حقائقُ عن المرتبات.. بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي
في الواقع لقد ظل البنك المركزي اليمني في بداية الأمر، وباتّفاق جميع الأطراف بعيدًا عن الصراع ولا علاقة له بما يجري وظل يصرف المرتبات لكل موظفي الدولة بأجهزتها المدنية والعسكرية دون استثناء حتى جاء قرار (هادي) غير الشرعي بنقله إلى عدن في سبتمبر 2016م.
البنك المركزي وكما هو معروف عنه يعتبر فقط مؤسّسة إشرافية وتوجيهية للنظام المصرفي للدولة وليس مؤسّسة استثمارية أَو خدمية تدر الإيرادات أَو الخدمات مقابل الاستثمارات أَو الخدمات المقدمة، لذلك فهو يعيد صرف وتوزيع ما يصل إليه من المؤسّسات الإيرادية والخدمية للدولة على عدة بنود أَسَاسية وفقاً للقانون..
ونتيجةً للعدوان والحصار، فقد اقتصرت عملية الصرف ومنذ بداية العدوان على البند الأول فقط (مرتبات وأجور).
في سبتمبر 2016، فاجأ (هادي) الجميع، وبدون سابق إنذار، وقام بإصدار قرارٍ جمهوري يقضي بنقل البنك المركزي من مقره الرئيسي في صنعاء إلى مدينة عدن.
قال أيش..؟
قال إن أنصار الله قد استنزفوا من البنك ما قيمته مليار وثمانمِئة مليون دولار لتمويل العمليات الحربية وهذا، بالطبع، ما نفاه في حينه محافظ البنك المركزي في ذلك الوقت الأُستاذ محمد بن همام والذي أكّـد على عدم قيام البنك المركزي بصرف أية أموال خارج نطاق البند الأول.
بنقل البنك المركزي إلى عدن وانتقال كُـلّ الموارد السيادية إليه، فَــإنَّ كُـلّ مرتبات وأجور موظفي الدولة قد أصبحت بحكم القانون من اختصاص ومسؤولية حكومة (هادي) والذين جاءوا من بعده..!
بدلاً من أن تفي حكومة (هادي) يومها بالتزاماتها وتعهداتها التي تعهدت بها أمام البنك الدولي والقاضية بقيامها بصرف مرتبات الناس، استغلت الأمر وجيرته لصالح العدوان وحربه العدوانية القذرة على الشعب اليمني قاصرةً أمر صرف المرتبات فقط على بعض المناطق الخاضعة لسلطاتها الصورية.
رغم تعرض البنك المركزي في صنعاء لمؤامرةٍ دنيئة من قبل قوى العدوان أخرجته عن الخدمة، فَــإنَّ السلطات في صنعاء ظلت ولا تزال، وفي كُـلّ المفاوضات، تضغط دائماً باتّجاه إيجاد حَـلّ لصرف مرتبات الناس كشرط أَسَاسي لإحراز أي تقدمٍ في مسار الهدنة والسلام..
ما يسمى بحكومة الشرعية في عدن ظلت ولا تزال تستصدر أوراق نقدية جديدة أَدَّت إلى التضخم وضعف قيمة العملة بدعوى القيام بصرف المرتبات ولكن لا مرتبات..!
عائدات النفط والغاز المصدر يتم إيداعها، ليس في البنك في عدن، ولكن في البنك الأهلي السعوديّ وتحت تصرف السلطات السعوديّة.
هذه باختصار بعض من الحقائق التي يجهلها معظم الناس عن ملابسات عدم صرف المرتبات وعن القوى التي تتعمد إعاقة وعرقلة صرفها.
فهل عرفتم الآن أين هي المرتبات؟!