الصمّاد مخاطباً الجماهير: أنتم على مشارف النصر وساعات الحسم.. الأَحْــزَاب والمكونات السياسية الـيَـمَـنية تشارك الجماهيرَ بعام الصمود
صدى المسيرة: خاص
شهد احتفاءُ الشَّعْـب الـيَـمَـني بعامٍ من الصمود، والذي رسم لوحةً مليونيةً لم تشهدها الـيَـمَـنُ من قبلُ في العاصمة صنعاء، عصر السبت الماضي، كلماتٍ متعددةً عكست التنوُّعَ الشَّعْـبيَّ والسياسي الـيَـمَـني والذي التحم بمشهدٍ موحَّد.
وألقى ممثلو الأَحْــزَاب والمكونات السياسية كلماتٍ للجماهير التي احتشدت من كُلّ حدب وصوب، وفي جميعها أعادت الفضل بعد الله إلَـى صمود الجماهير ومؤازرتهم للجيش واللجان الشَّعْـبية في وجه أكبر عُـدْوَان يشهده العالم.
- الصمّاد: شعبُنا ليس أمامه من خيار سواء النصر وليفهم العالم
وفي مستهلِّ كلمته اتجه الصمّاد بالتحية إلَـى المشايخ والأعيان ورجال القبائل الذين بذلوا السلاح والعتاد والرجال والمال، السلامُ على كُلّ شهيد بذل نفسه فداء لدينه ووطنه السلام على كُلّ جريح بذل أغلى ما يملك فداءً لدينه ووطنه، السلام على كُلّ أبٍ وأُمٍّ بذلوا فلذاتِ أكبادهم في سبيلِ الدفاع عن عزة وكرامة الشَّعْـب الـيَـمَـني.
وتابَعَ الصمّاد كلمته قائلاً:” عامٌ من القتل والبطش والفتك والتدمير ارتكبه النظامُ السعودي وحلفاؤه ومن وراءهم الأَمريكان والصهاينة بحق شعبنا الـيَـمَـني الذي لا ذنب له إلّا أنه قال: لا للهيمنة لا للاحتلال. في زمن حذفت لا من قواميس العرب، عامٌ من التواطؤ الدولي المخزي سقطت فيه كُلّ الأقنعة وتلاشت كُلّ الشعارات الزائفة التي يتشدق بها العالم المتحضّر بحقوق إنْسَـانيتهم وحرية الشعوب والرأي والرأي الآخر التي كانوا ينادون بها لينفذوا من خلالها مؤامراتهم بحق كُلِّ مَن يرفض مخططاتهم الاستبدادية”.
وأضاف “عامٌ من العُـدْوَان والحصار مُنعت فيه أبسط مقومات الحياة من الوصول إلَـى الشَّعْـب الـيَـمَـني ومحاولة تركيعه، عامٌ من الحرب النفسية والإعلامية استُخدمت فيها أقذرُ الأساليب وحُشد لها كُلّ أباطيل وأكاذيب الدنيا لزعزعة ثقة وإيمان شعبنا بعدالة قضيته”.
وتابع “عامٌ من العُـدْوَان حشد فيه شُذّاذ الآفاق من مختلف بقاع العالم للسيطرة على تراب وطننا اجتمع فيه السعودي والإماراتي مع الأَمريكي والإسرائيلي وغيرهم من أشرار العالم وجلبت القاعدة وداعش من شتى بقاع العالم تحت رعاية وتمويل النظام السعودي وحلفائه لجعل الـيَـمَـن بؤرة ومسرحاً للفوضى والقتل والتفجير”.
وأكّد أنه لا يمكن أن يؤثر على عزيمة وثبات الشَّعْـب الـيَـمَـني أي عُـدْوَان مهما كان حجمه ومهما بلغت التضحيات، وأن على المستكبرين والمعتدين أن يفهموا حقيقة أعمتهم عن فهمها امبراطورياتهم المالية، هذه الحقيقة التي يجب أن يفهمها العالم، هي أن شعبنا ليس أمامه من خيار سواء النصر، وأن تضحياته وصموده ليس لها ثمنٌ إلّا النصر وعزة وكرامة شعبنا.
