الاتجاهُ إلى حضارة الأداء.. بقلم/ أنس عبد الرزاق
صرح الرئيس المشاط، في كلمته بمحافظة المحويت بقوله: رهاننا في وجه الأعداء يستند على الاعتماد على الله والقيادة الحكيمة ووعي شعبنا والقوة العسكرية الصلبة، مفصحاً عن الاتّجاه والانتقال من حال إلى حال وأول الخطأ أن نوجه أنظارنا إلى حال المبتدأ، أَو أن نوجهها إلى حال المنتهى، مع أننا في مرحلة التحول والتي هي الواقعة بين حالين، حال البداية وحال النهاية، ومن هذا الخطأ في النظر تتفرع الأخطاء، منها أن نقيس الأمور بمقياس الماضي، أَو أن نقيسها بمعيار المستقبل الذي سوف يكون.
عصر التحول هو عصرنا، فالسفينة تتحَرّك بنا بين شاطئين، ولقد غفلت دول الخليج عن هذه الحقيقة الأولية، بل زاغت أبصارها إلى ماضٍ تركناه، أَو شطح بها الخيال إلى مستقبل لا تملك بعد وسائله، أرادت أن تلوي أعناق وعينا وتحولنا إلى أدَاة بيد العدوّ الصهيوني، فالغزو الصهيوني الغربي أفدح خطراً على الأُمَّــة لمن لا يعرف، ولمن يراهن على دول العدوان؛ لأَنَّه غزو صهيوني جاء ليقيم، وليكتسح وليتسع، وليضرب بجذوره في الأرض العربية، ولأنه غزو تناصره دول وأشخاص لا يبدو في الأفق ما يوحي أقل إيحاء بأنها سوف تهن وتضعف في وقت قريب، كالذي ألم بالمحافظات الواقعة تحت سيطرة ما يسمى بالمجلس الانتقالي، إذ لووا أعناقهم لينظروا إلى الوراء أسفاً وحسرةً.
فلا يدري مجلس القيادة الذي يصور نفسه إنساناً أخذه النعاس واستيقظ ليجدَ نفسَه أصبح خنفساً ضخماً للسعوديّة والإمارات، فالحياة في المحافظات المحتلّة تؤكّـد أن هذا المجلس يصطنعُ قواعدَ الأناسي، وهو خنفسٌ يحيا حياة الخنافس، فأصبح المواطن تأخذهُ الحيرة واستبدت به الفوضى، وضلله اللبس والغموض، واضطرب بين مجموعتين فلا يدري بأيهما يأخذ: الأولى تدعو للوحدة واللا وحدة وهي السعوديّة وعملائها والأُخرى تدعو للانفصال والتشرذم وهي الإمارات وعملائها، والصواب هو ألا يأخذ بأيٍ منهما، وأن يتجه إلى صنعاء والتي تمثل المنهج الصحيح، حينها سيدرك تماماً أن حياته تستقر على قواعد ثابتة ويرسو فلكه على شط الوصول.
إن المواطن في المحافظات غير المحرّرة ما يزال يسبح في اللجة، يلاطم الموج ليصل إلى الاستقرار الاقتصادي، والسياسي، والعسكري، والإنساني بشكلٍ عام ولم يلمس شيء!؛ لأَنَّه يتتبع قواعد جامدةً ثابتة فأصبح هو المحكوم عليه بالتهلكة والضياع.
إن الرئيس المشاط بقوله: إن حربنا مع العدوّ لا تقتصرُ على المواجهة العسكرية، نحن نخوض حرب إرادات، واتِّخاذ قرارات بتطوير العملية التعليمية يبتكر لكل موقف ما يلائمه، ويلاقي كُـلّ مشكلة بما يناسبها، أي أننا، إذ نشكل المواقف نتشكل في صورتنا الجديدة، فلا بدَّ أن يكون من صفات المرحلة المقبلة تغير، كُـلّ عام، كُـلّ شهر، كُـلّ يوم، يؤكّـد أن القيادة في المراجعة الدائبة لنظم الأسرة، والحكومة، والتعليم، والاقتصاد.
إننا في مراحل التقدم وقد تجلى ذلك في اهتمام الرئيس المشاط بعناصر هذا التقدم خلال كلمته في محافظة المحويت، علومٌ، فتصنيعٌ، فتهذيبٌ للتقنيات يترك للآلة أن تسير الآلة، حتى إن كانت في التعليم فهو تعليم تقوم عليه المدارس والجامعات، من خلال كلمته نُدرك أن التقدم لم يعد مرهوناً بالغرب.
فسلسلة التحولات التي بدأها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- بدأت بتسلسل جعلَ التصنيع سابقًا فترتيبُ الأمور هو نحو أن يكون الناس ذوي علمٍ وصناعة.
لم أعد أشك في لحظة أن هذا هو الطريق، طريق التحول من تخلف إلى تقدم، إننا الآن ننتقل من معرفة قوامها الكلام إلى معرفة قوامها الآلة، التي تصنع والتي تؤكّـد فاعلية هذه الصناعة أسلحتُنا الدقيقة في ردع العدوّ والتصدي له بل وخلق الانتصار في أرض الواقع؛ لذلك يؤكّـد الرئيس المشاط على استمرار تطوير ترسانتنا العسكرية وإجراء تجارب في الجزر اليمنية، فهي تمثل الحل لكل الأزمات التي نعاني منها؛ لأَنَّ عدوَّنا لا يعرفُ إلا لُغةَ العصا ليستجيب للوضع الإنساني الذي تمُر بهِ البلاد، وليشهد على زوال الفكر الأمريكي الرجعي واختفاء الصهيونية للأبد.