منقذُ البشرية وخطابُه العالمي.. بقلم/ منصور البكالي
بروحية الحسين “عليهِ السلام” واستشعاره للمسؤولية في إنقاذ أُمَّـة جده محمد الأكرم -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، من تضليل بني أمية وحرفهم للأُمَّـة الإسلامية عن دينها وقيمها ومبادئها ورمزها وأعلامها ومقدساتها ورسالة نبيها، ينهض قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بعد 14 قرناً لمواجهة المخطّط الماسوني الصهيوني المستهدف للفطرة البشرية، وما بقي من منظومة القيم والمبادئ والأخلاق السامية لدى المجتمع البشري، داعياً الشعوب الغربية للإسلام والتعرف على القرآن، ومحذراً إياها من سخط الله وشديد عقابه.
دعوته الجادة للشعوب الغربية في هذا التوقيت وفي ذكرى استشهاد الإمام الحسين المتزامنة مع الإساءَات المتكرّرة للقرآن الكريم وحرق بعض النسخ منه، تحمل في طياتها عزم ومهام الأنبياء، وحرصهم الشديد في هداية الناس، ونابعة من رحمته للبشرية بكل شعوبها مما وصلت إليه في واقعها القيمي والأخلاقي والإنساني؛ نتيجة غياب الرسالة المحمدية السليمة ودورها التكليفي لأتباعها في هداية الناس، وضعف الممثلين للفكر الإسلامي وخمولهم عن القيام بمسؤولياتهم التي عبر عنها الحسين وأعاد ضبط بوصلتها، بل إن نشاط بعض الرموز والأعلام والمجددين المعبرة عن الدين الإسلامي منذ قرون إما عطلوا القرآن الكريم في واقعهم العملي، أَو قدموه بصورة مشوهة تخدم فيها الأعداء ونفوذ التحالفات السياسية المهيمنة على القرار، أَو فشلوا في تقديمه كما أراد له الله أن يقدم بكامل جاذبيته وقوته وفاعليته وأثره في تغيير واقع البشرية نحو الأفضل.
حرص قائد الثورة في توجيه خطاب عاشوراء إلى العالمين يعبر عن وعيه وفهمه وقربه من القرآن الكريم، ومعرفته بأن هذا الكتاب السماوي الذي يستهان به من قبل أتباع الشيطان البعيدين كُـلّ البعد عن كُـلّ الرسائل السماوية، هو الكتاب الأوحد القادر على تغيير واقع البشرية وحل كافة مشكلات المجتمع البشري؛ وهو الكتاب الذي لو فُعل في واقع البشرية لكان كفيلاً بهزيمة الماسونية العالمية ومشاريعها ومخطّطاتها الشيطانية على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والفكرية.. بل هو الكتاب الضامن لتحقيق العدل والمساواة بين بني البشر، وإخراج العالم من كافة المعاناة، وفضح الأعداء الحقيقيين للمجتمع البشري.
كما أن خطاب عاشوراء لهذا العام كان خطاباً عالمياً تخطى كُـلّ الحدود وحطم كُـلّ الحواجز، وعبر عن الثورة الحسينية وأهدافها وأبعادها ومدلولاتها المختلفة، وأفشل كُـلّ المخطّطات الشيطانية الماسونية المستهدفة للقرآن الكريم، ووجه لها ضربة قاتلة، قلبت كُـلّ الموازين والمعادلات، وحشرت المسوخ والمنحطين ورموز الشيطان والإجرام وأتباعهم من الغاوين في زاوية الخشية من تحَرّك عجلة الاستجابة، والتفاعل وردة الفعل الواعية إن حصلت من قبل الشعوب الغربية، ودارت معها عجلة نصر الله والفتح والدخول في دين الله أفواجاً.