صنعاءُ تعلنُ رفعَ الجاهزية القتالية على الجبهة البحرية لمواجهة أي اعتداء أمريكي
المسيرة | خاص
وَجَّهَت صنعاءُ المزيدَ من رسائلِ الإنذارِ والتحذيرِ، في ما يتعلَّقُ بالأمن البحري وعواقب انتهاك السيادة المائية اليمنية، تزامنًا مع وصول قوات أمريكية إضافية إلى البحر الأحمر، وهي الخطوة التي أكّـدت صنعاء أنها لا تخدمُ السلام في المنطقة، معلنةً رفعَ الجاهزية القتالية للقوات البحرية استعداد لأي طارئ.
توجيهٌ برفع الجاهزية القتالية:
الرسائلُ الجديدة جاءت مع نهاية الأسبوع المنصرم، حَيثُ عقد وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، اجتماعًا “استثنائيًّا” مع قيادة القوات البحرية، وجَّه فيه “برفع الجاهزية القتالية والعسكرية للقوات البحرية والدفاع الساحلي إلى مستويات تمكّنها من تنفيذ أية مهام عسكرية توجبها مقتضيات معركة حماية السيادة البحرية”.
ووجّه اللواء العاطفي تحذيرًا مباشرًا لـ”القوات الغربية المحتلّة، التي بدأت بالتسلل إلى المنطقة، ومنها المحافظات اليمنية المحتلّة” بأنها ستقدم على “مصير مجهول”.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية قبل أَيَّـام وصولَ حوالي ثلاثة آلاف جندي من قوات البحرية، مع سفن حربية ومقاتلات إلى البحر الأحمر، وذلك تنفيذٌ لقرار سابق بتعزيز تواجد القوات الأمريكية في الممرات المائية بالمنطقة؛ وهو ما يعتبر تهديدًا مباشرًا لليمن.
وأوضح العاطفي أن القواتِ البحريةَ تعملُ جاهدةً لـ”فرض السيادة البحرية على المياه الإقليمية بشكل كامل” و”فرض واقع عسكري قوي في المنطقة الحيوية التي تتضمنها الجغرافيا اليمنية”.
وأكّـد أن القوى الغربية “لا حقَّ لها في التدخل في السيادة اليمنية أَو فرض نفوذها على مياهنا الإقليمية مهما كانت التبريرات التي تسوقها” داعياً إياها إلى أن “تعيَ بأن السلام واحترامَ سيادة الأوطان وحرية الشعوب واستقلالها هو الطريق الوحيد لحماية كافة المصالح الدولية”.
وأشَارَ إلى أن القوى الغربيةَ تحاول فرضَ واقع جديد في المياه الدولية “تحت مسميات وشعارات واهية كالتصدي للقرصنة والتهريب”.
ووجّه اللواء العاطفي رسائلَ إضافيةً مباشرةً لدول العدوان بأن “أي تنصُّلٍ عما تم الاتّفاق عليه سيكون له ما بعده” وأن “عليها تحمل النتائج؛ لأَنَّ القيادة الوطنية قد أسقطت كُـلَّ حُجَجِ الأعداء وبذلت كُـلّ ما في وسعها لإنجاح عملية السلام المرعية أمميًّا”.
القواتُ الأمريكيةُ تحتَ الرصد المتواصل:
بدوره، حَذَّرَ رئيسُ أركان القوات البحرية، العميد الركن بحري منصور أحمد السعادي، من تداعيات أي انتهاك للسيادة البحرية اليمنية، حَيثُ أكّـد أن “التحَرّكاتِ البحرية لقوى العدوان مرصودة، وبنك إحداثياتها يتم تجديده على مدار الساعة” وأن “البحرية اليمنية تمتلك الكثير من القدرات النوعية، لمواجهة أي عمل عدائي”.
وفي السياق نفسه، أكّـد قائد قوات الدفاع الساحلي، اللواء الركن محمد القادري، في حديث لـ “المسيرة”، أن “القوات الأمريكية مرصودة ومراقبة منذ دخولها إلى قناة السويس” مؤكّـداً أن “القوات اليمنية جاهزة للرد والردع في حال حدوث أي اقتراب لتلك القوات من مياهنا الإقليمية”.
وَأَضَـافَ أن “التواجُدَ العسكري للقوات الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب استفزازي، ولدى البحرية اليمنية من القدرات والمفاجآت ما يردع العدو” مُشيراً إلى أن “البحرية اليمنية عملت خلال الهُدنة وخفض التصعيد على بناء وتطوير قدراتها بشكل غير مسبوق واعدت المفاجئات للعدو”.
وتضعُ هذه الرسائلُ الواضحةُ الولاياتِ المتحدة الأمريكية أمامَ ملامح واقع جديد، قد تكون عواقب تجاهُلِه مزلزلة؛ لأَنَّ أي انتهاك ترتكبُه القواتُ الأمريكية قد يؤدي إلى اشتعال معركة سبق أن وصفها نائبُ وزير الخارجية بأنها ستكونُ “الأطولَ والأكثرَ كُلفةً”؛ وهو ما يعني بوضوح أن الاستقواء بالإمْكَانات العسكرية والنفوذ الدولي لم يعد يشكل حصانةً لأمريكا في المنطقة؛ لأَنَّ معادلاتٍ جديدةً برزت وسيتم تطبيقُها بالقوة إن حاولت واشنطن مقاومتها.
مساعٍ تصعيديةٌ أمريكية:
إلى جانبِ الرسائلِ والتحذيرات العسكرية، أكّـد نائبُ وزير الخارجية، حسين العزي، في حديث لـ “المسيرة”، أن “وصول قوة أمريكية مقاتلة في هذا التوقيت الحساس للمنطقة لا يخدم السلام، ناهيك عن سلامة الملاحة في البحر الأحمر” في إشارة إلى أن هذه الخطوةَ تأتي ضمن مساع تصعيدية تسعى لولايات المتحدة لتنفيذها تحت عناوين الحرص على سلامة الملاحة ومكافحة التهريب.
وَأَضَـافَ العزي أن “اليمن في حالة حربٍ مع أمريكا، ومن المهم أَلَّا يخطئ أحد الحسابات” مؤكّـداً أن إنذارات صنعاء للطرف الأمريكي “تنطلقُ من الحرص على سلامة الملاحة في البحر الأحمر”.
ولفت إلى أن “سلامةَ الملاحة في البحر الأحمر الممر الحيوي لكل العالم تتطلب الابتعاد عن الاستفزازات العسكرية من أي طرف”.
وأكّـد أن “مشروعَ الشرق الأوسط الجديد سقط عمليًّا بوعي شعوبِ المنطقة، وعلى الأمريكيين أن يراجعوا أنفسهم” في إشارة إلى أن تعزيزَ وجود القوات الأمريكية لن يمنحَ الولاياتِ المتحدةَ أيَّةَ مكاسبَ.