كربلاءُ تتكرّر والأسبابُ لم تتغير.. رسالةٌ إلى الغافلين.. بقلم/ عبدالرحمن إسماعيل عامر
إنَّ مِن المؤلِمِ والمحزِن أن نرى تلك الأحداثَ المؤسِفةَ والمصائبَ المفزِعةَ والنكباتِ التي أصابت الأُمَّــةَ الإسلاميةَ، وجعلتها ذليلةً خانعةً منكسرةً لسلاطين الجور والطغيان تتكرّر مرة أُخرى في يمن الإيمان، والعدوّ هو العدوّ والأسباب هي الأسباب، ولكن من المؤسف جِـدًّا أن الذي جرى لم يكن وليد اللحظة، بل كان بعد رصيد حافل بالدروس العظيمة والعبر الجليلة للأجيال القادمة.. دروسٌ نتعلَّمُ منها معنى الشجاعة والإباء والتضحية والفداء والشهادة والارتقاء نحو أعتاب السماء، والخزي والنكاية والندامة للمفرِّطين والمقصرين والمتوانين واللامباليين (شركاء كُـلّ فاجعة في كُـلّ زمان ومكان).
يقول الشهيد القائد عن عاقبة من يفرط في هذا الزمن: {إذَا لم ننطلق في مواجهة الباطل، في هذا الزمن فَــإنَّنا من سنرى أنفسَنا نُسَاقُ جنوداً لأمريكا في ميادين الباطل في مواجهة الحق…}.
فقد تجلى لنا حديثُه وكأنه حاضرٌ بيننا، فمَن فرطوا وتخاذلوا ونقضوا البيعةَ في كربلاء الطف، وأشهروا سيوفَهم في مواجهة آل بيت رسول الله، ما لبثوا حتى رأينا دماءَهم تُسفَكُ، وأجسادَهم تُصلَبُ، ونساءهم تُغتصَب، وأحلامهم وطموحاتهم تتلاشى؛ لسكوتهم وقعودهم وتفريطهم وخذلانهم للحق، ولا فرق بينهم وبين من فرَّطوا وتخاذلوا ونكثوا العهود والمواثيق في كربلاء اليمن، وجعلوها حديقةً خلفيةً للأدعياء بمبرّرات واهية، فقد رأيناهم يُساقون في ميادين الباطل، يُقاتِلون أبناءَ بلدهم؛ تلبيةً لرغبة الأمريكي الذي يرتكب جرائم الشرف بحق محارمهم، وينهَبُ الثروات من باطن أرضهم، ويُضيِّقُ عليهم معايشهم وحياتهم.
ولكن يا ترى هل من متعظٍّ؟!
وألا يكفي ما جرى؟! ألن نصحوَ من غفلتنا وسُباتنا العميق؟!
فيا أيها الغافلون: ألم يئن لكم أن تعودوا إلى جادَّةِ الصواب وتفيقوا لما يكاد لكم ويتربص بكم؟!.. فآخر ما حفظ لكم ها قد مزَّقوا صفحاتِه، وأحرقوه ولو نصرتم من خرج بثورة؛ مِن أجل إحيائه لما اقترفوا هذا الجرم العظيم بحقه!
فلنتجه لنكفِّرَ عما بدر منا من تفريط وتقصير وخذلان للحق باقتلاع سلاطين الجور والطغيان، حتى لا نلقى رسولَ الله والعارُ والنكايةُ تلاحقُنا، فيقول: ماذا صنعتم بكتاب الله وأهل بيتي؟!
يقول الشهيد زيد علي مصلح في رسالةٍ إلى الغافلين:
يا نفسُ ما هذا الجحود؟!
وإلى متى هذا الركود؟!
العمرُ ولَّى لن يعود
فلتكسري قيد الصدود
فالويل للمتربصين
فالويل للمتربصين
فالويل للمتربصين