حارسُ البحر الأحمر تُحْيِي ذكرى استشهاد الإمـام زيد بحشود غفيرة

المسيرة | الحديدة

احتشد الآلافُ من أبناء محافظة الحديدة، عصرَ أمس السبت، في ساحةِ شارع الميناء بمدينة الحديدة في مسيرة جماهيرية كبرى؛ لإحياءِ ذكرى استشهاد الإمَـام زيد بن علي -عليهما السلام-، للعام 1445ھ، تحت شعار “علم وجهاد “.

وحمَّلَ المشاركون في المسيرة الجماهيرية من مربع مدينة الحديدة والقادمون من مختلف مديريات المحافظة، الأعلامَ والراياتِ المُعبِّرةَ عن مقاصِدِ ثورة الإمَـام زيد، في رفع الوعي، وكسر حالة الجمود والخنوع والإذعان، التي يريدُ الطغاةُ أن تسودَ الأُمَّــةَ.

وهتفوا بشعاراتِ الحرية والثبات على المبدأ في تعزيز الثورة والجهاد في سبيل الله ضد الطغيان والاستكبار العالمي والتمسك بالهُــوِيَّة الإيمانية والاقتدَاء بأعلام الهدى والاسترشاد بنهجهم في مواجهة أعدائها من الأمريكان والصهاينة وعملائهم من الأنظمة المنبطحة والمحسوبة على الإسلام.

وجَدَّدَ المشاركون الارتباطَ بالإمَـام زيد وثورته ودعوتِه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي ستظل مُستمرّةً حتى قيام الساعة.

وخلال المسيرة، أكّـد وزيرُ الصحة العامة والسكان، الدكتور طه المتوكل، أن الاقتدَاء والتأسي بنهج الإمَـام زيد، من عوامل توحيد الأُمَّــة الإسلامية؛ باعتبار أن دعوتَه كانت جامعةً، تستهدفُ إحياءَ الخطوط العريضة في الإسلام وتوجّـهاته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

واعتبر إحياءَ هذه الذكرى محطةً تربوية تعبويةً؛ لاستذكار التاريخ الإسلامي المليء بالمواقف المناهضة للظلم والطغيان، مبينًا أن الإمَـامَ زيدًا -عَلَيْـهِ السَّلَامُ-، تحَرّك في مناهضته للبغي الأموي، مستشعرًا لمسؤولياته حريصًا على إصلاح واقع الأُمَّــة وإقامة العدل والحق.

وأشَارَ المتوكل، إلى أن الإمَـامَ زيدًا كان حليفَ القرآن، وخرج بثورة ضد الطغيان، مؤكّـداً أن ثورته جاءت بعدَ ما وصلت الأُمَّــةُ إلى حالة من العبودية والضعف والهوان والسكوت على الباطل.

من جانبه، أكّـد محافظ المحافظة، محمد قحيم، أن ثورةَ الإمَـام زيدٍ ناصرتها وأيَّدتها جميعُ الفئات والنخب والعلماء، مُشيراً إلى نتائج ثورته في ترسيخ الأهداف المعلنة، وتحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإعادة إحياء قيم الشهادة، وتوجيه بُوصلة المسلمين نحو العدوّ، وتقديم رؤية للتغيير في كُـلّ عصر، وانتشار الإسلام، والقضاء على الثقافات الباطلة.

واعتبر الإمَـامَ زيدًا مِشعَلاً للثورة والحق والنضال الاجتماعي، والمطالَبة بحقوق الأُمَّــة، والوقوف في وجوه الطغيان؛ وهو المصير ذاتُه الذي يمضي به اليومَ الشعبُ اليمني في مواجهة العدوان وقوى الاستكبار.

ولفت إلى أن الإمَـامَ زيدًا -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- هو أحدُ أعظم أعلام الهدى، الذين ينبغي استذكارُ مسيرتهم الحافلة بالجهاد في سبيل الله ومقارعة الظلم والظالمين، مبينًا أن الإمَـامَ زيدًا صنَعَ ثورةً من أعظم الثورات في التاريخ الإسلامي.

وأكّـد قحيم، الحاجةَ لإحياء الضمير وتعزيز الثقافة القرآنية القائمة على كتاب الله -عز وجل- والمضي على نهج آل البيت -عليهم السلام- في النهوض بواقع الأُمَّــة وحمل الرسالة المحمدية، ومواجهة ورفض الظلم والطغيان والفساد.

وفي المسيرة التي شارك فيها وكيلُ أول المحافظة، أحمد البشري، ووكلاء المحافظة والقيادات العسكرية والمحلية والتنفيذية، نوّه الشيخ صالح الحرازي في كلمة علماء المحافظة، إلى أهميّةِ إحياء ذكرى استشهاد الإمَـام زيد؛ للتذكير بواجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأشَارَ إلى أن “الجهادَ في سبيل الله لا بُـدَّ أن يكون على علم وبصيرة، كما جاهد الإمَـام زيد الظلم والطغيان على بصيرة”، مؤكّـداً ضرورة الثبات على الحق حتى يكتب الله النصر العظيم والفتح المبين للأُمَّـة بصورة عامة والشعب اليمني بشكل خاص.

