بشرى شاطر شقيقة المعتقلة بمأرب يسرى شاطر في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: تم اختطافُ أختي في مأرب وهي في مهمة مع منظمة الصحة العالمية
المسيرة – حاورها محمد الكامل:
قالت بشرى شاطر، شقيقة المعتقلة في سجن الأمن السياسي بمأرب يسرى الشاطر بأنَّ أختَها التي تعمل مع منظمة الصحة العالمية تم اختطافها من قبل مخابرات سجن الأمن السياسي التابعين لمليشيا الإصلاح بمأرب قبل عشرة أشهر وأنهم لا يعلمون عنها شيئاً حتى اليوم.
وأضافت في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” وهي في أسى وحسرة أن شقيقتها يسرى لم ترتكب أي ذنب وأن التهم الموجهة إليها مثيرة للسخرية، مطالبة كُـلّ من لديه غيرة أن يتدخل لمساعدتهم للإفراج عن يسرى؛ كي تعود إلى أهلها سالمة غانمة.
إلى نص الحوار:
– بداية.. لو تحدثونا عن الدكتورة يسرى المختطفة في مأرب.. ما الذي حدث لها بالضبط؟
بداية أشكركم على هذا اللقاء، والذي نأمل أن يلقى مردوداً إيجابياً نتيجة لهذا المصاب والبلاء الذي نحن فيه.
طبعا أختي موظفة في المعهد العالي للعلوم الصحية ولديها ارتباط مع منظمة الصحة العالمية منذ أكثر من خمس أَو أربع سنوات وهي تشتغل مع الصحة العالمية، حَيثُ تطوف جميع المحافظات حسب الحاجة، وبالنسبة لمحافظة مأرب “مكان الاعتقال والاختطاف” على مدى ثلاث سنوات بين ذهاب وعودة تشتغل في محافظة مأرب مركزة على معظم حملات التحصين، سواءٌ أكانت حصبةً، أَو شللًا، أَو كوفيد، حَيثُ يتم استدعاؤها وقت الحاجة وهي تلبي كُـلّ طلب.
وفي آخر مرة تم تكليفها مرة عن طريق وزارة الصحة التابعة لحكومة المرتزِقة بمحافظة عدن وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وفعلاً جهزت نفسها للسفر، وتوكلت على الله، متجهة من صنعاء فجر يوم الجمعة 23/9/2022م، وصلت محافظة مأرب في نفس اليوم عصراً.
وفي يوم السبت، تاريخ 24/9/2022م أي اليوم التالي الصباح على الساعة 9، تم التواصل بها من مكتب الصحة على أَسَاس يتم النزول الميداني، وفجأة تقول زميلتها التي تتبع مكتب الصحة في الفندق المقيمين فيه إن الأمن السياسي موجود الآن في الفندق.
ردت أختي على مكتب الصحة بأن الأمن السياسي في الفندق يبحثون عنها وهي في حالة استغراب، وهي ستنظر ما يريدون منها، ومن ثم ستلحق بهم إلى الميدان، ولكن للأسف اختفت أختي من ساعتها ولم نعرف ما حصل، وكلّ يوم كنا نتصل بها وتلفونها مغلق.
– كيف عرفتم بنبأ اعتقالها في مأرب وكيف كان وقعه عليكم؟
في الحقيقة الخبر كان كالصدمة والفاجعة التي لا وصف لها، أما بالنسبة للخبر نفسه فقد وصل لنا عن طريق زميلها بعد اختفائها بثلاثة أَيَّـام كاملة، حَيثُ كنا نتصل بها والتلفون مغلق ولمدة ثلاثة أَيَّـام، ثم تواصل إخوتي مع زملائها في مكتب الصحة العالمية فأبلغوهم أن أختي معتقلة لدى الأمن السياسي الذي جاء إلى الفندق، وأخذها دون أية تهمة، وأنهم لا يعرفون أين تم أخذها، ولا يعرفون عن صحتها، ولماذا تم اعتقالها وكيف يتم معاملتها، والحقيقة لقد كنا في دوامة وتائهين لا نعرف ماذا نعمل، وَلا أخفيكم أمراً أني تمنيت أن يقتلوها ولا أن يتم خطفها، ولا نعرف أي شيء عنها، أَو أنها تدخل الأمن السياسي.. والله ما جاء لي نوم، هذا أمن سياسي، وهذه بنت لا أب لها ولا أخ ولا أخت في مأرب ولا أي أحد، يعلم الله هل هي حية أَو ميتة وكيف وضعها.
كان المفروض يبلغون أهلها، لا أن يتم اختطافها، ولا نعرف لماذا إلى هذه اللحظة؟ لا نعرف ما التهمة الموجهة لها؟
بعد قيامنا بعمل وساطات وملاحقة في مكتب الصحة ومشايخ لنعرف السبب، تتضارب الأنباء، واحد يقول عميلة، وواحد يقول جاسوسة، وواحد يقول انتقالي، وواحد يقول تبع الحوثي، وآخر تهمة أنها تاجرة يورانيوم “تخيل” يورانيوم.. هل هناك عقل، المهم لا توجد مشكلة، المشكلة يريدون بناء ملف تهم لأختي مزور.
