التعليمُ في اليمن.. 9 سنوات من الاستهداف.. انتصارٌ متجدد وصمودٌ أُسطوري في وجه العدوان

المسيرة | عباس القاعدي

رغمَ التدميرِ والأضرارِ التي ألحقها العدوانُ الأمريكي السعوديّ ومرتزِقتُه بالمؤسّسات والمنشآت التعليمية، خلال السنوات التسع الماضية، لا تزالُ الجبهةُ التربويةُ في طليعة جبهات العزة والكرامة، المتصدية بكل بسالة للعدوان الجائر على بلادنا، وإسقاط مخطَّطاته الشيطانية الرامية إلى تجهيل المجتمع اليمني، وحرمان اليمنيين من حقهم في التعليم.

لقد رسمت الجبهةُ التربوية، خلال السنوات الماضية، أروع ملاحم وصور البطولة ضد مخطّطات العدوان، وبفضل ثبات وصمود معلِّميها وكادرها التربوي، الذي يصدر أسمى معاني التضحية والتفاني والإيثار في القيام بواجباته، متجاوزاً الظروفَ الصعبةَ التي أوجدها العدوان؛ إذ افتتحت المدارسُ أبوابَها لعام دراسي جديدٍ، معلنةً انتصار الجبهة التربوية.

استهدف العدوان المشؤومُ التعليَم؛ باعتباره الركيزةَ الأولى والعامل الحاسم في نهضة الأمم؛ وهو ما لا يحبذه العدوان الذي تحرص على بقاء اليمن تحت هيمنته، ودمّـر آلاف المدارس والمؤسّسات التعليمية وقتل وجرح أعداداً كبيرة من الطلاب والعاملين في القطاع التربوي والتعليمي، بالإضافة إلى ما قام به من استهدافٍ طال كُـلّ مقومات العملية التعليمية من تدمير للمؤسّسات التربوية والمدارس وملحقاتها وتجهيزاتها، وحرمان الأطفال من حقهم في التعليم، بل واستهداف الطفولة البريئة وبتلك الوحشية المتجردة عن القيم الإنسانية بالقتل والتشريد.

 

استهداف متعمد:

وحول استهداف المدارس وتدميرها وإيقاف العملية التعليمية، تؤكّـد التقارير أن ذلك من مؤامرات العدوان الأمريكي، الذي يهدف إلى إخضاع الأجيال مستقبلاً لمخطّطاته؛ لكي لا ينهض البلد بجميع مجالاته السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية؛ وكي يظل المجتمع في فقر وجوع ويسهل استهدافه والوصول إليه، ولكن في المقابل فَــإنَّ الكوادر التعليمية والتربوية وبصمودهم المُستمرّ في أداء رسالتهم -رغم كُـلّ الصعوبات والتحديات، وفي مقدمتها قطع رواتبهم- استطاعوا أن يُفشِلوا مخطّطاتِ العدوان.

وتوضح التقارير أن تدمير المدارس يأتي من ضمن أهداف العدوان؛ للقضاء على التعليم، وإفشال عجلة التعليم وشل نشاطه عن الاستمرار في بناء جيل واعٍ.

ورغم أساليبهم العدائية الوحشية اللا إنسانية في هدم مؤسّسات التعليم بصورة بشعة وإجرامية وقتل عدد كبير من الطلاب والمعلمين؛ فَــإنَّ قيادتنا تسعى جاهدة لإتمام العلمية التعليمية والنهوض بكل كوادرها؛ لتواكب المتغيرات ومرور الزمن، كما لو كنا كسفينة تبحُرُ عكس اتّجاه الرياح.

وتؤكّـد التقارير المحلية أن العدوان يهدف من خلال ذلك إلى طمس الهُــوِيَّة الإيمانية والوطنية والقضاء على مستقبل أبناء اليمن والعمل على انحرافهم عن سلاح العلم وبناء المستقبل والزج بهم في براثن الحرب الناعمة وتشعباتها، مشيرة إلى أن هذا الاستهداف لن يزيدَ الجبهة التعليمية والتربوية إلا صموداً وثباتاً رغم القصف والدمار الذي طالها وما خلّفه من خسائرَ مادية وبشرية جسيمة.

ووفق التقارير فَــإنَّ التعليمَ أدَاةٌ مهمةٌ للاستقرار الاجتماعي ويضمن للدولة بقاءَها اقتصاديًّا وحضاريًّا، وتدميره هدف من أهداف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، ولقد أصبح التعليم ضحيةً من ضحاياه، كما أن استهدف العدوان للعملية التربوية بكل هذه الوحشية والطغيان إنما يدل على فشلهم العسكري؛ كون محاولة إيقاف عجلة التربية والتعليم وحرمان أبنائنا من حقهم في التعلم والتعليم ومحاولة تجهيلهم إنما هو منع صريح لحقوقهم المشروعة؛ ما يجعل أبناءنا يعيشون في جهل وضياع غير قادرين على بناء أنفسهم البناء الصحيح بأخلاقيات وآداب حثنا عليها ديننا الحنيف.

