تدشينُ المهرجان الثاني للعسل اليمني بحديقة السبعين بصنعاء
المسيرة – خاص
بدأت، أمس الثلاثاء، الأولَ من أغسطُس 2023م، فعالياتُ المهرجان الثاني للعسل اليمني، في حديقة السبعين بالعاصمة صنعاء، والتي ستستمر لمدة أربعة أَيَّـام متتالية، خلال فترتين صباحية ومسائية.
وكان لافتاً الحضورُ الكبيرُ في المهرجان مقارنة بالمهرجان الأول، كما امتاز بدقة التنظيم، والترويج للعسل اليمني؛ باعتباره إرثًا تاريخيًّا وهُــوِيَّة وطنية، وشارك فيه نحالون وتجار وجمعيات وكل من له علاقة بهذا الخصوص.
ودشّـن المهرجان بإقامة فعاليةٍ حضرها من الجانب الرسمي عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي، ووزير الزراعي المهندس عبد الملك الثور، ووزير الإعلام ضيف الله الشامي، ووزير الثقافية عبد الله الكبسي، ووزير التربية والتعليم يحيى بدر الدين الحوثي، ووزير التعليم العالي الشيخ حسين حازب، وأمين العاصمة الدكتور حمود عباد، إضافة إلى نائب وزير الزراعة نائب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا الدكتور رضوان الرباعي.
واعتبر عضو السياسي الأعلى محمد النعيمي أن المهرجانَ تظاهرة سنوية للترويج للعسل اليمني، مؤكّـداً أن “لهذه المهرجانات دورًا في الحفاظ على الإرث لإنتاج العسل وتسويقه بالصورة المثالية، ومواكبة التطورات والتقنية الحديثة في الإنتاج والتسويق”.
وقال النعيمي: “إن هذا المهرجان يأتي في إطار توجّـهات الدولة للاهتمام بهذا المحصول الاقتصادي المهم”، مشيداً بمستوى الإعداد لفعاليات المهرجان الوطني الثاني للعسل اليمني، الذي يعد من أفضل الأنواع في العالم بما يعزز من سمعته والترويج له.
من جانبه أوضح وزير الزراعة والري المهندس عبد الملك الثور أن “سلالة النحل في اليمن مميزة وتختلف عن غيرها من أنواع النحل رغم أنها صغيرة الحجم لكن إنتاجها عالي الجودة”.
وأفَاد بأن “العسل اليمني ينتج في مناطق طبيعية خالية من المواد الكيماوية، إلى جانب أن النحالين لا يقومون بانتزاع غذاء الملكات من العسل، وبالتالي يصبح محتفظًا بكامل مواصفاته الطبيعية، كما أن اختلاف البيئات الزراعية ساعد على تنوع العسل اليمني”.
ولفت وزير الزراعة إلى أن “العسل اليمني يحظى بإقبال من المستهلكين نظرا لجودته العالية والمميزة التي عُرف بها منذ القدم”، مُشيراً إلى أن “المهرجان يعد فرصة لتنمية قطاع العسل، ودعماً للاقتصاد الوطني من خلال نشر ثقافة الإنتاج، والترويج والتسويق له”.
من جانبه، أشار نائب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا، الدكتور رضوان الرباعي، إلى أن “تدشين المهرجان يأتي في إطار توجيهات قائد الثورة بالاهتمام بتربية النحل وإنتاج العسل من خلال الاهتمام بالإرشاد الزراعي لتربية وإنتاج العسل ومحاربة الغش والعناية بالترويج والتعليب والتسويق”.
واعتبر الدكتور الرباعي العسل اليمني إرثًا تاريخيًّا في اليمن، في حين تعد تربية النحل وإنتاجية العسل من أهم الأنشطة الزراعية التي تمارسها شريحة كبيرة من أبناء الوطن كمصدر دخل.
وأكّـد أن هناك توجّـهاتٍ للتنسيق مع مختلف الجهات المعنية لتوصيف وتصنيف العسل وتفعيل الإشراف الفني والرقابي على إنتاجه وتسويقه، داعياً منتجي ومسوِّقي العسل إلى تسمية منتجاتهم بعلامات وماركات تجارية محدّدة.
واستعرض الرباعي الأنشطةَ التي نفذت في إطار النهوض بقطاع العسل، منها توزيع خلايا النحل والمستلزمات النحلية، وإنشاء مراكز لإكثار الخلايا.. لافتاً إلى أن هناك توجُّـهًا للاستفادة من المحميات الطبيعية، حَيثُ تم ولأول مرة إنشاء محمية للعسل الدوائي الذي يعتبر من أهم المنتجات النحلية التي لا يتدخل فيها الإنسان.
وتطرق إلى خطط الوزارة لبناء قدرات النحالين ليس في إنتاج العسل وحسب، بل وفي المنتجات النحلية الأُخرى مثل الغذاء الملكي وسم النحل وحبوب اللقاح، داعياً رجال الأعمال إلى الاستثمار في تصنيع وإنتاج مدخلات ومستلزمات العسل التي تساهم في زيادة الإنتاج وتحسين الجودة وتخفيف الكلفة.
