واجبُنا تجاه أُسَرِ الشهداء وما قدموه من تضحيات عظيمة.. بقلم/ محمد سعيد المُقبِلي
إن مما يجب على كُـلّ مجاهد، وكلّ الأحرار، وكلّ الشرفاء من أبناء هذا الشعب، وإلى جانب الجهات الرسمية والمؤسّسات الخَاصَّة برعاية أسر الشهداء، أن نكون جميعاً مُهتمِّين بأُسر وأبناء الشهداء، الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم رخيصة؛ مِن أجل أن يحفظوا لنا ولكم ولكل أبناء هذا الشعب: كرامتنا وعزتنا وشرفنا وديننا وأرضنا وعرضنا.
فيجب أن نقابل الوفاء بالوفاء، بأن يستشعر كُـلّ منّا عظمة ما قدمته وضحّت به هذه الأسر؛ مِن أجلِنا، وأن نقابل الوفاء بالوفاء لهذا الشهيد البطل الذي ضحى بنفسه وأرخصها لإعلاء كلمة الله؛ ولكي لا يدنس أرضنا أُولئك البغاةُ المحتلّين الظالمين الطغاةُ الجبابرةُ المُجرمين أعداء الأُمَّــة والدين، تاركاً خلفه أُسرتَه وأبنائه؛ وهو واثق بالله وبنا أننا لن نتركهم..
واجبُنا جميعاً، كُـلّ بقدر المستطاع، أن نهتم بأُسر هؤلاء الأبطال، وألا نقصر معهم، وأن يستشعر كُـلّ مجاهد بإخلاص وروحية جهادية مسؤوليته تجاه أسر الشهداء وأن يتعاون معهم ويتلمس معاناتهم بقدر المستطاع حتى كلمة طيبة ومواساة واحتواء؛ لكي يشعر أبناء الشهداء أن آباءَهم عظماءُ قدَّموا أرواحهم في مثل هذا الموقف العظيم، ويفتخروا به..
كما أن من يقصِّر معهم، أَو يتخاذل معهم ولا يهتم بهم، ولا ينظر إليهم كأسرته، ولا يجعل لهم أولويةً في الاهتمام وتلمس أوضاعهم ولا يسعى لاحتوائهم، وفوق هذا يقتطع عنهم ويمنع عنهم ما هو خاصٌّ بهم وما لهم الأولوية فيه؛ فإنه يعتبر ملعونًا وقد أحبط اللهُ عملَه؛ لأنه فرَّطَ في مسؤوليته وتخاذل عنها، وخدم الأعداء وفتح لهم المجال لاحتواء واستقطاب أُسر المجاهدين والتأثير عليهم فيجعلهم الأعداء أشبه بالنادمين على ما قدموه، ومثل هذه الفجوة التي يصنعها من يُقصر أَو يُهمل أَو يستهتر بمثل هذه المواضيع المهمة والحساسة وهو لديه قدرة وإمْكَان على سد مثل هذه الثغرات ومعالجة هذه الإشكالات؛ فإنه يلفت النظر إليه بعلامات التعجب ويثير الشك بأنه يخدم الأعداء، سواءً بشعور أَو بغير شعور.
والسلام والرحمة والخلود لكل شهدائنا العظماء الأبرار، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، النصر والعزة لكل أحرار هذا الشعب والأمّة، ولا نامت أعين الجبناء.