مطالبُ صنعاء المحقة ومراوغات العدوان الزائفة.. بقلم/ فضل فارس
قرابة العام والنصف منذ أن حلت التهدئة وهذا العدوان يماطل ويداهن ويتآمر.
قرابة العام والنصف وأنظمة العدوان في تحايل وأكاذيب لا تنتهي، أيضاً قرابة العام والنصف وصنعاء صابرة وتغض الطرف -وتلك رحمةً من القيادة للجار العربي ومراعاة للمصلحة المشتركة للأُمَّـة- عن تلك المداهنات والمراوغات السياسية التي هي في حقيقتها مؤامرات عدوانية بثوب السياسة من قبل الطرف الآخر على أبناء شعبنا.
صنعاء ومنذ اليوم الأول للتهدئة ومن قبل ذلك أَيْـضاً وهي بمطالبها المحقة والمشروعة تدعو إلى السلام، مع العلم أن مطالبها ليست خارقة للعادة أَو مستحيلة التنفيذ، إن كان هناك حقيقةً من يرغب في السلام العادل ـ
مطالبها مستحقات مشروعة وهي حق واستحقاق لليمني وبدون منّة من أحد عليه، أَيْـضاً هي تأتي فقط ليس لإشباع الرغبات والطموح الشخصية لحكومة صنعاء إنما في إطار التخفيف الطارئ فقط ولملمة بعض الجراح التي أحدثها العدوان في قلوب أبناء هذا الشعب.
وهي لا تقاس أصلاً ومن المنظور العادي “الماديات فيها” بالشيء القليل الذي ينهبه العدوان كُـلّ يوم من ثروات اليمني ذاته التي تأتي تلك المطالب المشروعة؛ مِن أجلِه وتضميداً لجراحه، إعادة الإعمار لما قد دمّـرته تلك القوى العدوانية وفك الحصار الخانق عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، مع أَيْـضاً المطلب الإنساني المحق تسليم رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين من حقهم المكفول أصلاً من نفطهم وغازهم، الذي ولأيام قلائل فقط منذ أن بُترت تلك الأيدي التي كانت تنهبه بشكل دائم وَتستحوذ عليه.
كذلك البند والمطلب الإنساني أَيْـضاً والذي في الطليعة تبادل أسرى الحرب فيما بين الأطراف، على ذلك أَيْـضاً أضف مطلبًا قانونيًّا شرعيًّا كفلته ونصت عليه كُـلّ القوانين الدولية والتقسيمات الجغرافية في العالم إنهاء الاحتلال وخروج المحتلّ الأجنبي من كُـلّ البلد.
إذا نظرنا من عين الإنسانية لكل هذه المطالب التي تبنتها صنعاء؛ مِن أجل إحلال السلام فَــإنَّنا ومن يقين نشهد أنها مطالب إنسانية من الدرجة الأولى محقة ومشروعة أَيْـضاً، فلماذا يا ترى تجاهلها كُـلّ هذا الوقت قرابة العام والنصف منذ البدء في التهدئة، قوى العدوان بجناحيها المعروفة السعوديّ والإماراتي ومن يدينون بالولاء له في الطابق الأعلى، يقومون بالتحايل واختلاق المبرّرات والأكاذيب الزائفة بغية التملص عن تنفيذها وإحلال السلام.
فيما يبدو وقد ظهر جليًّا أن النظامين السعوديّ والإماراتي ومن منظور سياستهم المراوغة في هذا الملف لم يستوعبوا إلى الآن، وذلك من الاحتقار والاستخفاف في نفوسهم تجاه من يمثلون هذا الملف.
الخطر الحقيقي الذي إن وقع وذلك ليس من مصلحة المنطقة لسوف وبإذن الله وهمة وأيادي وعزم وصلابة وصبر وتضحية اليمنيين سوف تنطفئ شموع ممالكهم ويصبحوا وتلك حقيقة عليهم استيعابها جيِّدًا في قائمة المنسيات، وذلك مصير كُـلّ ظالم متكبر جبار لا يؤمن بيوم الحساب ولهم في قصة فرعون وتكبره وتعاليه العبرة “وسنن الله في الظالمين تتجدد”.
إن صنعاء وذلك بعون الله ونصره وتأييده أَيْـضاً بهمم وصلابة جيشها وشعبها المجاهد أصبحت قوة إقليمية صلبة لا يستهان بها، وعلى الجميع وقد آن أوان إدراك ذلك أنها دولة عربية مسلمة خرجت والعون والتمكيًن من الله في ذلك من بين أنقاض الخيانة والعمالة ومن صُلب المآسي والأمواج لتقول: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) لكل العالم بعد مسيرة جهادية حافلة بالبذل والعطاء والصبر والتضحية، نحن قوم من هدى القرآن جئنا، لا نخشى قطعاً إلَّا الله، ولا نخضع ونركع وندين إلَّا لله.
فبُعداً كُـلَّ البُعد لمن يحاول كسر إرادتنا وعزمنا، إنا نحن السلام والوئام لمن أراد السلام وهو أهله، وإنا نحن والمنة لله الويل والنكال لكل الظالمين والمستكبرين.
وعلى هذا الأَسَاس على قوى العدوان وهي حَـاليًّا لا تزال في خيار أن تقيس وتختار فما بعد التهدئة “تقولها القيادة” إن طال الاستكبار ليس كما قبلها، والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.