أهدافٌ صهيونية خطيرة وراءَ حرق المصحف.. بقلم/ أحمد عبدالله المؤيد
لم يكن العربُ والمسلمون هم فقط، من يعانون من وجود الكيان الصهيوني الغاصب، بما يحمله من سياسات شر وطمع متجذر؛ للاستيلاء والفتك بالبشرية جميعاً، وكان أول من تحدث بذلك، وكشف عن تلك السياسة والتوجّـه، هو السيد حسين بدر الحوثي -رضوان الله عليه- في محاضرته بعنوان (الشعار سلاح وموقف) بتاريخ ٢٠٠٢م- ١٤٢٣هـ؛ أي قبل أكثر من عشرين عاماً، فقال: “إذا مسكوا المنطقة هذه، استطاعوا أن يتحكموا على بلدان أُورُوبا.. تصبح أمريكا نفسَها تابعةً لإسرائيل، مثلما هي الآن إسرائيلُ في الصورة تابعة لأمريكا”.
إن ما يحصل اليوم، من بعض دول أُورُوبا، من تدنيس وإحراق المصحف الشريف، ليس إلا دلالة واضحة، على مدى استحكام، وهيمنة اللوبي الصهيوني اليهودي على دول أُورُوبا، تلك الدول التي كانت إمبراطوريات، لا تغيب عنها الشمس، لكنها تقزَّمت، وأصبحت مُهانة، لا ترى نورَ الشمس، إلا بإذن من اللوبي الصهيوني، تلك الدول التي كانت قوية، وذات قرار سيادي، بما فيها فرنسا وألمانيا والدنمارك وغيرها، أصبحت مستعمرات خاضعة، لسياسة اللوبي الصهيوني، وأدوات لتنفيذ مخطّطاته، حتى ولو كانت على حساب شعوبهم، فقد صار اللوبي الصهيوني، أحب إليهم من شعوبهم.
إن ما يفرضه اللوبي الصهيوني على دول أُورُوبا، من أعمال عدائية ضد الإسلام والمسلمين، ليست إلا بهَدفِ إدخَالهم في صراعات مع المسلمين، لإضعافهم اقتصاديًّا وسياسيًّا ودبلوماسياً؛ لتسهُلَ سيطرةُ اللوبي الصهيوني عليهم، أكثرَ وأكثر مما هم عليه اليوم.
إن جريمةَ إحراق القرآن الكريم، وسَبِّ أنبياء الله ورسله، ليس لشعوب وحكومات أُورُوبا، فيه أي حق، ولن يحقّقوا من ورائه أيَّ مكسب، سوى استجلاب غضب الله ونقمته، وعداوة جميع الشعوب الإسلامية، وما يترتب على ذلك، من انهيار الاقتصاد، نتيجة المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية، وما تحقّقه ردة الفعل العكسية، الناتجة عن أعمالهم القبيحة، على المجتمع الإسلامي، هي قوة ارتباط المسلمين بالمقدسات، والعودة الصادقة والجادة، إلى القرآن الكريم، وإلى أنبياء الله ورسله عليهم السلام.
إن حريةَ الشعوب الأُورُوبية، ليست في تدنيسِ مقدَّسات الآخرين، ولكن حريتَهم الحقيقية، في رفضِهم لقرارات وتوجيهات وسياسات اللوبي الصهيوني، المتجذِّر في حكوماتهم، الذي يسعى بهم إلى الضعفِ والهلاك، وُصُـولاً إلى الاستعمار.