إحياءُ مراسم العاشر من محرم في العالم: دفاعاً عن المصحف ورفضاً للتدنيس الممنهج
المسيرة | متابعات
استقبلت مدينةُ كربلاء، وسط العراق، ملايين الزوار لإحياء مراسم ليلة ويوم العاشر من محرم، السبت، حَيثُ شهدت المدينةُ المقدَّسة ذروةَ الإحياءات العاشورائية، التي توزعت على طول البلاد وعرضها.
وشارك في المراسم ملايين الزوار من داخل العراق وخارجه؛ إذ جددوا العهد للإمام الحسين، في ذكرى واقعة الطف، حَيثُ استشهد الإمام وآل بيته، على يد جيش والي بني أمية على مدينة الكوفة عبيد الله بن سعد، وبأوامر مباشرة من يزيد بن معاوية، عام 61 للهجرة، الموافق في 680 ميلادي.
وشدّد المشاركون في إحياء هذا العام، على تمسكهم بالقرآن الكريم. وهتف الزوار في مدينة الإمام الحسين، بشعارات التلبية الحسينية، والشعارات التي تؤكّـد التمسك بالقرآن الكريم، ورفض التدنيس الممنهج الذي تقوم به جهات غربية عدة، بحقه.
كما تحتل فلسطين هذا العام حيزاً في إحياء عاشوراء؛ إذ أكّـد الزوار تمسكهم بفلسطين؛ دفاعاً عن المقدسات الإسلامية فيها، في وجه الاعتداءات الصهيونية المتكرّرة.
وفي لبنان، ومنذ فجر السبت، نظّم اللبنانيون مسيراتٍ في بيروت والضاحية الجنوبية تحديداً، وقرى في الجنوب والبقاع، لإحياء مراسم عاشوراء.
وقال مشاركون في مسيرة الضاحية الجنوبية لبيروت: إنّ “إحياءَنا لعاشوراء هو نصرة للمظلومين في العالم وليس فقط في إطارنا الإسلامي”.
كذلك، أحيا الملايين في الجمهوريةِ الإسلامية الإيرانية، الجمعة، ذكرى يوم عاشوراء بمراسم حاشدة في العديد من المحافظات وكبرى المدن الإيرانية، وخرج المشاركون صغاراً وكباراً، في مسيرات حاشدة، ورفعوا الشعارات والنداءات الحسينية في الشوارع الرئيسة والباحات العامة وفي المجمعات الحسينية.
أما في العاصمة الأفغانية كابول، فقد أُقيمت مجالس العزاء في المجمعات والخيم العاشورائية، ونظمت مراسم العاشر من المحرم وسط حضور كثيف من الأفغانيين، لكن عناصر حركة “طالبان” حاولوا منع الأفغان من إحياء مراسم عاشوراء باستخدام السيوف وأعقاب البنادق.
ونشر موقع “بي بي سي” فيديو يوثق اعتداء “طالبان” على المشاركين. وبحسب مواقع إخبارية، فَــإنَّ “طالبان” أزالت أعلام محرم من المحال والمنازل والمساجد في بعض الأحياء.
وإلى سوريا، فقد أحيا سوريون في مقام السيدة زينب في دمشق يوم العاشر من محرم، على الرغم من أنّ التهديدات الإرهابية طالت المنطقة هذا الأسبوع.
وأعلن تنظيم “داعش” الإرهابي، الجمعة، مسؤوليته عن التفجيرين اللذين استهدفا منطقة السيدة زينب، جنوبي دمشق، خلال الأسبوع هذا.
وأودى التفجير، الذي وقع يوم الخميس الفائت، بحياة 6 شهداء وجرح نحو 23 آخرين، من جراء انفجار عبوّة ناسفة مزروعة في منطقة السيدة زينب، جنوبي دمشق، فيما أَدَّى التفجير السابق إلى جرح عدد من الأشخاص.
وتأتي التفجيرات، التي تبناها تنظيم “داعش” في موسم الذروة بالنسبة إلى المرقد؛ إذ يتدفق إليه المسلمون؛ مِن أجل إحياء ذكرى عاشوراء.
وفي تركيا، خرج الآلاف من الحسينيين بمسيراتٍ عاشورائية جابت شوارع عددٍ من المدن التركية؛ حزناً على ما جرى بحق الإمام الحسين.
وإلى البحرين، فقد أحيا البحرينيون يوم العاشر من المحرم بمشاركة حاشدة في مختلف البلدات والقرى، مُجدّدين العهد لأبي الأحرار الإمام الحسين (ع) وأخيه أبي الفضل العباس بالثبات على نهجه في رفض الذلّ والاستسلام.
ومنذ بداية شهر محرم الحرام، يحيي أبناء الشعب البحريني بعلمائه وخطباء المنبر الحسيني ورواديده وشعرائه ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) بفعاليات متنوّعة وغزيرة في المآتم والحسينيات والطرقات.
وإلى نيجيريا فقد تعرّض المؤمنون الموالون لآل البيت (ع) في نيجيريا خلال إحيائهم ليوم العاشر من المحرم لاعتداء من قبل الشرطة المحلية التي أطلقت النار بشكل مباشر على المشاركين في المسيرة العاشورائية في العاصمة أبوجا.
وفي مدينتي كادونا وزاريا مسقط رأس رئيس الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ إبراهيم الزكزاكي، عملت قوات الأمن والشرطة على مطاردة المشاركين بالمسيرة العاشورائية.
وأقيمت مراسم العزاء الحسيني في أكثر من 500 مدينة وقرية في أرجاء البلاد هذا العام، على الرغم من تهديدات السلطات المحلية لهذه الإحياءات.