وأضاف “على الصعيد العسكري رغم البَون الشاسع في الإمْـكَانيات الهائلة والحديثة التي يستخدمها العُـدْوَان مقابل الإمْـكَانيات المتواضعة لشعبنا إلّا أنها فشلت في تحقيق أي انجاز ميداني، وَإذا ما حصل سيطرةٌ لدول العُـدْوَان في مكان ما برز من خلاله سوءُ ما يهدف إليه العُـدْوَان من نشر للفوضى وتمكين للقاعدة وداعش، كما حصل في مناطقَ كثيرةٍ في المحافظات الجنوبية، وإلى الآن لم يستطيعوا تأمين حتى قصر المعاشيق، ناهيك عن تأمين مدينة عدن وكل المناطق التي يتواجد فيها الغزاة والمحتلون”.
وتابع “وبالنسبة للوضع الاقتصادي الذي كان يتحدث عنه خدام الرياض في عام 2014م قبل إقرار الجرعة كانوا يقولون إنهم على حافة الانهيار وإنهم لا يستطيعون ان يدفعوا الرواتب في الشهر القادم إذا لم يرفعوا سعرَ المشتقات النفطية ورغم أنه في ذلك الوقت مع استمرارية الموارد المتواضعة لهذا البلد لكنهم فشلوا في كُلّ شيء”.
ودعا رئيسُ المجلس السياسي لأنصار الله كافة أَبْنَـاء الشَّعْـب الـيَـمَـني إلَـى مواصلة الصمود والصبر، وقال “أنتم على مشارف النصر وساعات الحسم قد دنت، وما عليكم إلّا مواصلة الصمود والصبر حتى يقضى الله أمر كان مفعولاً، فإرادة الله أن تكسر شوكة دولة الاستكبار على صخرة صمودكم وأن ندرك أن العُـدْوَانَ سيستخدم كُلّ الوسائل والأساليب سواء العسكرية أَوْ الإعلامية أَوْ إثارة الفن والصراعات.
ولفت إلَـى أن هذه المرحلة، مرحلة وعي وحكمة وصمود وثبات، وما عجز العُـدْوَان عن تحقيقه بآلة الحرب يجب أن لا يفلح في تحقيقه بآلة السياسية والمال.
وأضاف “نحن على ثقة أن شعبنا وصل إلَـى مرحلة من النضج ستتحطم عليها كُلّ المؤامرات مهما كانت الأساليب التي يستخدمها الأعداء”. معتبراً خروج هذه الجموع الحاشدة، محطةً في تأريخ الشَّعْـب الـيَـمَـني، وما بعده يجبُ أن يختلف تماماً عما قبله على كُلّ المستويات سواء استمر العُـدْوَان أَوْ توقف.
وفيما يتعلق بالمرحلة القادمة قال الصماد “يجب أن يدرك شعبنا بكل فئاته أن تعزيزَ الصمود في جبهات القتال، أمرٌ ضروري وهامٌّ لثني العُـدْوَان عن تحقيق أي خرق يشجّعُه على التمادي في عُـدْوَانه، وكذلك فيما يتعلق بالجبهة الداخلية على القوى السياسية التي امتزجت دماؤها في جبهات القتال وهي تقاتل جنباً إلَـى جنب مع قوات الجيش والأمن واللجان الشَّعْـبية عليهم أن يدركوا حساسيةَ الوضع ويفهموا أن العُـدْوَان مراهِنٌ على تفكيك الجبهة الداخلية ولا بد من الدخول في ترتيباتٍ عميقةٍ تفقد العُـدْوَان أيَّ أمل في الوقيعة بين أَبْنَـاء الشَّعْـب”.
كما دعا الصماد العناصرَ والقوى المساندة للعُـدْوَان الذين باعوا أنفسهم لآل سعود الذين هم في الأساس خُدّامٌ للأَمريكان إلَـى التراجع عن غيهم والالتفات إلَـى مستقبلهم الذي يكمنُ في عودتهم إلَـى صف الوطن، مؤكّداً أن العُـدْوَان سيستخدمهم مطيةً لتحقيق أَهْــدَافه ثم يرمي بهم كما رمى بأمثالهم ممن وقفوا نفس مواقفهم.
