ماذا لو لم تستجب قوى العدوان لتحذيرات صنعاء؟ بقلم/ منصور البكالي
بين نُصْحِ قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وأولوياتِ المرحلة المقبلة، التي كشف عنها الرئيسُ مهدي المشَّاط، وتحذيراتُ وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي، يواصلُ تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ تجاهل كُـلّ ذلك، والمماطَلة والتهرب من الوفاء بالالتزامات الإنسانية المشروعة لشعبنا اليمني، التي تضمنتها ملفات صرف مرتبات الموظفين ورفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي، وإتمام مِلف الأسرى والمفقودين.
وصنعاءُ -التي تقف على أرضية صُلبة وجبهة داخلية متماسكة، وباتت أكثر قوة وأكثر نفيراً منذ بدأ العدوان على شعبها، مُستمرّة في تعزيز ترسانتها العسكرية وتقوية قبضتها الأمنية، وإنعاش الجبهة التعليمية، وتحريك عجلة التنمية الزراعية والصناعية، وتقديم المشاريع الخدمية وتشييد عدد من مشاريع البنية التحتية، وتشجيع ومساندة المبادرات المجتمعية- لن تغفلَ عن سيادتها الوطنية على جزرها ومياهها الإقليمية، وباتت أكثر اهتماماً ببناء وبتطوير وتحديث قوتها البحرية، ولن تنسى هموم وتطلعات أبناء شعبها في المناطق والمحافظات المحتلّة، وما يعانونه على الصعيد الأمني والاقتصادي، وما وصلوا إليه من ارتفاع للأسعار وتدهور للعملة، وغلاء للمعيشة، وانتشار جرائم القتل والاختطافات والسرقة وقطع الطرقات، وتردي الخدمات الأَسَاسية كالكهرباء والماء والصحة، واستهداف القيم والمبادئ، وانتشار الغزاة والمحتلّين بقواعدهم هنا وهناك، وتقاسمهم للمحافظات والموانئ والجزر والثروات، وإحياء الصراعات بين الأذيال من المرتزِقة، على مرأى ومسمع من العالم كله، دون أي اعتبار لصوت المواطن اليمني وكرامته، والمظاهرات والمسيرات والاعتصامات التي تخرج مطالبة بطرد تحالف العدوان وأدواته، في عدن وحضرموت وأبين وسقطرى وتعز والمهرة.
وأمام صنعاء واستحقاقات شعبها اليمني، يهرب تحالف العدوان لإشغال الرأي العام والشارع اليمني بالحرب الدعائية والتضليلية، ومحاولات التشوية لقيادتها ببعض الأكاذيب والتلفيقات المفبركة والشائعات السوداء؛ لحرف اهتمام الشعب اليمني عن استحقاقاته ومطالبه العادلة، وإضاعة الوقت في تفاصيل وترهات، تساعد في استمرار نهب ثروات اليمن ومقدراته، وتأخر الشعب اليمني بمختلف مكوناته السياسية والمناطقة عن الصحوة ورص الصفوف ونبذ الفُرقة لخوض معركة التحرير الكبرى لكل الأراضي والجزر والمياه الإقليمية اليمنية من الغزاة والمحتلّين وأدواتهم العميلة.
وفي الأخير لن يكون أمام صنعاء التي صمدت وحاورت وفاوضت ونصحت وحذرت وأقامت الحجّـة، وأعطت الهدنة تلو الهدنة، وضبطت نفسها أمام تحايل ومماطلة عدوها، غير العودة بالحرب إلى المربع الأول، وتنفيذ أقسى الضربات المستهدفة لكل قوى الاحتلال ونسف قواعدها على الجزر والموانئ والأراضي اليمنية، وبسط سيطرتها البحرية والجوية والبرية من سُقطرى والمهرة حتى صعدة، وإغراق فرعون العصر وجنوده ومدمّـراته وأدواته في البحر، ويكون رأس الأفعى طعاماً شهياً لأسماك البحر، ويكون الحكم لله وأنصاره وعباده المستضعفين إلى الأبد.