بدوره أشار رئيس وحدة العسل في اللجنة الزراعية، محمد عباس، إلى أن “المهرجان إحدى طرق دعم العسل اليمني وتحسين صورته وطرق تداوله محليًّا وخارجيًّا”.
ولفت إلى أن “المهرجان يتضمن فعاليات شعبيّة وعلمية يشارك فيها خبراء وباحثون في مجال تربية النحل والمواصفات والخصائص الدوائية للعسل اليمني والإرشاد الزراعي والعديد من الأنشطة والفعاليات في هذا الجانب”.
وعلى هامش المهرجان تم إشهار الاستراتيجية الوطنية لتنمية تربية النحل وإنتاج العسل بحضور فريق من الهيئة العامة للاستثمار.
إرثٌ تاريخي وهُــوِيَّة يمنية:
ويهدف المهرجان الذي ترعاه اللجنة الزراعية والسمكية العُليا إلى إحياء مكانة العسل اليمني في المحافل الدولية، والارتقاء في تسويق الماركات اليمنية عالميًّا، وإشهار أصناف عالية الجودة، إضافة إلى إيجاد فرص تمويل مشاريع لقطاع النحل والعسل، والحفاظ على الإرث التاريخي لإنتاج العسل وَتسويقه بالصورة المثالية.
كما يهدف المهرجان إلى مواكبة التطورات والتقنية الحديثة في إنتاج العسل اليمني وتسويقه، واحتواء منتجي العسل في جمعيات وَمسوقي العسل في شركات، إضافةً إلى المواكبة الدائمة والترويجية للعسل اليمني، واستهلاك العسل اليمني ضمن النمط الغذائي اليومي للمجتمع.
ومن خلال الأهدافِ الاستراتيجية للمهرجان يتضحُ أن المنظمين يسعَون إلى إعادة سمعة العسل اليمني، بعد أن فقد مكانته خلال سنوات مضت لأسباب كثيرة لا مجال لحصرها هنا، وأن الواجب على وحدة العسل واللجنة الزراعية والسمكية العليا وفي ظل ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار أمريكي سعوديّ غاشم هو تسليط الضوء نحو العسل اليمني، وتوعية المستهلك والمواطنين ببعض الأمور التي يجهلونها، وُصُـولاً إلى الاهتمام بهذا المنتج ليكون رافداً اقتصاديًّا هاماً للبلد، ومن هنا فَــإنَّ المدخل الرئيس للاهتمام بالعسل اليمني هو تفعيلُ جانب التسويق، وربط جمعيات النحالين مع الشركات والمحلات التجارية التي تعمل على تسويق العسل اليمني في الداخل والخارج.
ولن يكتفيَ المهرجانُ بأنشطة بسيطة ومحدودة، بل سيتخلله الكثير من الأنشطة، وفي مقدمة ذلك الجلسات العلمية، وخلالها سيتم الاستماع إلى أوراق عمل لأكاديميين ومهتمين وناشطين لهم علاقة بهذا الجانب، وبالتأكيد ستكون أوراقهم ومساهماتهم ذات جدوى، وستكون مفيدة للجهات الرسمية وأصحاب القرار.
وكتشجيع للمشاركين في المهرجان، فَــإنَّ المنظمين رأوا ضرورةَ إقامة مسابقة أفضل منتج عسل محلي، ومسابقة أفضل عرض، إضافة إلى عروض مسرحية تتضمن اسكتشات وفقرات توعوية عن العسل اليمني وفائدته وأنواعه ومخاطر استيراد العسل من الخارج، كما تتضمنُ الفعالياتُ فقراتٍ فنيةً متعددة، منها السيرك، والعروض القتالية، والعروض الفنية، والرقصات الشعبيّة، والأناشيد، وغيرها، لتجعل من المهرجان شعلة من الحماس والترفيه والوعي.
ويرى منظمو المهرجان أنه لا يزال هناك فجوةٌ كبيرةٌ وتحدياتٌ أمام النهوض بالعسل اليمني، من أبرزها: التشكيكُ في سُمعة العسل اليمني، ومحدودية توفر أبحاث حول النحل والعسل، إضافة إلى استيراد العسل الخارجي في ظل وفرة العسل اليمني محلياً، وتقلص إنتاج أصناف العسل.
وتتضح أهميّةُ المهرجان الثاني للعسل اليمني، في كونه يسعى إلى إحياءِ مكانة العسل اليمني في المحافل الدولية، ثم أنه عند إقامة الجلسات العلمية والبحثية، فَــإنَّ المهرجان سيجمع الباحثين والمهتمين في الشأن في مكان واحد، وسيتم استخلاص تجاربهم ومهاراتهم والخروج برؤية موحَّدة لحَلِّ الكثيرِ من الإشكاليات في هذا الجانب، وهي خطوةٌ لا شك ستعزز من أهداف المهرجان الاستراتيجية، وستخدم الجهات الرسمية واليمن ككل.
وفي شأنِ الفعالياتِ الفنيةِ فَــإنَّ إقامةَ مسابقة تدعمُ أنواعٍ مختلفةٍ من أصناف العسل، ستؤدي ذلك إلى إشهارِ أصنافٍ عالية الجودة، ومنها سيتم التعرُّفُ أكثرَ على المنتجات الأكثر أهميّة خلال هذا المهرجان.