“يدٌ تحمي ويدٌ تبني”: الرئيسُ يعلنُ عن مسارات قتالية وخدمية جديدة
المسيرة | خاص
وجَّهَ رئيسُ المجلس السياسي الأعلى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مهدي المشاط، الأحد، رسائلَ وعيدٍ جديدةً لقوى العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، أعلن فيها عن مساراتِ ردع مستقبلية ستستهدفُ الأعداءَ في الجزر اليمنية المحتلّة؛ وذلك توازياً مع مسارات بناء خدمية مهمة ستواجه مخطّطات العدوّ لتكريس واقع الحرمان والجهل، في تجسيد جديد لمعادلة “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، والتي يحاول العدوُّ التشويشَ عليها بدعاياته التضليلية.
مسارُ ردع مستقبلي لفرض السيادة على الجزر اليمنية:
رسائلُ الوعيد الجديدة التي أطلقها الرئيس المشاط، جاءت ضمن كلمةٍ ألقاها أثناء زيارة لمحافظة المحويت، حَيثُ أعلن الرئيس من هناك أنه “سيتم العمل خلال الأيّام القادمة على تطوير الترسانة العسكرية للبلد، وسيتم إجراءُ تجارِبَ في المستقبل إلى بعض الجزر اليمنية”.
هذا الإعلانُ من شأنه أن يقلِبَ حساباتِ قوى العدوان ورعاتها ومرتزِقتها رأسًا على عقب؛ لأَنَّه يؤكّـد -بشكل صريح وتفصيلي- أن صنعاء ماضيةٌ في الإعداد لمسارات ردع استراتيجية تقوِّضُ كُـلّ الآمال التي يعلِّقُها معسكرَ العدوان على استمرار حالة اللا حرب واللا سلم؛ إذ بات واضحًا أن الأعداء يعوِّلون كَثيراً على استمرار الوضع الراهن؛ مِن أجل تعزيز سيطرتهم على المناطق والجزر اليمنية، ضمن مخطّطات ومؤامرات أوسع.
لكن وصول نيران القوات المسلحة إلى الجزر اليمنية، سيقوِّضُ هذه المخطّطات والمؤامرات بشكل كامل، وسيفتح مساراتِ عملٍ عسكري واسعةَ النطاق والتأثير، لن تكون نتيجتها الوحيدة هي نسف آمال الأعداء، بل ستضعُهم أمام معادلات جديدة تغير موازين القوى في المنطقة، التي يسعَون لإحكام سيطرتهم عليها من خلال التواجد في الجزر اليمنية.
ويمكن القول إن مُجَـرّد الإعلان عن هذا المسار يشكل بحد ذاته ضربةً أولى لمؤامرات الأعداء ومخطّطاتهم؛ لأَنَّه يعني أن القوات الأجنبية المتواجدة على أية جزيرة يمنية قد أصبحت بالفعل هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية.
ولم يحدّد الرئيسُ الجُزُرَ التي ستجري عليها التجاربُ العسكرية؛ الأمر الذي يوجّه رسالةً واضحة للأعداء بأن صنعاء لا تضع خطوطاً حمراءَ أَو “حدوداً” معينةً لمسار فرض السيادة الوطنية، على أن بعض الجزر قد تكون احتمالاتها أكثرَ من الأُخرى.
ويأتي إعلانُ هذا المسار من قبل الرئيس بعد رسائلَ أوليةٍ كانت قد وجَّهتها القواتُ المسلحة، على لسان وزير الدفاع، بخصوص فرضِ السيادة على الجزر اليمنية؛ وهو ما يضعُ الأعداءَ أمامَ حقيقة فشل كُـلّ محاولاتهم لإثناءِ صنعاءَ عن الإعداد لهدف حماية هذه الجزر، ويؤكّـد أن محاولات كسب المزيد من الوقت لن تغيّر شيئاً من حتمية تحقّق هذا الهدف.
