عشقُ السلطة رأسُ كُـلِّ بلية.. بقلم/ عبدالله عمر الهلالي
في مسلسل الجرائم ونكبات الأُمَّــة، ستجد الجاني هو من عشاق المنصب وأن المنصب هو دافعه الرئيسي لعمل تلك الجريمة وأن المجني عليه شخص كان يهدّد كرسي ذاك العاشق.
وهذه خلاصةُ المشكلة التي وقعت فيها الأُمَّــة من بعد موت قائدها الأول ورسولها محمد، الذي لم تلبث الأُمَّــة بعده إلا وقد انقلبت على أعقابها ونكثت واستنكرت لما كان يراد لها من السلطة والعزة والسيادة، لكن عشق المنصب أعمى قلوبهم وأعمى أبصارهم فسقط خير من وطئ الثرى بعد النبي المصطفى الإمام علي قتيلاً على يد عُشاق السلطة، ثم سقط من بعده الإمام الحسن ثم من بعده الإمام الحسين الذي فُجِعت الأُمَّــة بشهادته.
كلّ تلك المصائب لم تكن إلَّا نتائج طبيعية لما ينتج عن عشق السلطة، فكل عظيم سقط وكلّ نكبة استشرت في جسد هذه الأُمَّــة من قبل وبعد الحسين وإلى حسين مران اليمن كان سببها هذا الداء الخبيث.
فكما أن يزيد الأمس قتل حسين السبط؛ خوفاً على كرسي السلطة وحباً فيه هو وكل من تحَرّك في صفه من قادة الجيش، كذلك اليوم تكرّر المشهد في قتل الحسين بن البدر في مران اليمن على يد عشاق السلطة وعلى رأسهم علي عفاش، الذي عمل بكل جهد لاسترضاء أمريكا؛ لتبقيَه على الكرسي ولو على حساب قتل من يأمرون الناس بالقسط.
ثم من يتأمل في سيرة أهل البيت -عليهم السلام- يجد أنهم أبعد الناس عن عشق السلطة، بل وإنه من مبادئهم أن لا تكون للسلطة قيمة عندك تساوي شراك النعل إذَا لم تكن مُجَـرّد وسيلة لإقامة الحق.
فإن كان في قتلهم حق فهم من لا يبالون، كما قال الإمام علي وسأل: هل قتلي في سلامة من ديني؟
وكما قالها الحسن والحسين وكلّ أئمة أهل البيت الشهداء، الذين يعشقون الحق وليس السلطة.
من هنا نعرف أن عشق السلطة آفة ستودي بصاحبها إلى بيع أشياء كثيرة مقابل أشياء قليلة جِـدًّا.