تكرارُ جريمة حرق القرآن.. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تتكرَّرُ جرائمُ حرق القرآن الكريم في السويد وفي الدنمارك، ويمكن أن تتكرّرَ في دول أُورُوبية أُخرى، رغم الإدانات وبيانات الشجب والاستنكار الصادرة عن دول ومن منظمات رسمية وغير رسمية.
هذه الجرائم لا يمكن اعتبارها حوادثَ فرديةً دافعُها حريةُ الرأي والتعبير، فقد رأينا أن الحوادثَ التي وقعت في السويد قد واجهت ردودَ أفعال قويةً من بعض الدول والشعوب العربية والإسلامية، تفاوتت بين استدعاء السفراء وإصدار البيانات وخروج المظاهرات الشعبيّة للاستنكار والاحتجاج على تلك الجرائم، وكان أهمُّ رد فعل قد جاء من العراق الذي طردت حكومته سفير السويد لديها وقيام المتظاهرين بإحراق السفارة السويدية في بغداد، وقُطعت العلاقاتُ بين البلدين.
ومن الملفت للنظر أنه عندما زاد الضغطُ على السويد، ولم تعد تتحمَّلُ ارتكابَ جرائمَ جديدةٍ لحرق القرآن، عادت الدنمارك إلى الواجهة، من خلال قيام متطرفين دنماركيين بارتكابِ جرائمَ جديدة في حق القرآن الكريم.
وما حدَثَ في الدنمارك يعتبر من باب تخفيفِ الضغطِ على السويد؛ وهذا يؤكّـد أن الذي يقفُ خلف تلك الجرائم قوىً منظَّمةٌ تعملُ من خلال خططٍ محكمة، ونحن نعتقد أن من يقود هذا العمل المنظم هم اليهود؛ لأَنَّهم يعرفون أهميّةَ القرآن لدى المسلمين وخطورة الالتزام بتعاليمه على مشاريعهم، وهدفُهم من ذلك هو تعويدُ المسلمين على تقبُّلِ إهانة القرآن، واحتواءُ ردود أفعالهم إزاء ذلك؛ مما يتيحُ لهم في المراحل القادمة الطعنَ في ما جاء به من هدىً وتعاليمَ بدون أية مشاكل يمكن أن يتعرَّضون لها من قبل المسلمين.
ونستنتجُ هنا أن جرائمَ حرق القرآن الكريم سوف تستمرُّ، وقد تتنقل من دولة إلى أُخرى، ويمكن أن تتوقف لوقت قصيرٍ؛ نتيجة ردود أفعال المسلمين الغاضبة، ولكن سرعان ما تعود مرة أُخرى، ولن تتوقفَ هذه الجرائم إلَّا إذَا كان للمسلمين موقفٌ حازم وموحَّدٌ يوثر اقتصاديًّا أَو سياسيًّا على الدول التي تُرتكَبُ فيها جرائم من هذا النوع؛ فالأمر يعود إلى موقف المسلمين من جرائم حرق كتابهم المقدس؛ فالذي يرتكبُ مثلَ هذه الجريمة يعلمُ أنه لا يحرقُ الأوراقَ التي كُتبت عليها آياتُه، ولكنه يتعمَّدُ إهانةَ التعاليم التي يحتوي عليها، وتوجيه أَيْـضاً إهانة مباشِرة للمسلمين كافة، وضرب العلاقة الوُجدانية بين المسلمين والقرآن الكريم.