وقال “وطنُنا يتسعُ للجميع ورغم الجراح والآلام إلّا أنَّ الأشدَّ من ذلك هو أن تجدَ من إخوتك وأَبْنَـاء وطنك من يلتحق بعلم الغزاة ويمتطي آلياتهم ليقتل أَبْنَـاء شعبه خدمةً لأَهْــدَاف المحتلين والغزاة”.
وأشاد رئيسُ المجلس السياسي لأنصار الله بكل من وقف مع الشَّعْـب الـيَـمَـني وسيد الوفاء والمقاومة السيد حسن نصر الله الذي قال كلمة الحق في مواجهة أعتى طغيان وحزب الله وكل أحرار العالم الذين وقفوا مع شعب الإيمان والحكمة.
- الجنوب من صنعاء يتوعد الغزاة والمحتلين
كما كان الحشد استثنائياً في تأريخ العاصمة والـيَـمَـن وحاضناً لكل الشَّعْـب الـيَـمَـني وتوجهاته وجغرافيته، حيث شهدت الفعاليات مشاركةً عن الشَّعْـب الـيَـمَـني في الجنوب، حيث وبعد كلمة الصماد اعتلى رئيسُ ملتقى أبين للتسامح والتصالح حسين زيد بن يحيي “المنصة واستهل كلمته قائلاً: “عامٌ يمُرُّ على عُـدْوَان قوى الغطرسة والاستكبار والمترفين أَمريكا وأدواتها السعودية وإسرائيل وأعراب الخليج على يمن الإيمان والحكمة والشَّعْـب العريق”.
وأضاف “عامٌ من الانتصارات والصمود اعتدى فيه المستكبرون على الـيَـمَـن؛ فقط لأن الشَّعْـب الـيَـمَـني بعد ثورة الثورات 21 من سبتمبر 2014م أراد الحياة الحرة الكريمة ورفض الوصاية والاستعباد”.
وأشار إلَـى أن الشَّعْـبَ الـيَـمَـني اعتمد على الله وحدَه واستمد منه العون والثبات وكانت هذه القوة الإيمانية رافعة الانتصار الـيَـمَـني على قوى الاستكبار التي اصطفت صف واحد في مجلس أمن المستكبرين والمترفين الدولي.
وحيّا حسين بن يحيى شهداء جبهات الشرف والعزة، وقال “بعد مرور عام من الانتصار والصمود كُلّ قوى الخير والسلام والتقدم في العالم تنحني إجلالا لعظمة الشَّعْـب الـيَـمَـني المجاهد والمقاوم”.
- الناصري: دول العُـدْوَان نسيت أنها أرسلت قواتها إلَـى مقبرة الغزاة
الأَحْــزَابُ الـيَـمَـنية المناهضة للعُـدْوَان كان لها حضورٌ لافتٌ في المناسبة قيادةً وجماهيرَ، وافتتح عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشَّعْـبي الناصري حميد عاصم أولى كلمات الأَحْــزَاب بإشارة إلَـى أن العدو الغادر والجبان شن على الـيَـمَـن عُـدْوَاناً وتم استخدام كُلّ أنواع الأسلحة التقليدية والمحرّمة دولياً واستهداف كُلّ مقدرات الوطن وبُناها التحتية المدنية منها والعسكرية.
وقال “لقد حاولت الدول المعتدية احتلال الـيَـمَـن ودخلوا بقواتهم إلَـى عدن الحبيبة العاصمة الاقتصادية وبمباركة من العملاء والمرتزقة القابعين في فنادق الرياض وبعض العواصم ممن يسمون أنفسهم قيادات وهم في الحقيقة مجرد دُمَـــىً تحركهم الدول الاستعمارية كما تريد وفي الوقت الذي تريد، معتقدين بأنهم يعطون الشرعية للقوات المعتدية التي استعانت بالمرتزقة من عدة دول ومن شركات امنية مثل شركة بلاك ووتر”.
وأشار في ختام كلمته إلَـى أن الدول المعتدية قد أرسلت جيوشَها وطائراتها إلَـى أرض الـيَـمَـن معتقدة بأنها أرسلتهم للنزهة والتفسّح، وخَاصَّـة في عدن ولحج ومأرب والجوف وحجة، وتناست أنها أرسلتهم إلَـى مقبرة الغزاة.
