ثورةُ الإمامِ زيد مدرسةٌ مليئةٌ بالدروس.. بقلم/ إلـهام الأبيض
عندما نستذكر هذه الأحداث المريرة والمؤلمة والمؤسفة والموجعة في تاريخنا لا نستذكرها فقط لنتسربل بالأحزان، ولنعيش مأساة الحزن من جديد فقط، إنما نعود إليها؛ باعتبارها مدرسة كبرى نأخذ منها الدروس والعبر، التي نحن في أمَسِّ الحاجة إليها في عصرنا هذا في مواجهة كُـلّ التحديات والأخطار التي تعيشها أمتنا.
لقد كانت ثورة الإمام زيد “عليه السلام” امتداداً لثورة الحسين وامتداداً لحمل المشروع الرسالي الإلهي الذي بلّغه خاتم الأنبياء محمد “صلى الله عليه وآله”.
لقد واصل الإمام زيد ذلك المشروع بروحه ومبادئه، ومواقفه وأخلاقه، وحمل لواءه في الأُمَّــة منادياً ليبقى للحق صوته وليبقى للحق امتداده، وليبقى للعدل حملته والعدالة على طريق ونهج إصلاح واقع الأُمَّــة وتصحيح مسارها قائماً وممتداً عبر الأجيال، لا يوقفه زمن ولا تقف بوجهه تحديات أَو أخطار؛ لأن له عظماءَ حملوا روحيته، حملوا مبادئَه وحملوا نوراً في أرواحهم وإيماناً راسخاً في قلوبهم.
الإمام زيد “عليه السلام” لقد واجه التحديات والأخطار والنكبات الكبيرة ومصائب مؤلمة وجارحة، بثباته وصلابته وقوته.
نحن في هذا العصر الذي عمّ فيه الطغيان على أمتنا وبما شملها من بلاء التحديات وأكبر الأخطار، والأمم الأُخرى تتكالب عليها مستهدفة لها في دينها ومبادئها ومستهدفة في أرضها وعرضها وعزتها وفي كُـلّ مقوماتها.
من خلال ثورة الإمام زيد “عليه السلام” نعود إلى مدرسة عاشوراء، ومنها نعود إلى المدرسة المحمدية الكبرى، نعود إلى تاريخ أهل البيت “عليهم السلام” نعود إلى تاريخ من حملوا راية الحق والعدل وضحوا بأنفسهم؛ مِن أجل إنقاذ الأُمَّــة ومن أجل إصلاح واقعها وإنقاذها من هيمنة الطغاة والمجرمين.
نعود إلى تلك المدرسة ونستعيد التاريخ من جديد، تاريخ أهل البيت “عليهم السلام” لنكسب من مجدهم وعزهم ونتعلم الثبات في مواجهة التحديات والعزم واليقين والبصيرة، والوعي والإخلاص، نتعلم منهم التضحية؛ مِن أجل المبادئ العظيمة، وكيف نستمر في حمل راية الحق والعدل ولا نبالي بطغيان الطغاة ولا بجبروت الظالمين.
نعود إلى الإمام زيد “عليه السلام” من عصرنا وواقعنا من ظروفنا، ونحن نعيش كُـلّ التحديات ونرى كُـلّ المساوئ، كُـلّ الظلم، كُـلّ الطغيان ونحن نعيش أبشع عدوان عرفه التاريخ، يستهدف ديننا وعزتنا وكرامتنا وحريتنا وثقافتنا وهويتنا الإيمانية.
نستلهم من ثورة وحركة الإمام زيد بن علي “عليه السلام” كيف يكون التحَرّك الجاد ضد الطغاة والمستكبرين، وكسر حالة الجمود والإذعان، كسر حالة الصمت والاستسلام ونتحَرّك في الأُمَّــة لنستنهض الأُمَّــة من جديد مذكرين لها بكتاب الله والمبادئ العظيمة.