احتشادٌ جماهيري حسيني عاشوري غير مسبوق في تهامة لإحياء ذكرى فاجعة كربلاء
المسيرة | الحديدة:
تحتَ شعارِ “هيهاتَ منا الذلةُ”.. شهدت محافظةُ الحديدةِ، أمس الجمعة، مسيرةً جماهيريةً حاشدةً؛ إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين -عليه السلام- 1445ھ، بمشاركة أعضاء من مجلسي النواب والشورى، ووكلاء المحافظة وقيادات عسكرية وأمنية ومحلية وتنفيذية وأكاديمية وتربوية وعلماء ومشايخ، إلى جانب الآلاف من أبناء المحافظة.
وفي الفعالية الحسينية رفع المشاركون اللافتات المعبرة عن فاجعة كربلاء ومظلومية الشعب اليمني على مدى أكثر من ثماني سنوات والتي تشابه مظلومية الحسين وآل بيت الرسول، مؤكّـدين عدم التراجع في مواجهة الطغيان المتمثل في قوى العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
وندّد أبناء تهامة بجريمة حرق نسخ من المصحف الشريف في السويد وعدد من الدول الغربية، وتمسكهم بكتاب الله تعالى ورفض الاستفزازات لمشاعر المسلمين، وهتفوا بالانتصار للقرآن الكريم والدين والعقيدة والهُــوِيَّة.
وطالب المشاركون بالتلاحم ورص الصفوف ووحدة الصف، مؤكّـدين أن الشعب اليمني سيظل متمسكاً بهُــوِيَّته الدينية وانتمائه للإسلام تجسيداً لقول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأشَارَ أهالي الحديدة إلى أن ذكرى استشهاد الإمام حسين عليه السلام، ليست من المحطات التاريخية العابرة فحسب، بل من أبرز المظلوميات التي سجلّها التأريخ الإسلامي، معتبرين إحياء الذكرى تأكيداً على مضي الشعب اليمني على نهجه في الموقف والمبدأ والقضية، مجددين التأكيد على المضي على نهج الثبات وخطى مواقف الحسين ورفاقه في فاجعة كربلاء المشهودة في التضحية والفداء واستلهام الدروس الإيمانية، في تعزيز تماسك الجبهة الداخلية في ظل محاولات الأعداء لاختراقها وفرض وصاية خارجية وتدخلات في الشؤون اليمنية.
من جانبه، لفت وكيل أول المحافظة، أحمد البشري، إلى دلالات إحياء ذكرى عاشوراء لاستحضار أبرز الوقائع الأليمة في تاريخ الإسلام، وما مثلته حادثة كربلاء من فاجعة بحق الإمام الحسين وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، معتبرًا إحياءَ ذكرى استشهاد الإمام الحسين، محطةً تربوية لترسيخ الوعي بما يتعرض له الإسلام ورموزه على امتداد التاريخ والماضي، وتعزيز الثقافة تجاه مشروع الإسلام الذي جاء والأمة غارقة في وحل الظلم وطغيان الشرك.
ونوّه البشري، إلى ما خاضه الحسين وآله بيت النبي من معاركَ في مجابهة طغاة تلك الحقبة الزمنية ونصرة المستضعفين، والحث على توجيه النفوس لمكارم الأخلاق وبناء الأُمَّــة، على قيم الحق والعدالة وفق منهج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
واستعرض جانباً من منعطفات تأريخ الأُمَّــة وما حصل من انحراف في مسار الحق، خَاصَّة بعد الحقبة الزمنية من وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، مبينًا أن مسارَ الانحراف الذي تولَّد من الإسلام المستقيم من قبل الخط المعادي والمعارض لمسار الحق أفرز تشوهات في واقع الأُمَّــة الإسلامية.
وعدّ وكيل المحافظة، الإمام الحسين -عليه السلام- مدرسة إيمانية بما قدمه من تضحيات في مواجهة تيار الانحراف الذي أفرغ الدين من محتواه بالكفر والنفاق والظلم بعد أن تولى يزيد الخلافة، وانتشر في عهده الفساد والباطل والظلم، فكان الحسين الصوت الصادح بالحق وبداية الثورة لمواجهة هذا التيار.
وحيا التفاعل الرسمي والشعبي لأبناء الحديدة في إحياء الذكرى انطلاقاً من مشروع الثورة لتصحيح حاضر ومستقبل الأُمَّــة، منبهاً بما يُحاك ضد الأُمَّــة من مؤامرات لإشعال الفتن وما سعى ويسعى له الأعداء في الماضي والحاضر، مُشيراً إلى ما يحدث في حاضر الأُمَّــة من خيانة لدين الله والابتعاد عن منهج الرسول وآل بيته، حَيثُ يتجسد ذلك في مشاريع تخدم قوى الكفر ولا تنهض بواقع الأُمَّــة، بل تهدم ما جاء به الرسول الأكرم، ومخالفة لأوامر الله والتنصل عن المسؤوليات الإلهية.
وَأَضَـافَ البشري: “نقف اليوم في معركتنا مع تحالف العدوان، لنستذكر كربلاء، ونستحضر منهج الحسين في الجهاد والتضحية في سبيل الله، لنؤكّـد أننا أصحاب قضية عادلة في مشروع الدفاع عن الوطن والمضي في سبيل عزة وكرامة الأُمَّــة وحريتها”.
وأفَاد بأن احتشاد أبناء الحديدة بهذه الذكرى رسالة لدول العدوان وأدواتها باستمرار اصطفاف وتلاحم وصمود اليمنيين في مواجهة أعداء الوطن والحفاظ على الأمن والسيادة وعدم التنازل عن شبر من أراضيه، موضحًا أن قوى العدوان فشلت في كسر الصمود اليماني والمشروع الذي أرسى مداميكه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، مؤكّـداً أن من واجب الوفاء في هذه الذكرى تجسيد نهج الإمام الحسين -عليه السلام- في الجهاد ومناصرة مشروع الإسلام ضد قوى الطغيان.
وبيّن البشري أن تكرار الإساءة لكتاب الله وحرق نسخ منه عمل استفزازي تديره المؤسّسات اليهودية في الدول الغربية لقياس ردود أفعال الأنظمة الإسلامية، مؤكّـداً أن توحيد صفوف الأُمَّــة وخروجها من بوتقة الضعف والهوان، هو الحل لكسر غطرسة اللوبي الصهيوني.