– هل هناك تواصل مع الدكتورة ولو عبر التلفون أَو أية وسيلة أُخرى؟
نعم هناك تواصل، حَيثُ تواصلت بها أول مرة بعد شهر ونصف من اختفائها، وحين سمعت صوتها كان بالنسبة لي يوم عيد، قالت: أنا بخير لا تقلقوا.. لكن لا أحد يدري هل هي بخير أَو مُجَـرّد كلام، الله أعلم بحالها، والله أعلم ما وسائل التحقيق معها، لا أحد يسلم منهم.
ويومها سألتها.. ما هي التهمة؟ قالت إنهم يقولون إنها بتهدّد أمن مأرب، لا حول ولا قوة إلا بالله بس.
– ما طبيعة ظروف اعتقالها وخَاصَّة أن أماكن الاعتقال في مأرب سيئة الصيت.. هل لديكم أية معلومات عن ذلك؟
ولا أية ظروف، لم تقم بشيء، مُجَـرّد ما وصلت وما قد خرجت من الفندق إلا وتم اختطافها من وسط الفندق.. لم تنزل الميدان، ولم تقم بأي عمل حتى.
لا نعرف ما حصل غير ما أخبرتك، قلت لها: يا أختي نأتي بعدك نلاحق، نعامل، نأتي إلى مأرب، قالت: لا أبداً لا يأتي أحد، انتبهوا يكفي أنا.
لا توجد أية فائدة، والواقع أننا أرسلنا عدة وساطات منهم أطباء وإعلاميين في مصر، وفي المنظمة، وطلبنا منهم التدخل، كما توسط مشايخ ومحافظين على مستوى العرادة، لكن للأسف لا توجد أية فائدة، وقد واصلنا الضغط بعد جهد كبير عن طريق محافظ الجوف (تقصد المحافظ العكيمي التابع للعدوان) الذي تواصل به زملاء في القاهرة، ووافقوا أنها تتصل لنا بعد ما ضغط على محافظ مأرب (تقصد العرادة الموالي للعدوان) فطلب منهم السماح لها بالتواصل مع أهلها.
– ما طبيعة عمل الدكتورة المعتقلة؟
هي مدرسة في المعهد العالي للعلوم الصحية، حاصلة على دورات مكثّـفة في الجودة، عملها مع الدبليو اتش أَو ” الصحة العالمية” إشراف مركزي، هذا هو عملها، وقد اشتغلت في محافظات أبين وحضرموت والجوف ومأرب، وفي مأرب طبعاً نزلت تغطي حملة كوفيد19.
– كيف تقيِّمون تعاطي منظمة الصحة العالمية مع اعتقال الدكتورة يسرى؟
بصراحة الذي سمعته يعني ما شفت شيئاً أَو حاجة ملموسة أن المنظمة تواصلت، وتخاطبت مع الأمن السياسي في مأرب، الذي قالوا للمنظمة هذه قضية سياسية أنتم لا علاقة لكم.
يا أخي والله غريب ذهبت للعمل كموظفة لدى منظمة الصحة العالمية بعد التنسيق مع (وزارة الصحة في عدن) المفروض هم من يتكفلون بحمايتها.
المفروض أن المنظمة تقف معها بكل الوسائل، وكذلك وزارة الصحة في عدن هي شريكة فيما حصل لأختي، وأحملهم كامل المسؤولية.
– وماذا بشأن تواصلكم مع المنظمات الحقوقية؟
في الحقيقة لم نتواصل بأية منظمة حقوقية غير أننا قدمنا بلاغاً ومناشدة للصليب الأحمر بعد شهر، وقد تواصلوا بمأرب، وأكثر ما استطاعوا عمله هو ألا تتعرض أختي للتعذيب ولا نعرف حقيقة ذلك، أما إخراج أي معتقل، أَو أي شيء آخر ليس من اختصاصهم بحسب كلامهم.
– ما الذي دفعها للذهاب إلى مأرب وهل كنتم تخشون عليها؟
كلّ مرة تذهب وترجع لنا والوضع طبيعي، يا أخي الرزق والبحث عنه وعملها هذا هو سبب ذهابها.
– ما شعور أسرتكم وكلّ من يعرفها بخبر اعتقالها؟
شعورٌ مؤلمٌ واستياء كبير وخوف، وكلّ المشاعر التي ممكن أن تتخيلها، يا أخي نحن شعب واحد مهما مزقتنا الحرب، لماذا أصبحنا هكذا، هذا مأربي، وهذا صنعاني، وهذا عدني، وهذا تعزي.. يا أسفاه على اليمن وشعب اليمن.
– كلمة أخيرة
أناشد كُـلّ من عرف وسمع بقضية المعتقلة يسرى شاطر، سواءٌ أكان ضابطاً، أَو شيخاً، أَو يعمل في منظمة حقوقية، بالتدخل لدى المختطفين في مأرب للإفراج عن أختي؛ فهي لا ذنب لها، ولم ترتكب جرماً، ومن العيب أن تظل معتقلة في سجن الأمن السياسي بمأرب.