الثورةُ الخالدةُ في مواجهة الطواغيت.. بقلم/ عبدالغني حجي
الإمام الحسين بثورته ضد الطواغيت أوقد شمعةً نورُها دائمٌ يضيئ ولا ينطفئ؛ ليرى الناس طريقَ الحرية وكيفيةَ التحرّر من الظالمين وجورهم.
رسم طريقاً للخَلاصِ، وعمَّدها بدمائه الطاهرة الزكية، ومثَّل دمُه وقوداً للأحرار من بعده إلى يومنا هذا.
كان -عليه السلام- مدرِكاً أن تحَرُّكَه سيكلِّفُ الكثير، لكنه يعرفُ أَيْـضاً أن سكوتَه سيكلِّفُ أكثر، بالتحَرّك كان لا بُـدَّ من التضحية ليس بالمال فحسب، بل بالروح والمال والأهل.
ما بين السكوت وارتضاء بني أمية خلفاءَ للأُمَّـة يقرّرون مصيرَها، ويرسمون لها طريقَها، ويضعون -حسبَ مزاجهم- فكرها، ويحرِّفون الرسالة الإلهية الخاتمة سيكون الثمنُ دينَ الله والأمَّة، وبين هذا وذاك كان الخيار الصائب الذي سيحفظ دين الله وكرامة الأُمَّــة هو التضحية ليسلَمَ دينُ الله.
واجَهَ في سبيلِ إعلاءِ كلمة الله حرباً شديدةً عدوانيةً، تجمَّع لها أشرارُ البرية، بصمود، بصبر، باستبسال، بيقين راسخ وثبات، لم تكن كأية حرب؛ لأَنَّها لم تقتصر على المواجهة فحسب؛ لأَنَّ خصومَ الإمام الحسين هدفُهم أَلا يبقى لرسول الله من يحفَظُ نسلَه، الذين جعل اتِّباعهم نجاةً، والعدولَ عنهم خسارة، وتركت هذه المعركة مأساةً خلَّدَها التاريخُ، وجرحاً عميقاً لكل من ينتمي للإسلام.
لكن جهلَهم وطغيانَهم وقوتهم وجبورتهم لم يطفئ نورَ الله، ولم يوقف ثورة الإمام الحسين بعد استشهاده في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة إلى يومنا هذا.
حاضرُنا يشهدُ أن ثورةَ الإمام الحسين ما زالت قائمة، وأن رجالَها لا زالوا في الثغور مجاهدين على نفسِ الطريق، بذات الهدف الذي قاتل لأجله الحسين، حاملين الهمومَ التي حملها، في المقابل، ما زال قَتَلَةُ الحسين في واجهة المعركة، فقط تغيَّرت شخصياتُهم، أما العدوانيةُ والعداءُ لدين الله ما زالت بوتيرةٍ أشدَّ وأقسى.