسيئة؛ فكلها إساءَات ممنهجة هدفُها النيلُ من أركان القوة والتحصن، وهي محاولات منهم للترويج بثقافاتهم المنحطة وأهدافهم القذرة والسيئة، وما السويد والدنمارك إلا أدوات للصهيونية تمشي وفق التعليمات.
كما أن هذه الإساءَات تكشفُ حقيقةَ عداوة اليهود الشديدة للإسلام والمسلمين وحقدهم الكبير على كتاب الله الذي فضح حقيقتهم وكشف عن نفسياتهم الخبيثة، وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الناس عداوة لِّلَّذِينَ آمَنُواْ اليهُودَ وَالَذِينَ أَشرَكُواْ)، وقد كشف ذلك جليًّا عن خوفهم ورعبهم وقلقهم من القرآن الكريم، ومعرفتهم وإدراكهم خطورة عودة الأُمَّــة إليه كمنهج حياة.
ومع كُـلّ ذلك فَــإنَّ كافةَ محاولاتهم فاشلة ولن يصلوا إلى أهدافهم، وذلك مع وجود صحوة إسلامية ووعي عالٍ وإدراك كبير بمستوى الخطورة المحدقة بنا كمسلمين، وأن مع هذه الأحداث والمتغيرات يبرز الصادقون وينفضح المنافقون ومدعو الإسلام من خلال الدفاع عن المقدسات أَو التماهي والتعاون من العدوّ والقبول بمشروعه الخبيث.
وفي هذا السياق وأمام هذا وذاك، فَــإنَّ هناك ردودَ أفعال مختلفة من قبل الأنظمة المسلمة تجاه هذه الإساءة، منها العراق وإيران ولبنان واليمن؛ فأما اليمن -قيادةً وشعباً- فهي التي تصدَّرت الموقف في أبهى صوره، وذلك بخروج مليوني لائق ومشرِّف، وليس بغريب على بلاد الإيمان والحكمة أن تكون لها الصدارة في تبني موقف مشرف وهو موقف الدفاع عن كتاب الله عز وجل القرآن الكريم، وهذه المواقف بالطبع تبرهن ما ورد في تاريخهم وحقائقهم أنهم أنصار الرسالة المحمدية وأنهم نفس الرحمن وأنهم القوم الذي يحبهم الله ويحبونه.
ولكن في المقابل من يدَّعون الإسلام وليس لهم أي موقف تجاه الإساءة وإحراق القرآن فهم بعيد كُـلّ البعد عن كتاب الله وعن مبادئ الإسلام؛ لأَنَّ من ينتمون لهذا الإسلام ويطبقون شرعه ومنهاجه هم في صدارة الدفاع عن المقدسات الإسلامية.
ختامًا لا ننسى ما نعرِّجُ بالإشارة إلى الدولة التركية الأردوغانية ونقول لهم: “اتقوا الله إذَا كنتم فعلاً مؤمنين بالله رباً وبمحمدٍ نبياً وبالقرآن كتاباً؛ فلماذا لا تغضبون لله ولرسوله ولكتابه؛ بل وسعيتم جاهدين بالقبول بالسويد للناتو واللقاء مع رئيس الوزراء السويدي ورفع العلم السويدي!
وهي رسالةٌ لكل المنتمين للإسلام بأن الانتماء الشكلي لا يجدي نفعاً؛ لأَنَّ الإسلام مواقفُ عملية واقعية وهو إسلام لا يقبل المساومة ولا المحاباة والمجاملة، فيكفي جموداً وتخاذلاً وتماهياً مع الأعداء، فمُجَـرّد السكوت يعتبر قبولًا بما يرتكبه الأعداء من جرائم بحق مقدساتنا الإسلامية.