حروبُ الأفواه وحربُ الفوهات.. بقلم/ رفيق زرعان
ما زالت المعركةُ مُستمرّةً، والصراعُ ما زال محتدماً، والحربُ لم تهدأ نارُها، وإن تفاوتت درجاتُ حرارتها بين فترةٍ وأُخرى، أَو تغيَّرت جغرافيتها وتنوعت تكتيكاتُها وأساليبُها.
فهي نفس الحرب ونفس المعركة لم يتغير فيها شيء إلا أن أصبحت حرباً إعلاميةً بدلاً عن أن كانت حرباً عسكرية.. والحرب الإعلامية هي أخطرُ من الحرب العسكرية وأشدُّ ضراوة.
وبأس حرب الأفواه هو أقوى من بأس حرب الفوهات، وَإذَا كان سيفُ الحديد يملك حداً واحداً فَــإنَّ اللسانَ سيفٌ ذو حدَّينِ، يقتُلُ الوعيَ في النفوس وتهابهُ العزائمُ الركيكةُ والهِمَمُ الميّتة.
عندما نخوض هذه المعركة الإعلامية يجب أن ندرك أن الأعداء مهما حالوا أن يطفئوا نور الله فلن يستطيعوا فعل ذلك؛ فالله –سبحانه- يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المنافقون والمعتدون، وحجبوا قنواتنا، واغتالوا أصواتنا قبل أن يملأ صداها الآفاق.
واللهُ -تعالى- سينصرنا في هذه المعركة كما نصرنا في بقية المعارك، وسيجعل كيدهم في تضليل ومكرهم إلى بوار.
فما علينا إلا أن نأخذ لهذه الحرب أُهبتها واستعدادها، وندرس تكتيكاتها، ونعرف مداخلها ومخارجها، ونتسلح بسلاحها «الوعي والبصيرة».
من المهم أن نشير إلى بعض أساليب هذه الحرب، ونكشف مخطّطاتها ومساراتها التي تسير عليها، فهي تسير في هذه المرحلة في اتّجاهين:-
الاتّجاه الأول:
نشر الشائعات وتقليب الحقائق وطمسها، وتوجيه بُوصلة السخط إلى أنصار الله وحكومة المجلس السياسي الأعلى، مستغلةً موضوع الرواتب ومِلفات الفساد وغيرها.
أما الاتّجاه الثاني فهو:
عزل الشعب اليمني عن العالم الخارجي، من خلال حجب المواقع التي تنقل مظلوميته على منصات التواصل الاجتماعي، وهنا تبرز مسؤولية الإعلاميين والأقلام الحرة في مواجهة هذه الحرب، وتوضيح الحقائق، ونشر الوعي في أوساط المجتمع.