الساحلُ الغربي.. مسرحٌ لمؤامرات تقسيمية ستواجهُها ثورةٌ حسينية.. بقلم/ حسام باشا
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن العربي، والتحديات التي تواجهه من قبل قوى الشر والظلم، يبرز دور اليمن كمعقل للإيمان والحكمة والثورة في مواجهة المؤامرات والمخطّطات التي تستهدف تقسيمه واستعباد شعبه، ومن بين هذه المخطّطات، ما يحاك ضد مديريات محافظة تعز الساحلية، التي تشكل جزءاً مهماً من الساحل الغربي لليمن، والتي تتعرض لحملة عسكرية من قبل طارق عفاش، بدعم مباشر من دويلة الإمارات، التي تسعى إلى فصل هذه المنطقة عن بقية أراضي الوطن.
وتتضمن هذه الحملة، تهجير السكان الأصليين من منازلهم وأرضهم بالقوة، والاستيلاء على أراضٍ وممتلكات تابعة لهم، وإحلال أتباع طارق عفاش وأنصاره مكانهم؛ بهَدفِ تغيير التركيبة السكانية والسياسية للساحل الغربي، وجعله خاضعاً لإرادَة الإمارات، التي ترغب في إقامة نفوذها على هذه المنطقة الاستراتيجية.
ولكن هذه المؤامرات الخبيثة، لن تجد سبيلاً إلى التحقيق، فشعب اليمن شعب مجاهد ومقاوم، لديه تاريخ حافل في الدفاع عن دينه وحقوقه ومصالحه، ويثور ضد كُـلّ من يحاول اغتصاب أرضه أَو استعباد شعبه أَو تقسيم وطنه، مستلهماً من ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- في كربلاء، معاني الفداء والتضحية والصبر والثبات في مواجهة قوى الطغيان ورفعة الدين وكرامة الوطن وسيادته، والرفض لكل شعارات التخاذل والخضوع للظالمين.
ولا يمكن أن تمر هذه المؤامرات دون رد فعل قوي من قبل كُـلّ أبناء اليمن الأحرار، الذين يعتزون بأرضهم ودينهم وتاريخهم، ولا يقبلون بأن يكونوا جزءاً من أية مخطّطات تقسيمية أَو تبعية، فشعبنا اليمني شعب مجاهد ومقاوم، ولديه ثقة بالله تعالى وولاء لقيادته الرشيدة التي توجّـهه وتسند خُطَاه.
إن هذه الأرض ستظلُّ لأهلها، من عاش عليها وحافظ على ترابها، ومصير المحتلّين هو الفشل والخروج، مهما طالت مدة احتلالهم أَو قصرت، فالتاريخ يروي لنا أن الأرض تؤازر أهلها، فكيف إذا كان أهلُ تلك الأرض شعبَ الإيمان والحكمة؟ شعب يقاتل في سبيل الله، ولديه قيادة ربانية تهديه وتوجّـهه إلى طريق الله، فمن كان طريقه إلى الله فَــإنَّ الله ينصره ويمن عليه بالعزة والكرامة، ويجعل له من كُـلّ ضيق مخرجاً، ومن كُـلّ همّ فرجاً، ومن كُـلّ عدو نصيراً، أما الأخسرون من ساروا في طريق الطغيان والاستكبار، وتحدوا الله ورسوله، وظلموا الناس والأرض، فَــإنَّ مصيرهم الذل والخزي في الدنيا والآخرة.
لا ريب، أن اليمن العريق والمجيد سيقف بوجه كُـلّ المؤامرات والمخطّطات التي تستهدف تقسيمه واستعباده، فهو يتحلى بروح الإمام الحسين عليه السلام، الذي قال: “إنَّ الدُّنْيَا زَائِلَةٌ، وَإِنَّ الآخرة باقِيةٌ، وَإِنَّ كُـلّ حَيٍّ سَائِرٌ إلى المَوْتِ”.
هذا الشعب الثائر، وهو يتمسك بثورته الحسينية، ويستلهم من كربلاء معاني الفداء والتضحية والصبر والثبات، ويسير على درب الشهداء الأوفياء، الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم؛ مِن أجلِ رفعة وعزة دينهم وحرية أرضهم وكرامة شعبهم، لن يقهر؛ لأَنَّه شعب مجاهد، يؤمن بما قاله سيد الشهداء: “إِنَّ هُؤُلاَءِ قَوْمًا اسْتَخْفُوا بِالْمَوْتِ، فَأُخْفُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ”.
وسيستمر شعبنا في نضاله المقدس ضد كُـلّ قوى الظلم والاستكبار، التي تريد أن تفرض سيطرتها على أرضه وشعبه، فهو لا يخاف من التحديات ولا ينحني للظالمين، بل وهو يقفُ صفًّا واحدًا خلف قيادته المجاهدة، فَــإنَّه يؤمن بقضيته وثورته، وبذلك سيرسم بأيديه مستقبله بالأمجاد والانتصارات، فهو يتسلح بإرادَة صلبة وإيمان راسخ تمكّنه من رفع راية الحق والكرامة عالية في سماء الأمم.
ولتستعد كُـلّ قوى الشر والظلم لمواجهة أبناء هذا الوطن، الذين لا يقبلون إلا بالانتصار أَو الشهادة، ولا يستسلمون ولا يتخلون عن مبادئهم وقضاياهم، بل يقاتلون بكل شجاعة وإصرار، مستنيرين من كربلاء ومن نهضة الإمام الحسين -عليه السلام- قوة وإرادَة لا تقهر.
سيظل اليمن بلدًا مستقلًّا، يرفض التدخلات والمؤامرات الخارجية، وسيحافظ على وحدته وسيادته وعزته، وسيزول حالمو الغزو والاحتلال، كما زال من قبلهم كُـلّ عدوان وطغيان، فَــإنَّ الله قد منّ عليه بالإيمان الصادق والحكمة البالغة وقيادة رشيدة متصلة بأنوار آل البيت عليهم السلام.
أخيرًا، ندعو كُـلّ أبناء اليمن إلى التماسك والتعاون والتضامن في مواجهة كُـلّ محاولات التفرقة والتدمير والاستيلاء على ثرواتهم وحقوقهم، فَــإنَّ الله تعالى يقول: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا” ويقول: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَتِلُونَ فِيْ سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَنٌ مَّرْصُوصٌ”، فلا يجوز لأحد منا أن يساوم على وطنه أَو دينه أَو مبادئه، بل يجب علينا أن نكون كالجسد الواحد، إذَا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فَــإنَّ هذا هو سبيل النصر والفلاح في الدنيا والآخرة.