قاعدةٌ حسينيةٌ ثابتةٌ لم ولن تتغير.. بقلم/ إبتهال محمد أبوطالب
إنّ خروجَ الإمام الحسين لكربلاء لم يكن خروجًا بلا هدفٍ، وبلا قصدٍ وغاية، بل كان الهدف ساميًا بسمو الرسالة الإيمانية الراقية التي مثلتْ الولاء الصادق لله ورسوله، لم يكن خروجه خروج المطبلين للباطل؛ ليبقى في غيه، بل كان خروج الرافضين للباطل وأتباعه؛ لذا قال -عليه السلام-: «إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمَّـة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».
فقول الإمام الحسين المتفق بصحته، لن يستطيع أحد أن يعارضه أَو يناقضه، فهو الحق الذي يعرفه أهل الحق.
عند التعمق في قوله -عليه السلام- سنجد أن هذا القول هو ردٌّ للمعادين له في كُـلّ الأزمان، سواء في زمنه أم الأزمان المتوالية بعده، فهذا القول يعدُّ الردَّ المفحم لكل من صفق للمنكر وساند ببقائه.
فعندما قال-عليه السلام-:«إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا» دلّ ذلك على أن يزيد في ولايته هو الأشر والبطر، والمفسد، وعندما قال-عليه السلام-:«إنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمَّـة جدي» دلّ ذلك أن يزيد سعى ويسعى لجعل الأُمَّــة فاسدة، ولذا كان خروج الحسين ضروريًا؛ لإصلاح ما أفسده يزيد -لعنة الله عليه-.
وعندما قال-عليه السلام-:«أريدُ أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر» فهو تأكيد لكل مؤمن بأن يزيد هو منبع الفساد، بل هو منكرٌ لا بُـدَّ من نهيه.
وعندما قال -عليه السلام-: “إنّي لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين” إشارة إلى مدى الظلم الذي بلغه يزيد أثناء توليه، ذلك الظلم الذي هو امتداد لظلم أبيه -معاوية-.
إن صدور إعلان الإمام الحسين بقوله المجلجل: «ومثلي لا يبايع مثله» يمثل إعلاناً لكل الأزمان بأن أتباع الحسين يستحيل عليهم مبايعة أتباع يزيد، قاعدة حسينية ثابتة لم ولن تتغير مهما تغيرت الأحوال والسنون، فالآن الذين يوالون سلمان وابنه هم أنفسهم الموالين لمعاوية وابنه، هم أنفسهم المُخدرين باتِّباع كُـلّ أوامر الفساد من منبع الشر “إسرائيل وأمريكا”.
إن كلام آل رسول الله نورٌ للمؤمنين، ومنهاج للمتقين، ذلك النور، وذلك المنهاج مرآة للقرآن الذي يطبقُه أولياءُ الله قولًا وعملًا.
فسلام الله على الإمام الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، وعلى مناصري الحسين، سلامٌ تنبض به قلوبنا قبل تفوه ألستنا، وتشهد له مواقفنا تأييدًا للولاء وعنوانًا للوفاء.