أحرارُ وحرائرُ اليمن يخرجون في مسيرتين حاشدتين بالعاصمة صنعاء إحياءً لذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد –عليه السلام-: ماضون في مقارعة الطغيان ولا عذرَ للعدوان
المسيرة: خاص
يواصلُ الشعبُ اليمنيُّ الحرُ توثيقَ الارتباط بهُــوِيَّته الإيمانية بالتفافِه الشعبي الكبيرِ حول المناسباتِ الجامِعةِ، التي تَشُدُّ الأُمَّــةَ إلى أعلامها الحقيقيين؛ وذلك انطلاقاً من هُــوِيَّته التي هي خير هُــوِيَّة لأي شعب وأية أُمَّـة، كما أكّـد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ومع حلول مناسبة عظيمة وأليمة في الوقت ذاته هي إحدى محطات الإلهام والتعبئة الإيمانية الحقيقية التي لا تقبل الضيم ولا ترضى بالسكوت إذَا ما تكلم الباطل، وهي إحدى المناسبات التي عمّدها أعلامُ الهدى من آل بيت رسول الله الأطهار بدمائهم الزكية وأرواحهم العلية؛ فقد خرج أحرار وحرائر الشعب اليمني في العاصمة صنعاء، عصر أمس السبت، بمسيرتَينِ حاشدتَينِ؛ إحياءً لذكرى استشهاد حليف القرآن الإمَـام زيد -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
وفي المسيرتين، اللتين أقيمتا في ساحة شارع المطار للأحرار، وساحة جامع الشعب للحرائر، أكّـد أبناء الشعب اليمني ارتباطهم الكبير والعملي والحقيقي بأعلام الهدى الثائرين في وجه الطغيان، مشيرين إلى أن ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام الأعظم زيد بن علي -عليهما السلام- تظل محطةً فارقةً في تاريخ الأُمَّــة، وتشحن المسلمين بالثقافة القرآنية الحقيقية التي لا تقبل الجمود ولا الصمت أمام المنكر الذي يجاهر به الطغيان.
ورفع الأحرار والحرائر اللافتاتِ والصورَ المعبرةَ عن عظمة المناسبة، كما حملوا اللوحاتِ مكتوبًا عليها جانبٌ من الأقوال المأثورة التي أطلقها الإمام الأعظم زيد بن علي، خلال مواجهته للطغيان الأموي المستبد والمسيء للإسلام ورموزه، والتي شملت كُـلّ معاني العزة والأنفة والثبات والإقدام أمام بشاعة الطغيان والاستبداد الأموي.
وأكّـد المشاركون في المسيرتين أن المحطات التي تشد الأُمَّــة إلى آل بيت رسول الله الأطهار، هي تذكِّرُ بالمسؤوليات التي يجب على الأُمَّــة القيام بها؛ كي تعلوَ رايةُ الحق وتسقُطَ رايةُ الكفر والنفاق والطغيان والضلال.
وخلال المسيرة، التي أقيمت بشارع المطار في عاصمة الصمود صنعاء الإباء، ألقى مفتي الديار اليمنية، رئيس رابطة علماء اليمن، العلامة شمس الدين بن محمد شرف الدين، كلمة أكّـد فيها أن “شعبنا مُستمرّ في مواقفه المشرفة والبطولية والثابتة، وهذا فضل من الله ونعمةٌ يجب أن نحمد الله عليها”.
وقال مفتي الديار اليمنية: إن “شعبنا يحضر في مثل هذه المناسبات العظيمة ويعبّر بصدق عن وفائه لله وكتابه ورسوله وأهل بيته”، مُضيفاً “بإحيائنا لهذه المناسبات لا نحيي مناسباتٍ طائفيةً ولا مذهبية ولا عنصرية، بل نحيي الدينَ العظيم في نفوسنا ونفوس أبنائنا؛ لنجدِّدَ التمسُّكَ بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وتابع العلامةُ شرف الدين حديثه بالقول: “اليوم يُحرق كتاب الله على مرأى ومسمع العالم، وولاة الأمر لم يحركوا ساكناً ولم يجيدوا سوى الإدانة والشجب، وفي نفس الوقت يطبِّعون مع اليهود والنصارى”، منوِّهًا إلى أنه “عندما انتهكت الأُمَّــةُ كتابَ الله وتركت عترة رسول الله وبحثوا عن أعلامٍ آخرين، ضاعت الأُمَّــةُ وهانت وذلّت وانتهك العالَمُ حرماتِها”.
وأكّـد رئيسُ رابطة علماء اليمن أن “أمريكا بعد عجز أدواتها عن ثني إرادَة شعبنا، أتت بجيوشها وأساطيلها لدعم مرتزِقتها، لكن هذا الأمر لن يغيِّر شيئاً في المعادلة ولن يكسر إرادَة شعبنا”.
