العِلْمُ الذي يرهبُ الغرب.. بقلم/ مرتضى الجرموزي
سلاح نوعي مؤثر وفتاك يخاف منهُ الغرب ترتعد فرائصهم لهذا السلاح النوعي والذي يناهض تأثيره أشد من السلاح الجرثومي وغيره من أفتك الأسلحة التي يمتلكها الغرب وتتسابق جيوش العالم لشرائه.
سلاح الإيمان، سلاح الوعي وسلاح البصيرة والعودة الصادقة والحقة إلى التعليم الصحيح وفق هدى الله ونورانية الحق القرآني من خلال الدورات الثقافية والمراكز الصيفية وتعديل المناهج الدراسية لتصحيح الثقافات المغلوطة في مدارس التربية والتعليم والمعاهد والجامعات العليا كخطوات تصحيحية لبناء أجيال ثقافية متعلمة وتتعلم بما ينفعها لدنياها وآخرتها بما يتناسب مع المرحلة التصعيدية من قبل العدوّ من خلال الحرب الناعمة والثقافية التي يوليها الاهتمام الكبير لإسقاط الأُمَّــة في متاهات الضياع ومستنقعات رذائل التطبيع والمثلية ليتسنى لأكابر الطغاة والمجرمين وفراعنة العصر في البيت الأبيض وتل أبيب والمتمثل بالصهاينة والأمريكان ومن خلفهم الأراذل في السويد وفرنسا وبريطانيا وعدد من البلدان الحاقدة على شعوب المنطقة المناوئة للممارسة والعبثية اليهودية الأمريكية والإسرائيلية.
ولهذا نلحظ القلق الكبير والانزعَـاج لقادة الغرب وأدواتهم في الخليج تجاه المراكز الصيفية ويعتبرونها خطرًا كبيرًا يتهدّد المنطقة والعالم ويوقظ ما أسموه “عملية إحلال السلام في اليمن”، ويصرون على إيقافه لتنعم المنطقة كما يزعمون بالسلام والحرية والديمقراطية بعيدًا عن العصبية والعودة إلى الماضي.
ولأنهم يدركون أن بقاء سلطتهم واستمرار عربدتهم وهيمنتهم على شعوب المنطقة العربية والإسلامية مرهون بإبعادنا عن العودة الصادقة والفهم الصحيح لما يريده سبحانه وتعالى أن نكون خير أُمَّـة أُخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
امتعاضُ المندوب الفرنسي لدى مجلس الأمن من المراكز الصيفية التي شهدت نجاحاً كَبيراً بزخم طلابي وشعبي غير مسبوق في مختلف المحافظات اليمنية هو ما يفسر قلقهم الكبير وخوفهم الشديد من أن الصحوة العربية والإسلامية الكفيلة بإحداث زلزال كبير يطيح بأدواتهم وعملائهم وإنهاء السيطرة الغربية المفروضة على زعماء وشعوب المنطقة.
وكواجب ديني قيمي وأخلاقي وحتى يستمر القلق والانزعَـاج الغربي والشرقي وصداه في المنطقة والخليج يجب أن تستمر المراكز الصيفية وأن تكون الدورات الثقافية مفتوحة على مدى العام لتتحقّق لنا عدة عوامل أبرزها توعية الأُمَّــة بما يجب عليها لتحمل منار الإيمَـان الحق لتقارع به الأمم الأُخرى وتحصن نفسها من الاختراق الثقافي الدخيل وكذلك لإشغال أعداءها ليزداد قلقهم وانزعَـاجهم من هذا السلاح الذي يخيفهم أقوى من غيره من أسلحة المواجهة المفتوحة معهم فالتعليم الصحيح والهادف من أَسَاسيات القوة والإعداد الجيّد لنرهب به أعداء الله فهو من سيجعلك تتحَرّك في مجمل النواحي بما فيها العسكرية والاقتصادية والثقافية والعقائدية.
لأنه مهما كنت تمتلك من أسلحة ذات إمْكَانيات مختلفة وتأثيرات قوية وأنت لا تمتلك الإيمَـان ولا تتسلح بالوعي فلن تستطيع الوقوف على أقدامك فمع أول خطوة معادية من قبل العدوّ فقد تسقط بالحرب الناعمة والثقافة المغلوطة قبل الهزيمة العسكرية الماحقة والتي سببها ضياع الوعي لديك وعدم امتلاكك سُبل مواجهتهم وهم من يسعون في الأرض الفساد والإفساد والقتل والتدمير الديني والقيمي والأخلاقي ويريدون أن نضل السبيل ولن يرضوا عن الأُمَّــة المؤمنة إلّا أن تتبع ملتهم وتتخلى عن الدين وهنا سيسهل لهم عملية السيطرة الكاملة على مفاصل الحياة ولن تقوم لنا قائمة.