تقويةُ الصلة بالله مقابلَ حظر منصات التواصل الاجتماعي.. بقلم د/ شعفل علي عمير
قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون) يسعى الأعداء وعملاؤهم من الأعراب؛ لإسكات صوت الحق ونور الحقيقة بكل وسائلهم التي يمتلكونها؛ حتى تستمر ممارسة عدوانهم الظالم في إلحاق أكبر الضرر بالشعب اليمني، بعيدًا عن أعين الناس وأسماعهم، لا يدرون بأن هناك عينًا لا تنامُ وصاحبَ علم لا ينسى، إنه الله السميع الخبير.
في مقابل إغلاقِ دول العدوان لمنصات التواصل الاجتماعي فَــإنَّ الردَّ العمليَّ الصحيحَ هو تعزيزُ قنوات تواصلنا بالله سبحانه وتعالى؛ فهي القنوات التي توصل مظلوميتنا إلى من بيده مقاليد السماوات والأرض، من بيده القوة والقدرة على نصرة المظلومين، ليس تلك القنوات التي توصل أصواتنا ومظلوميتنا إلى من لا حول له ولا قوة، وبالمقابل سوف نقوِّي الاتصالَ بالله، حَيثُ لا يمكنُ لأية قوة أن تحظُرَ هذا الاتصال، ونعزز منصات الإطلاق، حَيثُ وهي السبيل الوحيد بعد عون الله لردع المعتدين، وسوف يكونُ مآلُ مكرِهم إلى بوار.
عندما نحتجُّ على إغلاق وحظر قنوات تواصلنا إلى العالم إنما نعبِّرُ عن مدى وضاعة هذه الكيانات التي تدَّعي حرية التعبير، والتي يتكشف زيفها وازدواجية معاييرها يوماً بعد آخر؛ ليعرف العالَمُ العربي والإسلامي أن القوانينَ الغربيةَ وكل تقنياتها إنما وُجدت لخدمة مصالح دول الاستكبار العالمي؛ فعندما تتعارض تلك القوانين وخدمات تلك التقنيات مع مصالحها، تتعطل تقنياتهم وقوانينهم فأين من يدَّعي إنسانية الغرب؟ وأين من يدّعي أن هذه الكيانات قدمت خدمةً للعالم؟! إنها خُدعة وليس خدمةً؛ فهي محتكرةٌ لبث سمومها فقط، ومن يعتمد على عدوه في أي مجال من مجالات الحياة واهمٌ، ومن يثق في عدوه كمن يصدِّقُ السرابَ.
سوف نستبدلُ منصاتِ التواصل الاجتماعي بمنصاتِ الصواريخ، بعونِ الله والاستعانةِ به سبحانَه وتعزيز تواصلنا به وثقتنا بوعده، ويكفينا قُدوةً سيدُنا الحسين -عليه السلام- عندما قتل الأُمويين ابنَه الرضيعَ في كربلاء قال: (اللهم إنه مما يهون ما بنا أننا بعينك يا رب العالمين) فنحن وما يقعُ بنا من مظلومية بعين الله سبحانه وتعالى.
هكذا يجب أن نكون، هكذا يجب أن نقتديَ بمن ظلَمَه أعداءُ الله فكان عزاؤه إيمَـانَه بأن الله يرى ما به من ظلم وما وقع عليه من غدر، فعندما نصلُ بإيماننا إلى الحد الذي نطمئنُ فيه بأننا بمعيةِ الله فَــإنَّ اللهَ سيكونُ معنا.