مرجعياتكم تالفة داسها اليمنيون قبل 8 سنوات ولن يقبلوها اليوم .. بقلم/ محمود المغربي
المرجعيات التي تكرس الهيمنة والوصاية الخارجية على اليمن أصبحت تالفة وحبراً على ورق وماضياً لن يعود بعد أن رفضها أبناء الشعب اليمني وخرج عليها وتحمل لهيب المعارك ومرارة الحصار، وصمد لثماني سنوات وانتصر وداس بأقدامه الحافية على تلك المبادرات بإرادَة وقوة وصلابة الصادقين من أبنائه وحكمة القائد -سلام الله عليه- ومن المستحيل أن يقبل بها اليوم، ولم يعد من المقبول حتى الحديث عنها أَو الإشارة إليها.
وعلى النظام السعوديّ أن يدرك أن المبادرة الخليجية التي تمكّن من خلالها من إسقاط الأدوات القديمة، وجاء بأدوات أكثر عمالة وانحطاطاً وخيانة، هيأت له الأجواء لشن العدوان واحتلال اليمن، قد تم إسقاطها ودفنها وملحقاتها مع جثامين عشرات الآلاف من الأبرياء الذين سقطوا بصواريخ وقنابل بني سعود، وأن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي كانت امتداداً للمبادرة الخليجية وتحت إشراف وإدارة السفير الأمريكي والسعوديّ هي أَيْـضاً مخرجات تالفة ولا يمكن استخراج منها أي شيء؛ كونها جاءت من الخارج ولم ينقذها حتى هادي وحزب الإصلاح ورفضوا مخرجاته، التي قضت بتشكيل حكومة وطنية بديلة عن حكومة المناصفة، يكون لكافة الأحزاب والمكونات السياسية فيها تمثيل واختيار رئيس بديل عن هادي، بعد أن انتهت فترة التمديد له وخرج الشعب اليمني بثورة عليه وعلى حكومة الإصلاح الفاشلة والعميلة وتم إسقاطهم يوم 21 من سبتمبر.
أما المرجعية الثالثة والمتمثلة بقرار الأمم المتحدة 2216 فقد تم رفض ذلك القرار قبل ثماني سنوات، وتوجّـه أبناء الشعب اليمني إلى كافة الجبهات لمواجهة العدوان وإسقاطه ومعه قرارات الأمم المتحدة المفصولة عن الواقع، وتم دحر العدوان وفرض واقع جديد على أرض الواقع يجعل من تلك المرجعيات منتهية الصلاحية وغير قابلة للاستخدام.
ولو كان الشعب اليمني سوف يقبل بتلك المرجعيات لما خاض معركة الدفاع عن الوطن وتحمل نيرانها لثماني سنوات، وقدم عشرات الآلاف من الشهداء وتحمل مرارة الحصار والجوع والفقر طوال السنوات الماضية، وعلى العدوّ الذي هزم أن يبل تلك المرجعيات في الماء ويشرب مائها، وربما يكون فيها شفاء لملك الزهايمر وولي عهده الذي يعجز عن إدراك أين مصلحة بلاده وغير قادر على فهم أن العودة إلى المواجهات العسكرية أَو حتى البقاء في حالة من اللا سلم واللا حرب ليست في مصلحة بلاده، وتوجّـه المملكة نحو الاستثمارات الأجنبية التي لن تقبل الدخول والاستثمار في بلد يخوض حرباً مع بلد آخر، ويستمر في المماطلة والمراوغة ويستنفد الوقت والفرص المتاحة أمامه للخروج من اليمن بشرفه وماء وجهه، ويجهل أن صبر القيادة والشعب اليمني لن يستمر إلى ما لا نهاية، وأن ضغط الشارع للعودة إلى الحرب وحسم المعركة عسكريًّا قد وصل إلى أقصى حَــدّ له، وأصبح الوضع قابلاً للانفجار، الذي سوف يكون له أثر مدمّـر على المملكة السعوديّة ودول العدوان، أما الشعب اليمني فلم يعد لديه شيء لخسارته بعد أن خسر كُـلّ شيء، وبعد أن أصبح مفقراً ومحاصراً، ويعيش في سجن كبير من صنع المملكة السعوديّة وحلفائها، ومستعد لأي خيار يخرجه من هذا الوضع السيء.
كما أن على العدوّ التوقف عن العبث بأمن واستقرار المناطق المحتلّة وإنشاء مجالس لتفتيت وتقسيم اليمن؛ كون ذلك يزيد من حجم الغضب والسخط والضغط الشعبي، ويجعل القيادة تفقد صوابها والقيم الدينية والأخوية التي تحرص عليها وتبقيها صابرة حتى اليوم، على الرغم من أكاذيب واستهتار النظام السعوديّ الذي يلعب بالنار ويراهن على حكمة وصبر وحرص القيادة السياسية على حقن الدماء وإيقاف الصراعات البينية في المنطقة العربية، والتي لا يستفيد منها سوى العدوّ الصهيوني وأمريكا صاحبة القرار في شن عدوان على اليمن.