إضافة إلى عدم قدرتهم على بناء أوطانهم وتطويرها بالعلم والثقافة والصناعة وشل حركتهم وكسر طموحاتهم وأحلامهم؛ ما يؤدي إلى تدمير هذا الوطن؛ فهذه رغبة صريحة كان يريدها هذا العدوان الغاشم في جعل أبنائنا في جهل وفراغ وفساد ورذيلة وخرق للجبهة الداخلية، التي كانت ولا زالت إلى يومنا هذا الحصن المنيع، وهذا بفضل الله ومن ثم إدراك أبناء الوطن بنوايا العدوان في تدمير الوطن، وعلى الرغم من كُـلّ محاولاتهم وبجميع وسائلهم القذرة لا تزال الجبهة التربوية في طليعة جبهات العزة والكرامة المتصدية بكل بسالة للعدوان الجائر على بلادنا.

 

تدميرٌ ممنهج:

وعن المدارس والمنشآت التعليمية التي دمّـرها العدوان وألحق بها أضرار، كشفت وزارة التربية والتعليم في الكتاب الذي أصدرته بعنوان “التعليم في اليمن ثمانية أعوام من الصمود في وجه العدوان” إحصائية تفصيلية للمدارس والمنشآت التعليمية المدمّـرة والمتضررة بعموم محافظات الجمهورية، وآثار ذلك على القوى العاملة والطلاب الدارسين فيها، موضحة أن إجمالي المدارس والمنشآت التعليمية المدمّـرة والمتضررة من العدوان بلغ ثلاثة آلاف وَ٧٦٨ مدرسة ومنشأة تعليمية، وبلغ عدد طلابها مليونًا وَ٩٢٦ ألفا وَ٢٣٩ طالبًا وطالبة، منها ٤٣٥ مدمّـرة كليًّا، وتضرر أكثر من ١٩٦ ألفًا وَ١٩٧ معلّمًا ومعلمةً؛ جراء انقطاع رواتبهم.

وعلى الرغم من التدمير والأضرار التي ألحقها العدوان ومرتزِقتهم بالمؤسّسات والمنشآت التعليمية، خلال السنوات الماضية، لا تزال الجبهة التربوية في طليعة جبهات العزة والكرامة المتصدية بكل بسالة للعدوان الجائر على بلادنا، وإسقاط مخطّطاته الشيطانية الرامية إلى تجهيل المجتمع اليمني، وحرمان اليمنيين من حقهم في التعليم.

وعن حجم الخسائر الفادحة من واقع التقارير الرسمية وتقارير المنظمات المحلية والدولية، وهي بمجملها لا تمثل سوى جزء يسير مما هو موجود على الواقع؛ نظراً لعدم وجود قاعدة بيانات دقيقة عن حجم الخراب والدمار الذي ألحقه العدوان بالبنية التحتية لليمن حتى اللحظة، والتي كان لقطاع التعليم حصةُ الأسد منها، ومع ذلك لا تزال المؤسّسات التعليمية تؤدي رسالتها، رغم استمرار العدوان والحصار، واستمرار محاولاته العبثية لشل العملية التربوية، ورغم شحة الإمْكَانيات وعدم توافر حتى الحد الأدنى منها.

ووفق تقارير وزارة التربية فَــإنَّ تكلفة الخسائر المباشرة للأضرار التي لحقت بقطاع التربية والتعليم خلال الفترة “26 مارس 2015 – 26 مارس 2020″، بنحو 3 تريليونات ريال، وإجمالي تكلفة الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بقطاع التعليم؛ جراء استمرار استهداف العدوان للمدارس والمنشأة التعليمية 6118000000 ريال، وتجاوزت تكلفة الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بقطاع التعليم خلال السنوات الثلاث الأولى من العدوان 334052000 دولار.

وتوضح التقاريرُ الصادرة عن وزارة التربية والتعليم أن العدوان دمّـر 435 منشأة تعليمية بشكل كامل، وكان لمحافظة حجّـة منها النصيب الأوفر بتدميره 110 منشآت، تلتها محافظة صعدة بـ 106 مدارس، و1491 مدرسة بصورة جزئية، فيما تسبب العدوان بإغلاق 756 مدرسة، منها 179 في محافظة صعدة، كما تسبب في تضرر 3652 منشأة تعليمية بأضرار مباشرة وغير مباشرة، وبنسبة تزيد عن 21 % من عدد المنشآت التعليمية العاملة في اليمن، وتأثر قرابة مليونَي طالب في أنحاء الجمهورية، وأشَارَت التقارير إلى أن العدوان والحصار تسببا في قطع رواتب أكثر من 196 ألفاً من القوى العاملة في مجال التربية والتعليم، كما بلغ متوسط العجز السنوي في طباعة الكتب المدرسية ما يقارب 84 % بما يعادل نسخة واحدة لـ7 طلاب.

