خلال لقائه بوفد من قبائل وأحرار محافظة الجوف.. الرئيس المشاط: أطالبُكم بالصلح لمدة عام في كُـلّ قضايا الثأر والخلافات
أدعوكم للوقوف إلى جانب الأمن والجيش لقطع دابر كُـلّ من يسعى لقطع الطريق ونهب المسافرين
أطالبُ بالحفاظ على أبنائكم من أن يصبحوا فريسةً لعملاء العدوان أَو مروِّجي ومهربي المحرمات
أتمنى أن يكون هذا العام بدايةَ صفحة جديدة من التعليم والنماء وكل ما يرتقي بالمجتمع
المسيرة – خاص
التقى رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، المشير الركن مهدي محمد المشاط، يومَ أمس، في العاصمة صنعاء، بوفد من قبائل وأحرار محافظة الجوف، متطرِّقاً إلى جملةٍ من المواضيع التي تهم أبناء المحافظة وتلامس هموهم.
وقال الرئيس المشاط: “إن أبناء الجوف أصحابُ حضارة على مر التاريخ، وإنه يجب علينا أن نتمسكَ بعاداتنا وبأعرافنا وتقاليدنا الخَيِّرة التي زرعها آباؤنا وأجدادنا، وَأن لا نسمحَ للترويج والانحلال الذي يروج له أعداؤنا ويوفرون له كُـلَّ الماكنات الإعلامية والأموال الطائلة، وحتى يسخرون له القرار الاقتصادي والقرار السياسي؛ لخدمة كُـلّ هذا التفسخ وهذا الانحلال”.
وَأَضَـافَ أننا “إذا ما توجّـهنا لتربية أنفسنا بهُــوِيَّتنا الإيمانية ونتوجّـه للتمسك بهُــوِيَّتنا الإيمانية فَــإنَّ هذا هو الشيء المشرف، هو الشيء الذي نفخر به، ومن الذي يستطيع أن يحول بيننا وبين أن نهتديَ بالقرآن الكريم وبين أن نثقفَ أنفسَنا بكتاب الله وبثقافة القرآن الكريم، لا أحد يستطيع أبداً”.
وأشَارَ إلى “أننا في زمن الفتن يجب أن نعتصمَ بحبل الله جميعاً، وأن نلملم الصفوف ونضمد الجراح، ونوحد كلمتنا، وهذه من أبرز الأسلحة للحفاظ على أنفسنا وعلى مجتمعنا أَيْـضاً”، مؤكّـداً أنه “إذَا ما سُمح لعدونا أن يفرّق كلمتنا ويشتت شملنا وأن يثير المشاكل والخلافات في أوساطنا، وَأن يتسلَّلَ إلى أوساطنا فَــإنَّه سيسومُنا سوءَ العذاب، ويمتهنُ كرامتَنا، كما هو في المناطق المحتلّة، حَيثُ لا يبالي الاحتلال بالإنسانية ولا بالكرامة ولا بالدين، بل يعمل على تفكيكها وتدميرها، فهو يسعى للتفرقة”.
وقال الرئيس المشاط: “يجب علينا أن نتوجّـهَ لوَحدةِ صفنا ولمِّ شملنا؛ لأَنَّ عدونا لديه توجّـه للتفرقة ولإضعاف الصف الوطني والمجتمعي، وأن نعمل على إحباط كُـلّ مؤامرات أعدائنا”، مُشيراً إلى أنه “إذَا ما توجّـهنا إلى لملمة الصفوف، وَإلى حلحلة المشاكل بين أوساط مجتمعنا فَــإنَّها من بابِ المسؤولية الوطنية والدينية التي تحتم علينا أن نُحْيي مجتمعنا، وأن نحافظَ على مجتمعنا بما فيه مجتمع الجوف الأبي القوي”.
وأكّـد الرئيس المشاط أن “العدوّ يريدُ خلخلةَ صفوفنا، ونحن بطبيعة الحال نريد لملمة الشتات؛ لأَنَّه يريد من خلال كُـلّ هذه الخطوات أن يهيئَ الأوضاعَ لتصعيد عسكري؛ فعندما يتوجّـه العدوّ إلى تفريق شمل المجتمع، وإلى خلخلة صف المجتمع، فَــإنَّه يجهِّز للعدوان على هذه المجتمع ويجهِّز للحرب”، مستدركاً بقوله: “نحن نقول لعدونا إنه سيكون مصير كُـلّ مؤامراتك الفشل في كُـلّ الجبهات وفي كُـلّ مناطق الجمهورية اليمنية وفي محافظة الجوف بالتحديد دام فيها أبناء ذو غيلان وأبناء دهم”.
وواصل الرئيس حديثه بالقول: “نحن نريدُ مجتمعاً قوياً، يبني وضعه على أسس صحيحة، وعندما نقول نريد مجتمعاً قوياً؛ لأَنَّنا نعرف أنه في السابق كان العدوّ الخارجي الذي لا يريد لنا الخير ولا يريد لمحافظة الجوف الخير ولا لأية محافظة يمنية الخير، كان يريد تدمير المجتمع ويريد تدمير مقدرات أبناء الجوف، لكننا بإذن الله سبحانه وتعالى الآن أقول لكم: تغير الوضع، تغير الوضع تماماً، نحن معكم ومعكم كُـلّ رجالات الدولة في الصف الأمامي، كلهم حاضرون ليناقشوا هموم ومتطلبات وطموح وتطلعات أبناء الجوف، كُـلّ الصف الأول في سلك الدولة معكم في هذا الاجتماع، كُـلّ ما عليكم هو رص الصفوف، رص الصفوف والتكاتف والتآخي”.
وتابع: “نريد صفحة جديدةً، مبنيةً على إرادَة قوية للنهوض بمحافظة الجوف، نحن معكم”.
