حكمُ فصل الذكور عن الإناث دراسياً.. بقلم/ فاطمة عبدالملك إسحاق
حُكم قديم الأثر منذ أن استجاب اليمنيون لدعوة النبي صلى الله عليه وآله، لا يدعو للغرابة والاستعجاب؛ فحياتنا الاجتماعية ما يقارب ألف وأربعمِئة سنة، تلتزم بتعاليم الدين؛ التي تحفظ كرامة المرأة وتصونها من كُـلّ ما يحيط بها، فكل غال ونفيس من ذهب وجواهر ثمينة لا تظهر أمام الناس، وإنما يخبئها كُـلّ من امتلكها، كذلك هم الآباء الذين طالبوا بعزل الذكور عن الإناث، يعيدون بناء أعمدة الدين الإسلامي، التي قد بذل الصهاينة؛ مِن أجل هدمها أموالاً باهظة وسنينَ طويلة وساعدهم في ذلك تجنيد أبواقهم في الداخل الإسلامي لتفكيك الأُمَّــة الإسلامية، ومحاولات تفتيت بنائها المحمدي؛ من خلال استهداف الدين والأخلاق من جهة وعند صنعهم لتنظيم داعش ونسبهِ للإسلام من جهة أُخرى، فأصبحت المرأة لقمة سهلة الالتهام، عند تخليها عن حيائها وعن تمسكها بالأخلاق وبتعاليم الله الواضحة في القرآن الكريم.
قال الله تعالى: ﴿وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾.
لم تكن اليمن إحدى ولايات أمريكا أَو واحدة من دول أُورُوبا، كي ينجر البعض وراء الفكر العلماني الذي يدعو لتجريد المرأة من كامل حقوقها، وحرمانها من التعليم الجامعي، الذي كان سببه الرئيس اختلاط الجنسين في قاعة واحدة في كليات كانت أَو جامعات، وبالأخص جامعة صنعاء التي تطمح الكثير من خريجات الثانوية للدراسة فيها.
الاختلاط في اليمن شبه معدوم، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه قديماً وحديثاً، برغم محاولات عديدة؛ لضرب الهُــوِيَّة الإيمانية، واستبدالها بالانفتاح المهين للمرأة، الذي يبرز فيه العصيان لله وتبرير موقف التبرج ومحاولات خلع الحجاب بالتشدّد، كُـلّ تلك محاولات فاشلة؛ فاليمن لم يخضع للعادات الدخيلة على الدين، بل حاربها ولا زال يقاومها، برغم شن الهجوم الشرس في مواقع التواصل الاجتماعي، من قِبَل من ارتهن نفسه وضميره لدى أفكار غربية؛ كُـلّ مبتغاها السيطرة على الدول والشعوب، تحاربنا بكل أنواع الأسلحة العسكرية والنفسية والدينية والاقتصادية والأخلاقية والثقافية، ذلك ما نراه اليوم من تحريض على الاعتراض على قرار تم تنفيذه.
حرمان 70 % من خريجات الثانوية من الالتحاق بالجامعة، هو الذي يجب أن يكون محط اهتماماتنا جميعاً وإيجاد حَـلٍّ مُرضٍ وملائم للمجتمع الإسلامي، ليس بمتشدّد عند حرصه على طهارة قلب الأنثى، كان قراراً صائباً ومُنْتظراً وبدأ تطبيقه في بعض الكليات، وبالأخص كلية الشريعة والقانون، التي تحوي مناهجها كتب إسلامية وقانونية أن تكون أولى الكليات التي تلتزم بالنظام الإسلامي وأن يكون طلابها وطالباتها هم قُدوة لجميع طلاب الكليات تقديساً لما بين أيديهم من مناهج دينية سيحكمون يوماً في المحاكم من خلالها.
هناك مجموعة دراسات وأبحاث ميدانية غربية أُجريت في ألمانيا وبريطانيا توضح تدني مستويات ذكاء الطلاب في المدارس المختلطة، كما أن تلك الأبحاث تؤكّـد أن مدارس الجنس الواحد يرتفع مستوى ذكاء الطلاب فيها، انتشرت الجرائم الأخلاقية في أمريكا وأصبحت أرقامها مرعبة وكان سببها الرئيسي مدارس وجامعات الجنسين، الأبحاث الغربية برغم عدم صلتها بالقرآن حصلت على نتائج تؤكّـد أن منهج القرآن هو المنهج القويم، الذي تصلح به الشعوب والأمم، وأننا من دون تطبيقه في واقعنا لا نستطيع التقدم والازدهار، ومواكبة الدول المتقدمة، قد يتجه العالم لمنع الاختلاط، وفقاً للدراسات التي أجرتها بعض الدول في أُورُوبا ونحن نطبق ذلك حفاظاً على الأنثى وصونًا لطهارة وعفة الذكور والإناث واستجابة لكلام الله في كتابه العزيز وليس استجابة لكلام بشر، العظيم أن جامعة صنعاء، استجابت وبكل إيجابية لرغبة الطالبات وأولياء الأمور؛ لتخلق فرصة جديدة، لكل من حلمت وطمحت لإكمال التعليم الجامعي، فكان الاختلاط أكبر حاجز وعائق لديها.
ما يدعو للدهشة حقاً، ذلك الكتاب الذي صدر عن دول الغرب بعنوان: الغرب يتراجع عن التعليم المختلط للكاتبة “بفرلي شو”، أما في اليمن فذلك لا يدعو للدهشة والغضب والانتقاد؛ فمجتمعنا محافظ على كيان المرأة من قديم الزمن، ويبعدها عن كُـلّ ما يؤذيها في جوهر حياتنا كله.