إيران: سياسةُ أمريكا في المنطقة قائمةٌ على تربية “قطّاع طرق” للتدخل في الشؤون الداخلية عبرهم
المسيرة | متابعات
بعد أن كشفت بياناتٌ لوزارة الدفاع الأمريكية، أنّ ما يقرب من 7 آلاف فرد يعملون في الخدمة الأمريكية أَو أزواجهم أَو أطفالهم، كانوا في خطر العام الماضي؛ لعدم وجود ما يكفيهم من الطعام، وفيما أشار موقع “Stripes”، أن تلك العائلات العسكرية تأهلت لبرنامج ذوي الدخل المنخفض، المصمّم لضمان أنّ النساء الحوامل والرُّضَّع والأطفال الصغار لن يجوعوا.
ويقولُ مسؤولو البرنامج: إن “سببَ هذه المشقة بعد إرسالهم إلى أُورُوبا، يرجع إلى فقدان الدخل الناتج عن الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة ودول الناتو، وهو الذي يمنعُ الأزواج العسكريين من العمل في الخارج؛ لذلك رأت القيادة العسكرية البحث عن مصادرَ أُخرى وكانت منطقة الخليج هي المكان الأكثر إدراراً للأرباح التي يجنيها العسكريون الأمريكيون”، حَــدَّتعبيرهم.
في السياق، أعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية أَو ما يسمى “المارينز”، الاثنين، وصول أكثر من 3000 بحار وجندي إلى الشرق الأوسط، ضمن خطة أعلنها البنتاغون في وقت سابق.
وقالت القيادة في بيان لها: إن “هذه العناصر من مجموعة باتان البرمائية (ARG) والوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرون، وصلوا إلى الشرق الأوسط في 6 أغسطُس، كجزء من خطة أعلنت عنها وزارة الدفاع مسبقا”.
وَأَضَـافَ البيان: “دخلت السفينة الهجومية البرمائية USS Bataan (LHD 50) وسفينة الإنزال USS Carter Hall (LSD 50) البحر الأحمر بعد عبورها البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس”، مُشيراً إلى أن “هذه السفن تجلب معها إلى المنطقة أصولاً جوية وبحرية إضافية، بالإضافة إلى المزيد من مشاة البحرية والبحارة الأمريكيين؛ مما يوفر قدراً أكبر من المرونة والقدرات البحرية للأسطول الخامس الأمريكي”، حَــدّ قوله.
وأوضح أنه “يمكن للسفينة الهجومية البرمائية أن تحمل أكثر من عشرين طائرة ذات أجنحة دوارة وثابتة، بما في ذلك طائرات أم في -22 أوسبري وطائرات هارير الهجومية من طراز AV-8B بالإضافة إلى العديد من سفن الإنزال البرمائية”، حسب زعمه.
وذكر البيان: أن “منطقة عمليات الأسطول الأمريكي الخامس تشمل ما يقرب من 2,5 مليون ميل مربع من المساحة المائية وتشمل الخليج الفارسي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي وثلاث نقاط حرجة في مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المندب”.
بدوره، قال المتحدث باسم الأسطول الخامس تيم هوكينز لوكالة “فرانس برس”: إنّ عملية الانتشار تؤكّـد “التزامنا القوي والثابت بالأمن البحري الإقليمي”، بحسب زعمه.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن خطة زيادة عديدها هذه الشهر الماضي، وسبق أن كشف مسؤولٌ أمريكي عن خطط “لنشر حراسة أمنية مكوّنةٍ من عناصرَ من مشاة البحرية على متن ناقلات تجارية تمرّ من مضيق هرمز وبالقرب منه، لتشكّل طبقة دفاعية إضافية لهذه السفن”، حَــدَّ قوله.
في السياق ذاته، حذّر كبيرُ المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، أمس الأحد، دول الخليج من محاولة الاستيلاء على ثلاث جزر في المياه الخليجية، فيما وصف سياسة أمريكا بأنها تُربيّ “قطّاع طرق” في المنطقة للتدخل في الشؤون الداخلية عبرهم.
وقال شكارجي في تصريح له: إن “العالمَ يعيشُ وضعاً خاصّاً والقوى قيد التغيير، وإن نظامَ أُحادي القطب قيد الانهيار، كما أن النظام العالمي الجديد قيد التشكيل”.
وأضاف: “هذا الوضع العالمي قد منح فرصة خَاصَّة لنظامنا؛ لكي يتوصل إلى مكانته الحقيقية، والقوى المهيمنة وعلى رأسها أمريكا المجرمة تحاول؛ كي لا يصل نظام الجمهورية الإسلامية إلى مكانته الحقيقية”.
وعن المناورات العسكرية البحرية للحرس الثوري في مياه الخليج، أوضح شكارجي “الطامعون بالاستيلاء على الجزر الثلاث للجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن يروا جانباً من سلاحنا لكي لا يرتكبوا خطأ في حساباتهم”.
وأضاف: “مناوراتنا تحمل رسالة إلى دول المنطقة مفادها التخلص من التبعية للأجانب لإحلال الأمن في الخليج، ثقوا بنا ونحن سنضمن إحلال الأمن في هذه المياه، بعبارة أُخرى تهدف مناوراتنا في الخليج وبحر عمان غالبًا في سياق تعزيز أمن كُـلّ المنطقة”.
وتساءل شكارجي: “ما علاقة أمن الخليج وبحر عمان والمحيط الهندي بأمريكا، ماذا تفعل أمريكا هنا؟، كُـلّ دول المنطقة قادرة على إرساء الأمن في هذه المياه، لكن سياسة أمريكا هي تربية قطاع الطرق، من ناحية أُخرى تحمل أمريكا دولة أُخرى مسؤولية انعدام الأمن، وبهذه الطريقة تجد ذريعة للتواجد في هذه المياه وحشد قواتها”.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر کنعاني: “إنّ ضمان أمن الخليج وبحر عمان يعتبر من أولويات الجمهورية الإسلامية، وهي مسألة ينبغي تنفيذها في إطار التعاون المشترك بين الدول المطلة على الخليج وبحر عمان”.
وأعرب عن اعتقاده بـ “أنّ هذه الدول لديها القدرة على ضمان أمن هذه المنطقة البحرية دون تدخل القوات الأجنبية”، مؤكّـداً أنّ “التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة لا يضمن أمنها، وأنّ مصالح واشنطن تتطلب عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة”.