وتتحدث إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني بتاريخ 25 مارس 2023 عن تدمير طيران العدوان “938 – 1265″ مدرسة ومرفقاً تعليمياً، و”182 – 185” منشأة جامعية.

وفي السياق وثقت دراسةٌ لمدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، عبدالملك حسن السياني، نُشرت في سبتمبر 2020 بعنوان: “التعليم.. تحت نيران العدوان السعوديّ” نحو 1405 مدارس ومنشآت تعليمية، تضررت؛ بسَببِ العدوان، منها 288 مدرسة ومنشأة دمّـرت كليًّا، و1117 مدرسة متضررة.

بينما يتحدث تقرير آخر لوزارة التربية والتعليم عن تضرر 6979 منشأة تعليمية بشكل مباشر وغير مباشر، منذ بداية العدوان والحصار على اليمن في 26 مارس 2015 وحتى بداية 2020.

وفي السياق ذاته فَــإنَّ العدوانَ لم يكتفِ بتدمير المدارس، بل منع دخول الأوراق والقرطاسية والأحبار الخَاصَّة بطباعة الكتاب المدرسي، وإعاقة طباعة الكتاب المدرسي، وحدوث نقص كبير في الكتب المدرسية والمواد المدرسية الأُخرى؛ نتيجة انعدام الموارد المالية الخَاصَّة بعملية طباعة الكتاب المدرسي، وإيقاف الدعم من الدول المانحة؛ ما أَدَّى إلى تضرر أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة في تعليمهم، وحرمانهم من 56565868 كتاباً مدرسياً؛ مما أثر سلباً على سير العملية التعليمية في اليمن.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد اتفقت مع منظمة “اليونيسف” على توريد المواد الخام لطباعة 5 ملايين كتاب، وعند وصولها إلى ميناء الحديدة، قام العدوان بإعادتها إلى ميناء جدة، وحجزها لمدة 7 أشهر.

ولهذا هناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على قطاع التعليم منذ بداية العدوان إلى الآن، فهناك استهداف مباشر لعدد من المنشآت التربوية أَو بمحيط هذه المنشآت؛ مما أَدَّى خروج عدد منها من الخدمة والفاعلية، فضلاً عن التأثيرات النفسية على الطلاب، وَأَيْـضاً على الناحية الاقتصادية والمادية جراء الحصار والعدوان وانقطاع المرتبات، بحيث تعمد العدوان بشكل أَسَاسي تدمير واستهداف العملية التعليمية والتربوية؛ لأَنَّه يعلم أنها روح لهذا المجتمع والشعب.

 

عامٌ لا يُنسى:

ووفق منظمة “اليونيسيف” فَــإنَّ العام 2019 سجل أعلى معدل في حوادث الاعتداء على المدارس أثناء الدوام الرسمي، حَيثُ تم تسجيل:

32 حالة اعتداء على المدارس في مختلف محافظات اليمن، تنوعت بين القصف المدفعي والغارات الجوية.

16 حادثة قتل لأطفال، وهم في طريقهم إلى المدرسة.

ومن من أبرز الهجمات وأكثر بشاعة:

1 – استهدف العدوان في 10 يناير 2016 مدرسة “الفلاح” ببني “معصار”، في محافظة صنعاء؛ ما أَدَّى إلى استشهاد 3 أطفال وجرح 3 آخرين.

2 – قصف طائرات التحالف في 14 يناير 2016 مدرسة في حي “بازرعة”، بمديرة التعزية، في محافظة تعز؛ ما أَدَّى إلى استشهاد 4 أطفال وجرح طفل.

3 – قصف طائرات التحالف في 13 أغسطُس 2016 مدرسة قرية “الدوار”، في مديرية حيدان، بمحافظة صعدة؛ ما أَدَّى إلى استشهاد 10 أطفال.

4 – قصف طائرات التحالف في 6 يناير 2017 مدرسة “الحسين”، بمديرية الحيمة الداخلية، في محافظة صنعاء؛ ما أَدَّى إلى استشهاد 5 أطفال.

5 – استهدف طائرات التحالف في 9 أغسطُس 2018 “حافلة مدرسية” تُقِلُّ أطفالاً بمديرية ضحيان، في محافظة صعده؛ ما أَدَّى إلى استشهاد 46 طفلاً، وجرح 58 آخرين.

