من إيجابيات وحسنات الهدنة.. بقلم/ محمود المغربي
لم يكن للهدنة من حسنات أَو إيجابيات إلا أنها قد كشفت الكثير من الحقائق، وأوضحت معادن الناس وحقيقة الكثيرين ممن انتسبوا لهذا المشروع وللمسيرة وأسقطت الأقنعة عنهم، وتجد البعض وقد أخرج كُـلّ ما في صدره من غلٍ وكراهيةٍ وقدحٍ في المسيرة وقيادتها دون مواربة، وبرزت خلايا وأدوات للعدوان تعمل دون غطاء أَو أقنعه لنكتشف أن أغلب من كانوا حولنا وقد أظهروا ما في نفوسهم مستغلين الوضع الاقتصادي السيئ ومماطلة العدوّ وبعض السلبيات والأخطاء وفساد وفشل بعض المحسوبين على المسيرة لإخراج قيح ووسخ نفوسهم المريضة في محاولةٍ منهم لتوجيه غضب الناس نحو الذين دافعوا عنهم وعن الوطن، وواجهوا العدوان والحصار، وقدموا التضحيات، وكانوا شركاء لكل مواطن يمني في تحمل الفقر والجوع والأزمات ولا زالوا حتى يومنا هذا لا يمتلكون شيئاً من الأموال والمناصب وربما أفقر مما كانوا عليه قبل تحمل مسؤولية الوطن والدفاع عنه وقبل أن يكونوا في السلطة.
وتوجّـه البعض لنشر الشائعات والأكاذيب والقصص التي لا يمكن لها أن تنطلي إلا على السذج من الناس وتضخيم الفساد والأخطاء وما يدخل خزينة الدولة من موارد تافهة والعزف المُستمرّ على أوتار الراتب الذي يقاتل الأنصار عليه ويرفضون كُـلّ الأحاديث والتسويات قبل صرف رواتب موظفي الدولة اليمنية من أموال الثروات اليمنية المنهوبة وليس صدقة أَو منة من أحد وعلى أوتار المناطقية مع أن المتواجدين والمسؤولين في مؤسّسات الدولة من المحسوبين على الأنصار لا يشكلون 1 % من موظفي تلك المؤسّسات، كما أن عدد الأنصار من أبناء صعدة في بقية المحافظات لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وهم في مواقع عسكرية وأمنية ويشكل تواجدهم ضرورة خُصُوصاً في مثل هذا الوضع والعدوان لا يزال قائمًا ويتربص بالجميع، كما أننا لم نسمع في يوم من الأيّام أن شخصًا من الأنصار قد اغتصب أرضًا في أية محافظة أَو استولى على تبة أَو جبل؛ ليبنيَ عليها قصرًا كما كان يفعل أصحاب عفاش.
ولو نظرنا إلى المناطق المحتلّة ومن يحكم ويتحكم في تلك المناطق لعرفنا ما هي المناطقية.
وعلى سبيل المثال لو تسأل هؤلاء: من يحكم الجزء الغربي من محافظة تعز، ومن هم المسؤولون في مدينة المخاء، وهل هناك مسؤول واحد من أبناء تعز، وهل طارق عفاش من صبر أَو الحجرية، ولماذا لا يتحدثون عن الممارسات المناطقية لطارق عفاش في المخاء، وهي ممارسات حقيقية وقد بلغت عنان السماء، ومن يحكم داخل مدينة تعز ويرسم السياسات ويصدر التعيينات، أليس قادة حزب “الإصلاح” الذين لا أحد منهم من تعز وبحسب توجيهات النظام السعوديّ!! وهل يمتلك مرتزِقة العدوان في تعز حق الموافقة على إطلاق أسير واحد أَو معتقل أَو فتح منفذ وطريق للإفراج عن أبناء تعز المحاصرين من الداخل دون إذن من النظام السعوديّ الذي يتحكم بكل صغيرة وكبيرة داخل مدينة تعز؟ وهل أبناء الجنوب هم من يحكم الجنوب؟ وهل يمتلك عيدروس حق الخروج من مكان إقامته وعمل جولة في شوارع عدن دون إذن وموافقة من أبو ظبي؟ وهل تمتلك السلطة في مأرب أَو حضرموت حق تغير مدير قسم شرطة دون موافقة السفير السعوديّ؟ وهل أبناء مأرب هم من يحكم مأرب ويستفيد من ثروات مأرب؟
بينما تقوم الدنيا من قبل بعض المرضى من تواجد شخص أَو اثنين في أية محافظة تابعة للمجلس الأعلى من خارج تلك المحافظة، فعن أية مناطقية تتحدثون؟!
ومع ذلك تعمل القيادة السياسية على تفعيل دور السلطة المحلية في كافة المحافظات، ومنح أبناء المحافظات مزيد من الصلاحيات والإمْكَانيات، وبتوجيهات من قائد الثورة الذي يسعى إلى إقامة شراكة وطنية مع كافة المكونات السياسية والاجتماعية، ونبذ الصراعات والاختلافات وتوحيد الصف كما هم المجاهدين في جبهات العزة والكرامة والدفاع عن الوطن، حَيثُ لا توجد بينهم انتماءات مناطقية ولا حزبية أَو مذهبية، بل الجميع يعمل ككيان وجسد واحد، وبذلك استطاعوا الانتصار وقهر وهزيمة العدوان والصمود لثماني سنوات بأقل الإمْكَانيات.