ونوّه إلى أن “شعبَنا انتهج نهجَ أهل البيت وحُبِّب في قلبه الجهادُ والاستشهاد ولن يركع لغير الله”، مردفاً بالقول “شعبُنا بنقاء قلبه وطهارة سريرته ووضوح أمره، فقد حيّر العالم بصموده الأُسطوري، وسيظل يحيِّرُ العالَمَ حتى يأذنَ اللهُ بالنصرِ المؤزَّر والفتح المبين”.
وفي ختام كلمته، جدَّد المفتي التأكيدَ على أن شعبنا “لن يركع لغير الله ولن نثق إلا به، والمبدأ الذي خرج؛ مِن أجلِه الإمَـام زيد هو مبدأ القرآن الذي لم يتركه أن يسكت، وكذلك كُـلّ أحرار الأُمَّــة الذين لن يسكتوا عن الظلم”، مُشيراً إلى أنه “اليوم ظهر الحق ونحن في زمن الغربلة، انتهكت محارم الله وأحرق القرآن ولم يحرك ولاة الأمر ساكنًا تجاه هذه الكارثة”، منوِّهًا إلى أنه “عندما صرحت كندا أن السعوديّة تنتهك حقوق الإنسان قطعت الأخيرة العلاقات معها، وعندما قال وزير الإعلام اللبناني: إن حربَ اليمن عبثية.. قامت الدنيا في السعوديّة ولم تقعد، واليوم كتاب الله يُنتهك ولم يفعلوا شيئاً”، داعياً أحرارَ الشعب اليمني إلى استمرار الثبات ودعم عوامل الصمود في وجه العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي والتمسك بأسباب النصر والتي منها الارتباط الوثيق بالله تعالى وكتابه العظيم.
وعلى صعيد متصل، ألقى عضو رابطة علماء اليمن، العلامة خالد موسى، بيان المسيرة، والذي أكّـد فيه أحرار الشعب اليمني أن “خروجنا اليوم تعبير عن ارتباطنا برموز القرآن وأعلام الهدى كالإمَـام زيد -عَلَيْهِ السَّلَامُ-“.
وأكّـد بيان المسيرة أنه “يجب أن تعزز الأُمَّــة ارتباطها بالقرآن، وأن يكون لها موقف تجاه المسيئين للقرآن ورسول الله، كموقف الإمَـام زيد تجاه اليهودي الذي شتم رسول الله”.
ونوّه أحرار وحرائر الشعب اليمني في بيان المسيرة أن “من أهم ما تحتاج إليه الأُمَّــة هو الوعيُ والبصيرة مقابل حالة التضليل الرهيبة التي تستهدف الأُمَّــة في كُـلّ شيء”.
وقالوا: “نحن كشعب يمني ومن واقع انتمائنا الإيماني معنيون بأن نتحَرّك وأن نتصدى لأعدائنا الذين يستهدفوننا بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدَفًا به في عصر الإمَـام زيد”، مضيفين “ندعو أبناء الأُمَّــة لاتِّخاذ موقف حازم وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم”.
ولفتوا إلى أن “أقلَّ ما يمكن به تجاه الدول المسيئة للقرآن هو قطعُ العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية، وَإذَا لم يرقَ الموقفُ إلى هذا المستوى فَــإنَّه تقصيرٌ كبيرٌ تجاه أهم مقدَّس من مقدسات المسلمين”.
وجدَّد أحرارُ الشعب اليمني التأكيدَ على “موقفنا المبدئي تجاه القضية الفلسطينية وسعينا لتعزيز التعاون والتنسيق مع إخواننا المجاهدين في فلسطين ومحور الجهاد والمقاومة، وُصُـولاً إلى تطهير فلسطين”.
كما جدد البيان التأكيد على “وقوف كُـلّ أحرار الشعب اليمني إلى جانب شعوب أمتنا في مظلوميتهم في البحرين وسوريا ولبنان والعراق وإيران وسائر الأقطار الإسلامية”.
وعلى صعيد متصل، جدَّدَ حرارُ اليمن دعوتَهم لـ”تحالف العدوان إلى وقف عدوانه وحصاره على بلدنا ومعالجة مِلفَّات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار، والكف عن المؤامرات الدنيئة الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد”.
ونوّهوا إلى أنه “مع استمرارِ الحصار ومنعِ تسليم المرتبات، فَــإنَّنا نعتبرُ ذلك عدواناً مكتملَ الأركان، وشعبنا وقيادتنا وجيشنا لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقد أعذر من أنذر”.
وخاطب اليمنيون قواتِ الاحتلال “نقول للقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا وجزرنا، فَــإنَّنا سندفعكم الثمن غاليًا بإذن الله”.
وفي ختام البيان، دعا المشاركون في المسيرة “شعبنا العزيز للجهوزية الدائمة لردع الأعداء عن مواصلة أعمالهم، وإنقاذ البلد من شرهم وطغيانهم”.