الثقافة القرآنية: سلاحٌ فعّال لمواجهة الحرب الناعمة.. بقلم/ جمال محمد الأشول
تعد الحرب الناعمة تحديًا كَبيراً في العصر الحديث، خَاصَّة أن أمريكا وتحالفها الغاشم على اليمن تستخدم الحرب الناعمة في الغزو الفكري والثقافي والديني لاحتلال الدول من خلال استخدام أدوات الإعلام ومواقع التواصل؛ لنشر رؤاهم والتأثير على الرأي العام.
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أوضح في سلسلة دروس من وصية الإمام علي لابنه الحسن، جزءًا كبيرًا من الحرب على الإسلام، التي تأتي من خلال الاختراق الثقافي والفكري والحرب الدعائية.
وفي هذا السياق، تأتي الثقافة القرآنية كسلاح فعّال لمواجهة الحرب الناعمة، من خلال الفهم والتعمق في الثقافة القرآنية، التي تمنحنا قاعدة قوية لمواجهة التحديات الثقافية والإعلامية.
فالقرآنُ الكريم يحملُ في طياته توجيهاتٍ وإرشاداتٍ للإنسان في جميع جوانب الحياة، ويقدم مفاهيمَ وقيمًا تعزِّزُ الأخلاقَ والمبادئ السامية.
ومن خلال فهمنا للقرآن وتطبيقنا لتعاليمه، يمكننا أن نكونَ أقوياءَ في مواجهة الحرب الناعمة التي تسعى لتشويهِ القيم والمبادئ الإنسانية السامية.
إن ملازمَ الشهيد القائد –رضوانُ الله عليه- ودروسَ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- تعزز التفكيرَ النقدي والتحليل العميق؛ فالقرآنُ يدعونا إلى التدبُّرِ والتأمل في آياته، وفهم معانيها بعمق، من خلال تنمية قدرتنا على التفكير النقدي والتحليل، يمكننا التمييز بين الحق والباطل، ونحقّق الوعي اللازم لمواجهة الأفكار المضللة والتلاعب الثقافي.
كما يعلّمنا القرآن كيف تعزِّزُ قيمَ التسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات المختلفة؛ فالقرآن يحُثُّنا على التعامل بلطفٍ وإحسان مع الآخرين، ويعلّمنا قيم التعاون والتسامح، ومن خلال تنمية هذه القيم، يمكننا بناء جسور التواصل والتفاهم والتعاون في مواجهة الحرب الناعمة.
السيد عبدالملك بدر الحوثي يؤكّـدُ أنه لا يكفي فهمَ القرآن الكريم بل يجب أن نطبِّقَ مبادئَه وقِيَمَهُ في حياتنا اليومية، ويجب أن نكون أمثلةً حيةً للقيم القرآنية في تعاملنا مع الآخرين وفي نشر الخير والمحبة، وعندما نعيش وفقًا للمعاني السامية للقرآن، يكون لدينا تأثيرٌ قويٌّ في محاربة الحرب الناعمة وتعزيز الوعي والقوة الثقافية.
إن فهمَنا للقرآن وتطبيقنا لتعاليمه يمكن أن يعزِّزَ التفكيرَ العميق ويعزز قيمَ التسامح والتعايش السلمي.
علينا أن نكون قُدوةً في تطبيق القيم القرآنية في حياتنا اليومية، وأن ننشرها في المجتمع؛ مما يمنحنا القوةَ والثقةَ لمواجهة التحديات الثقافية والإعلامية والحفاظ على قيمنا ومبادئنا؛ لذَلك الثقافة القرآنية هي سلاحٌ فعّالٌ لمواجهة الحرب الناعمة.