- الاشتراكي: لا شرعية لمن سخّر نفسَه لدول أجنبية استباحت الـيَـمَـن
توالت كلماتُ ممثلي الأَحْــزَاب الـيَـمَـنية، وهناك ألقى عضوُ المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الـيَـمَـني عبدُالله بيدر كلمةً حيّا في بدايتها جموع المشاركين في الفعالية المليونية الحاشدة التي تؤكد من خلال حضورها وحشدها ووقوفها ومساندتها القوية للجان الشَّعْـبية والجيش المدافعين عن كرامة الأمّة وحرية الشَّعْـب الـيَـمَـني واستقلاله وامتلاكه لقراره السياسي.
وأشار بيدر إلَـى أن العُـدْوَانَ السعودي بدأ قبل عام عُـدْوَانه على الـيَـمَـن متحالِفاً مع بعض الأنظمة العربية ومستخدماً بعض المرتزقة الدوليين، مستعيناً بدول الاستكبار العالمي.
ولفت إلَـى أن العُـدْوَان جعل من أولئك الذين يسمون أنفسهم بالشرعية الجاحدين لوطنيتهم واجهةً لهذا العُـدْوَان الذي استباح البشرَ والحجر والشجر في الـيَـمَـن، فارِضاً حصاراً إجرامياً على الشَّعْـب الـيَـمَـني براً وبحراً وجواً.. وقال “إنها حربُ إبادة ضد الشَّعْـب الـيَـمَـني بغرض فرض الهيمنة والوصاية واستمرارية قضم أراضي الـيَـمَـن”.
وأضاف عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الـيَـمَـني “إن أولئك من يسمّون أنفسهم بالشرعية كانوا في صنعاء وتحتَ أمرتهم الجيش والأمن والإمْـكَانيات.. مبيناً أن فترة هيمنتهم على الأمر في صنعاء شهدت تفجيراتٍ في المساجد وتفجيرات في الطرقات واغتيالات ولم تسلم من هذه الجرائم حتى المستشفيات”.
- تنوّع جنوبي يؤكّد وحدة الشَّعْـب الـيَـمَـني في مواجهة الاحتلال
كان للجنوب حضورٌ ثانٍ في المناسبة وبالتحديد حضر الحراك الجنوبي بممثله والناطق الرسمي باسمه في مؤتمر الحوار الوطني أحمد القنع الذي ألقى كلمة نقل فيها تحيات كافة أعضاء ومنتسبي الجبهة الوطنية الجنوبية لمناهضة العُـدْوَان والحراك السلمي الجنوبي إلَـى جموع المحتشدين.
وجدّد القنعُ التأكيدَ على ثبات مواقف الجبهة الوطنية الجنوبية لمناهضة العُـدْوَان والحراك السلمي على الـيَـمَـن الرافض للعُـدْوَان وضرورة التصدي له بكافة السبل المتاحة.
وقال “في مثل هذا اليوم العام الماضي شنت ما تُسمَّى بدول التحالف ممثلاً بالنظام السعودي المدعوم من أَمريكا عُـدْوَاناً بربرياً وظالماً على وطننا وشعبنا الـيَـمَـني تميّز بالقسوة والنذالة والإجرام والذي لا يستند إلَـى أية مرجعية قانونية إطلاقاً.”
- المؤتمر الشَّعْـبي ميدان آخر.. وقبلة واحدة
وإذا كان الشَّعْـبُ الـيَـمَـني بكل فئاته قد سطّروا صفحةً استثنائية في تأريخ الـيَـمَـن باحتشادهم عصر السبت إلَـى ساحة الستين جوار الكلية الحربية فقد كان لكلمة الشَّعْـب بقية سبقت في التوقيت، حيث أقام المؤتمرُ الشَّعْـبي العام مهرجاناً جماهيرياً بميدان السبعين صباح ذلك اليوم وشهد المهرجانُ حشداً كبيراً لأنصار المؤتمر لم تختلفْ في رسالته عن رسالة الشَّعْـب الـيَـمَـني واحتفت بصمود الشَّعْـب الـيَـمَـني خلال عام من العُـدْوَان.