امتدادُ ثورة الإمَـام زيد.. بقلم/ عبدالغني حجي
ثورة الإمَـام زيد بن علي كانت امتداداً لثورة الإمام الحسين، الأهداف نفسها بتغيّر الزمان فقط، فالإمام الحسين أوقد شعلة الحرية والغضب لدين الله وسقاها بدمه لكي لا تنطفئ، والإمَـام زيد حملها وجعلها تضيء عتمة الجهل التي سببها كفر السلطة الأموية التي مارست أشد الممارسات القمعية ضد آل البيت وَالمسلمين، وكفرهم الصريح بما دون السلطة ومحاربة الخط الرسالي المتمثل بآل البيت.
ثار ووقف بصلابة وعزم لا ينكسر ويقين راسخ بأحقية المشروع وأهميّة القضية وعواقب التخاذل والجمود والسكوت والمراوغة.
ثار بشجاعة ونسف حواجز الخوف في نفوس الأُمَّــة، وجعل المسلمين آنذاك على مستوى عالٍ من الوعي السياسي والفكري والجهادي.
رغم الفارق الكبير إلَّا أن همّ الأُمَّــة والدين مثل دافعًا وحافزًا للتحَرّك وإعلان الجهاد ليبقى للأُمَّـة دينها الذي ارتضاه الله لها ولتبقى لها كرامتها وعزتها.
مثلت ثورة الإمَـام زيد منطلقاً ومشروعاً خالداً للأُمَّـة من بعده ولم تسقط بتقادم السنين، وصارت رمزاً للثورات التي تلتها ضد الظلم والطغيان، وحملت من الخصائص والقيم الإنسانية والفكرية وعياً جماهيرياً عارماً لا يطفأ نوره، وعلى إثرها انكشفت حقيقة الجاهلية الأُموية التي لبست ثوب الإسلام زوراً.
مثلت ثورته بداية سقوط الدولة الأموية وقضّت مضاجعهم وجعلت كراسي الملك نارًا تتقد وتؤلم كُـلّ من يقعد عليها، ومن بعد سقوط الإمَـام زيد تلاشت دولة الأمويين إلى أن انتهت.
جبروتهم سقط وظلت دماء زيد وقودًا صُلبًا في قلب كُـلّ حر غيور إلى يومنا هذا، والواقع يشهد أننا ما زلنا نمضي بنفس الطريق، على نفس النهج، وبكل شجاعةٍ وتفانٍ وعزمٍ وإرادَة نقارع الظلم ونصرخ في وجهه رافضين الاستكانة والذلة كما رفضها زيد، نمضي وكلنا ثقة بالله بالنصر دون أن ننظر لفارق التسليح والجيش والعتاد والمال.