ولفت إلى أن “الأُمَّــة الإسلامية لن تجد أفضلَ من القرآن الكريم، وحتى الكتب السماوية التي أنزلت على الرسل والأنبياء -عليهم السلام- جعله الله الكتابَ المهيمنَ عليها، وبهيمنة هذا الكتاب وتمسك الأُمَّــة به، ستكون مهيمنة على بقية الأمم.

 

سائرون على النهج:

واعتبر بيانٌ صادرٌ عن المسيرة تلاه الشيخ محمد الوافي، إحياءَ ذكرى استشهاد الإمَـام زيد محطةً للتزود منها بالوعي والبصيرة والقوة والإرادَة؛ لإعادة بُوصلةِ الإسلام الحقيقي والمنهج المحمدي إلى مساره الصحيح.

ودعا إلى استشعارِ المسؤولية تجاه الدين والأمة والاقتدَاء بالإمَـام زيد في نهجه وأخلاقه وتحَرّكه وجهاده في سبيل الله، منبِّهًا من خطورة قلة الوعي وتأثيره في خداع وتضليل الناس، وتسهيل الطريق أمام الطغاة والمستكبرين للسيطرة على الأُمَّــة.

وأكّـد أن “اليمنيين يسيرون اليوم على نهجِ الإمام علي والإمام الحسين والإمَـام زيد في مناهضتهم لظلم وطغيان أعداء الأُمَّــة وتجسيدِ المسار الذي سار عليه حليف القرآن والتذكير برموز الأُمَّــة، ومآثرهم في إعلاء راية الإسلام”.

وأوضح البيان، أن “الدين الإسلامي يعد منارة حق وهداية ونظام وقانون ودولة عدل تقيم شرع الله وتصون الحق إلى يوم القيامة؛ ما يتطلب من الجميع التزود بقيم الإسلام الصحيحة، والسير على نهج أهل البيت وأخلاقهم وسيرتهم العطرة”.

وشدّد على أهميّة اتِّخاذ مواقفَ مسؤولة تجاه حملة الإساءة والتطاول على القرآن الكريم، مؤكّـداً على الموقف الثابت تجاه القضية والشعب الفلسطيني، وكذا الوقوف إلى جانب شعوب الأُمَّــة في مظلوميتها في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.

ودعا بيانُ المسيرة دولَ تحالف العدوان إلى وقف عدوانها على اليمن، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب والكف عن المؤامرات الدنيئة الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد، محذرًا أمريكا والقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي بعدم اللعب بالنار أَو الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية أَو الاستمرار في احتلال الجزر اليمنية.

كما دعا البيانُ إلى الجهوزيةِ الدائمةِ واليقظة والاستعداد الكامل لمواصلة التصدي لأعداء اليمن وردعهم وتطهير البلاد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم واستلهام دروس الثبات والوفاء والتضحية والوعي والبصيرة من مدرسة الإسلام وأعلامه الأبرار كالإمَـام زيد ورفاقه.

 

بصيرةٌ وجهاد:

وفي سياق متصل، نظمت قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي بمحافظة الحديدة، فعاليةً خطابيةً بذات المناسبة تحت شعار “بصيرة وجهاد”.

وفي الفعالية أكّـد وكيل أول المحافظة، أحمد البشري، أن أولَى الثورات ضد الظلم هي ثورة الإمَـام زيد التي ستظل في ذاكرة الأجيال، لافتاً إلى أن تضحياته تمثل روحية جهادية وخيار لأبطال اليمن في طريق صناعة النصر وإفشال مؤامرات ومخطّطات العدوان وأدواته.

ونوّه بأن ثورة الإمَـام زيد تتجلَّى في واقع اليمنيين بتضحيات الأبطال المجاهدين في جميع الجبهات، مبينًا أن الإمَـامَ زيدًا كان عَلَمًا ثائرًا وزاهدًا عن الجاه والمنصب، وخرج بثورته لإصلاح واقع الأُمَّــة والانتصار لدين الله.

وأكّـد أن “رجال القوات البحرية والدفاع الساحلي صمام أمان في البحر الأحمر والصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات والدفاع عن الوطن والحفاظ على مكتسباته ومواجهة العدوان”.

وفي الفعالية التي حضرها وكيل المحافظة لشؤون الخدمات محمد حليصي، تطرق مسؤولُ عمليات القوات البحرية، العميد أحمد مقبل، ونائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي، العميد أحمد البرعي، إلى مناقب الإمَـام زيد ودفاعه عن الحق ونهجه القرآني والجهادي وما تعرض له من ظلم، مؤكّـدين أن إحياءَ ذكرى استشهاده يمثِّلُ رسالةً بصمودِ وثورةِ الشعب اليمني في مواجهة قوى العدوان.

تخلل الفعاليةَ -التي حضرها قيادةُ ومنتسبو القوات البحرية والدفاع الساحلي وعددٌ من قيادات الوحدات الأمنية والعسكرية- قصيدةٌ شعريةٌ وأُنشودة لفرقة الشهيد الصماد عبّرتا عن ثورة الإمَـام زيد والتأكيد على استمرار مواجهة العدوان حتى تحقيق النصر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com