وطالب الرئيس المشاط قبائلَ الجوف بالصلح لمدة عام في كُـلّ قضايا الثأر والخلافات، صلح ينام الخائف فيهِ على فرش المخوف، آملاً أن يتم الاستجابةُ لهذا الطلب، وستقوم الدولة بتشكيل لجنة مع الأخ محافظ المحافظة؛ لحلحلة هذه المشاكل بعد الاستجابة لهذا النداء وهذا الداعي.
وواصل الرئيس المشاط حديثه: “الذي هو مطلوبٌ منكم يا أبناء الجوف الأبية هو تنظيم الجهود الشعبيّة لتكون معيناً ورديفاً للجانب الرسمي، من خلال تفعيل اللجان المجتمعية في مختلف المجالات وعلى رأسها لجنة التصالح التي سنكون معها وسنتابعها حتى تنجز كُـلّ مهامها في قضايا الثأر والخلافات الشائكة التي دمّـرت المجتمع ودمّـرت أبناء الجوف طوال الحقبة الماضية”.
وخاطب الرئيس قبائل الجوف قائلاً: “محافظتكم محافظة خير وفيها مقدرات دولة، فيها مقدرات دولة.. أعينونا على أن نستعيد لكم هذه المقدرات وعلى أن نستعيد لكم الخير والرخاء بإذن الله سبحانه وتعالى، ترسيخ السلم الاجتماعي بين كافة القبائل في الجوف والتعاون والسعي في توحيد الصف الداخلي ونبذ كُـلّ ما يفرق صفكم ووحدتكم، ففي تفرقتكم ضعفكم، وفي وحدتكم قوتكم”، مطالباً القبائل بالسعي الجاد في الوقوف إلى جانب الأمن والجيش في حفظ الأمن والاستقرار وقطع دابر كُـلّ من يسعى لقطع الطريق ونهب المسافرين والوافدين للمحافظة؛ لغرض الاستثمار، وتنمية المحافظة وتأمينهم.
ودعا الرئيس المشاط قبائل الجوف للاندفاع نحو التعليم؛ لأَنَّ “العدوّ يحرص على تجهيل المجتمع، وتجهيل الأجيال اللاحقة”، موضحًا أنه “عندما نحرص على التعليم فهو تحصين لمستقبل أولادنا وأجيالنا في كافة المجالات لتنشئة جيل من أبناء المحافظة مسلحاً بالوعي والعلم والبصيرة في دينه ودنياه، لكي يعيش حراً كريماً”.
وحذر فخامته من مخطّطات الأعداء في إثارة الفتن والمشاكل بين أبناء المحافظة، وعدم التأثر بأكاذيبه في قلب الحقائق وتسليط الأبواق الإعلامية التابعة له في إغراق المحافظة بإثارة المشاكل والفتن، بالثارات والأحقاد، داعياً للحفاظ على النسيج الاجتماعي والأسلاف والأعراف القبلية الحميدة والقيم والأخلاق الفاضلة التي تبني روحَ التعاون والإخاء والفضيلة في التعامل بين مختلف أبناء المجتمع في المحافظة.
وطالب بالتحَرّك الجاد من قبل الجميع في الجانب الرسمي والشعبي لبناء مؤسّسات الدولة في المحافظة في مختلف المجالات والالتزام من قبل المسؤولين والموظفين بالحضور والانضباط الوظيفي الفاعل في كُـلّ فروع مكاتب ومؤسّسات وهيئات ومصالح الدولة بالمحافظة بدءاً بالأخ المحافظ إلى آخر مسؤول، والعمل بروح الفريق الواحد، كما طالب بالسعي الجاد من الجميع في الحفاظ على الجبهة الداخلية من الاختراق، من خلال عملاء للعدو أَو المروجين أَو المحششين أَو المهربين للمحرمات بمختلف أنواعها، والحفاظ على أبنائكم، أبناء المحافظة من أن يصبحوا فريسةً لهؤلاء المروِّجين؛ فهي من أساليب وأدوات العدوّ التي يستهدفُ المجتمعَ بها؛ لإضاعته ولإضعافه، كما دعاهم للوقوف الجاد والصادق في مواجهة العدوان والحصار الجائرين على بلادنا العزيز من خلال المواجهة العسكرية.
وأكّـد فخامة الرئيس أن “العدوّ إذَا عاد فَــإنَّنا حاضرون في مواقع القتال وَفي مواقع الشرف والبطولة، وكذلك في مواجهة العدوان في تحصين الجبهة الداخلية من خلال الاهتمام بالوعي والتعبئة العامة للمجتمع، ضد أي عدوان محتمل”.
وأكّـد أننا “سنتوجّـه إلى محافظة الجوف بإرادَة صامدة لا تراجع فيها بإذن الله.. أعينونا بقوة، نحن نريد لكم الخير”، مُشيراً إلى أنه “تم التوجيهُ لمؤسّسة الكهرباء باعتماد 2 إلى 3 ميقا من الطاقة الشمسية لمحافظة الجوف، كما تم توجيهُ وحدة التدخل بإنشاء وحدتَينِ لعمل القنوات الزراعية، وأنه سيتم في الأيّام القادمة عملُ القنوات على شِقَّي الواديين (وادي مذاب ووادي الخالد) وسيكون هذا رافدًا لكم في المجال الزراعي بإذن الله سبحانه وتعالى”.
وتمنى فخامة الرئيس “أن يكون هذا العام بدءَ الصفحة الجديدة التي سنطوي فيها كُـلّ صفحات الماضي ونفتح صفحة جديدة من التعليم، من المعرفة، من الخدمات، من النماء، من كُـلّ ما يرتقي بالمجتمع”.