وكأنموذج عن عمليات الاستهداف التي طالت المدارس بصورة مباشرة تؤكّـد مدى حقد وكراهية العدوان الأمريكي السعوديّ نتطرق الى:

في السابعة والنصف من صباح السبت، 13 أغسطُس 2016م، قام طيران العدوان بقصف مدرسة القاهرة في منطقة جمعة بن فاضل مديرية حيدان محافظة صعدة؛ ما أَدَّى إلى استشهاد 6 أطفال من طلاب المدرسة ومعلِّم وشيخ طاعن في السن كان بجوار المدرسة حال القصف، وتسببت بإصابة 22 طفلاً من الطلاب وَ4 من المدرسين والمدنيين.

في 29 فبراير 2016م الساعة 11 من صباح الاثنين، قتل طيرانُ العدوان 7 مدنيين، وتسبب بإصابة 16 آخرين في قصف أَدَّى إلى تدمير المدرسة.

وفي 6 يناير 2017م عاود طيران العدوان استهداف المدرسة ذاتها، متسبباً بقتل 9 من المدنيين وإصابة 4 أغلبهم من الأطفال الطلاب.

 

مدرسةُ الفلاح في نهم:

لم تُمحَ من الذاكرة صورةُ الطفلة (إشراق) وهي تفترش التراب قتيلة بزَيِّها المدرسي وجوار حقيبتها المدرسية.. ففي الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء، 10 يناير 2017م، قام طيران العدوان بقصف مدرسة الفلاح الأَسَاسية في منطقة بني فلاح مديرية نهم محافظة صنعاء، أثناء دخول الطلاب والطالبات لتأدية اختبارات نصف العام الدراسي.. الغارة قتلت 3 أطفال بينهم الطفلة إشراق، وقتلت كذلك 3 رجال بينهم وكيل المدرسة.. وتسببت بإصابة 4 أطفال ورجل، وأدت إلى تدمير جزء من المدرسة وبعض المنازل المجاورة..

– وفي 7 أبريل 2015م قصف طيران العدوان مدرسة الرشيد في مديرية السدة محافظة إب، متسبباً بقتل 3 أطفال وجرح 10 آخرين.

– وفي 23 أبريل 2015م قصف طيران العدوان مدرسة السحول في مديرية المخادر – إب، متسبباً بقتل رجلين وإصابة 7 آخرين.

– في 28 أغسطُس 2015م، وفي محافظة إب أَيْـضاً قصف طيران العدوان كلاً من:

مدرسة ٢٦ سبتمبر في مديرية حبيش، فقتل طفلين وامرأتين وجرح 5 رجال..

المعهد العالي للمعلمين في السحول مديرية المخادر؛ فقتل مدنياً وجرح سبعة آخرين.

– في أمانة العاصمة قصف طيران العدوان كلاً من: مدرسة ابن سيناء – مديرية الوحدة، والمعهد المهني – مديرية الثورة، ومدرسة الجريزع – شعوب، ومركز النور للمكفوفين – الصافية، متسبباً بقتل وجرح العشرات من المدنيين بينهم أطفال وطفلات ونساء.

– صنعاء المحافظة شهدت استهدافاً متعمداً للمدارس ودور العلم من قبل طائرات العدوان، فقد قصف العدوان كلاً من:

مدرسة دار الشريف في خولان، والمعهد المهني في الرقة – همدان، ومدرسة عبدالله الوزير – بني حشيش، ومدرسة حضران – بني حشيش، والمدرسة التعليمية في رجام – بني حشيش، والمعهد التقني – بني مطر، ومدرسة الحسين في بني يوسف – الحيمة الداخلية، ومدرسة ومعهد مهني – الحيمة الخارجية، وعاود استهداف مدرسة الإمام الحسين في بني يوسف – الحيمة الداخلية، ومدرسة الفلاح – مديرية نهم، ومدرسة النجد الأخضر – نهم، ومدرسة المغمار – مناخة.

ولم تسلم بقيةُ المحافظات من استهداف المنشآت التعليمية، أثناء فترة الدراسة والتي سقط فيها ضحايا، وقد بلغ عددُ ضحايا استهداف المنشآت التعليمية بالمئات، أغلبُهم من الأطفال الطلاب من الجنسَين.

ووفقَ منظمة “اليونيسيف” فَــإنَّ العام 2019 سجَّل أعلى معدل في حوادث الاعتداء على المدارس أثناء الدوام الرسمي، حَيثُ تم تسجيل:

32 حالة اعتداء على المدارس في مختلف محافظات اليمن، تنوَّعت بين القصف المدفعي والغارات الجوية.

16 حادثة قتل لأطفال، وهم في طريقهم إلى المدرسة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com