هذا أَيْـضاً ما أكّـدته رسالةٌ أُخرى وجّهها الرئيس خلال كلمته، وأكّـد فيها أن تحالف العدوان “لا يعرفُ إلا لُغةَ القوة” وأن صنعاء “ستعمل كُـلّ ما تستطيعَ لردعه”؛ إذ تؤكّـد هذه الرسالة أن صنعاء تمتلك تقييماً دقيقاً لموقف العدوّ وتفهم نظرتَه ودوافعَه بشكل يجعلُ ألاعيبَه السياسيةَ مكشوفةً تماماً ولا تأثيرَ لها على التوجّـه المبدئي لتحريرِ الأرض وانتزاع الحقوق.
وتضافُ الرسائلُ الجديدةُ إلى أُخرى كان الرئيس المشاط قد وجَّهها في وقت سابق بخصوصِ حتمية “انتزاع” رواتب الموظفين من دول العدوان التي كشف أَيْـضاً أنها مُصِرَّةٌ على نهب إيرادات الثروة الوطنية؛ إذ تلتقي هذه الرسائل معًا عند نقطة محورية واحدة هي أنه لا بديلَ عن السلام الفعلي وتحقّق مطالب الشعب اليمني، إلا خيارات الردع.
مساراتُ بناء لمواجهة واقع الحرمان والمعاناة:
رسائلُ الردع والوعيد التي وجّهها الرئيس ترافقت مع إعلان هام عن التوجّـه في مسارات خدمية متعددة لا يقل أثرُها عن أثر مسارات الردع، حَيثُ أكّـد الرئيس أن فتراتِ التهدئة ستُستغَلُّ بالشكل الأمثل “لإعمار الأرض وتقديم الخدمات للناس في كُـلّ المجالات” و”بناء الأجيال وتحصينها من مؤامرات العدوّ”.
وَأَضَـافَ الرئيس أن مساراتِ العمل الخدمي تمثِّلُ جزءاً من المواجهة مع العدوّ؛ لأَنَّ هذه المواجهة “لا تقتصر على الحرب العسكرية” مُشيراً إلى أن اليمن اليوم “يخوضُ حربَ إرادات” ضد عدوانٍ “عنوانُه الجهل والجوع والفقر والحرمان” مؤكّـداً أن “إرادَة أبناء الشعب اليمني هي من انتصرت على امتداد خط هذه المواجهة.
ولفت الرئيس إلى أن العدوَّ يحاولُ إعاقةَ مسار البناء، من خلال الدعايات التي يعمد إلى ترويجها لتضليل الرأي العام وقلب الحقائق، مُشيراً إلى أن هذا السلوكَ وهو “وسيلة المفلس” ويترجم “افتقارَ العدوّ إلى أسلحة المواجهة”.
وَأَضَـافَ أن القاعدةَ الرئيسيةَ للتعامل مع تضليلات العدوّ هي حقيقة أنه “لا يريدُ الخيرَ للشعب اليمني”، مؤكّـداً أن “وعي الشعب اليمني صخرة صماء ستتحطم عليها كُـلّ مؤامرات العدوّ”.
مشاريعُ تعليمية في المحويت:
وفي خَطِّ البناء ومواجهة واقع الحرمان الذي يحاول العدوان فرضه، أعلن الرئيس عن تدشين مجموعة من المشاريع في محافظة المحويت، مؤكّـداً أن “وحدةَ التدخل المركَزي ستشاركُ أبناء المحافظة في 214 مشروعاً”.
وأعلن الرئيسُ عن توجيه وزارة المالية باعتماد عشر مدراس للمحافظة، وترميم الكثير من المدارس الموجودة، إضافة إلى تقديم مشاريع لكلية الطب، مؤكّـداً أن “وحدة التدخل تعمل في المحافظة بدون سقف”.
وأوضح أن التركيز على قطاع التعليم يأتي من واقعِ المسؤولية التي تحتمُّ عدمَ ترك الجيل الناشئ للعدو الذي يسعى لإعاقة هذا المسار بكل الوسائل.