صافرُ “البحر والصحراء”.. بقلم/ توفيق الحميري
بكل تأكيد أن القيادة السياسية اليمنية وفي مقدمتها رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير ركن مهدي المشاط، وحكومة الإنقاذ الوطني لا يمكن لها القبول بأن تقتصر الغاية من إعادة تأهيل خزان صافر وإحضار سفينة بديلة لتحل محلها؛ مِن أجل تلافي كارثة بيئية مائية فقط، وهناك في نفس الوقت كارثة إنسانية لها عدة أعوام تتهدّد أربعين مليون يمني بالموت جوعاً جراء الحصار الاقتصادي، ولذلك وطالما أن معضلة خزان صافر بات حلها وشيكاً، وطالما أن حكومة صنعاء تقوم بإعادة تأهيل ميناء رأس عيسى الصليف النفطي، وطالما أن أولوية مرتبات موظفي الدولة لدى القيادة تعتبر استحقاقا لا بُـدَّ من انتزاعه كحقٍّ شعبي سيادي غير قابل حتى للتفاوض عليه ومن ثرواتنا السيادية والنفطية على حَــدٍّ أَسَاسي.
اليوم تقتضي التحديات والاستحقاقات الماثلة أمام القيادة الوطنية في صنعاء بأن تحسم أمر الترتيبات العسكرية والأمنية والسياسية العاجلة والمؤمنة لاتِّخاذ قرار إعادة تصدير النفط الخام وعبر ميناء الصليف رأس عيسى والذي يتم إمدَاده بالنفط الخام من حقول النفط في صافر -مأرب وباعتبارها خطوة عاجلة وملحة غير قابلة للمراوحة والعراقيل من أي طرف مهما كلف ذلك.
فإذا كان المعرقل والمعطل خارجيًّا فهو سيعرض ((حقوله وحنفياته وبزابيزه)) المصدرة للنفط للعرقلة والاستهداف ومعادلة الردع ستفرض معادلة إعادة تشغيل ميناء رأس عيسى بأمان وسلام إن أراد العدوان الأمن لميناء رأس تنورة وكذلك سلامة حقول الشيبة ومنيفة والغوار وكذلك حقل زاكوم العليا وغيرها مرهونة برفع يد العدوان ومرتزِقته من صافر الصحراء في مأرب أَو صافر البحر في الصليف، وينطبق هذا على بالحاف والمسيلة والضبة وكلّ ممتلكات الشعب اليمني السيادية فموازين القوة تغيرت.
وبكل تأكيد تستمد الإرادَة الشعبيّة اليمنية ثباتها من ثقتها بالله ومن ثقتها بالقيادة الثورية المتمسكة بثوابتها الوطنية وإيمَـانها بالقضية اليمنية العادلة، فلا يوجد مَـا هو مُجْـــدٍ للتأخير أكثر بعد أن خابت رهانات العدوّ العسكرية والسياسية سيقولها وسيفعلها قائد الثورة وبالفم المليان وفوهات السلاح الممتلئة حق الشعب اليمني سينتزع بالقوة وليس بمنّة أَو إحسان المعتدين، ولن ننتظر من الأعداء عطفاً أَو أن الصبر اليمني سيطول حتى تمطر السماء بسحاب من الأخلاق على أقذر وأبشع تحالف دولي معتدٍ عرفه التاريخ، ولن يقتنع أَو يثق العاقل وحتى المجنون بتحسن السلوك الإجرامي لرباعية العدوان ومرتزِقتهم الذين قتلوا الشعب اليمني بالقنابل والصواريخ وقتلوهم بالحصار وأغلقوا مطاراتنا لمنع حتى المرضى من السفر للعلاج ويقومون بجرف ونهب الأحياء المائية في خليج عدن والبحر العربي ويمارسون التدمير البيئي لمياهنا وثرواتنا البحرية هم أنفسهم من يخافون على حياة أسماك البحر الأحمر من الموت في سواحلنا!!
بعد خطوة عودة صافر البحر والساحل يقتضي عودة صافر الحقل والصحراء ليس؛ مِن أجل المرتبات وعتق رقبة جزء من الثروة النفطية فقط، فهناك سلسلة مخاطر حاكها الأمريكي والبريطاني ضد الجمهورية اليمنية ستنفرط حِلقها تباعاً بعد عودة صافر الخزان وصافر المخزون.