الإمامُ زيدٌ امتدادُ الرسالة المحمدية.. بقلم/ رؤى الحمزي
لم يُذكر محمد وآله بالصلاةِ عليهم بشكل إلزامي في كُـلّ فرض عبثاً أَو كلمات عابرة يتمتم بها المؤمن، بل؛ لأَنَّهم يستحقون ذلك ولما لهم من فضل كبير ومقام رفيع عند الله.
الإمام علي -عَلَيْهِ السَّلامُ- ونسله أسباط رسول الله كانوا عبارة عن حصن حصين ودرع لدين محمد، لقد كان أُسطورةً في استشهاده وفي حياته إما قائم بدين الله أَو مستشهد في سبيل الله.
الإمَـام زيد بن علي (زين العابدين) بن الحسين (سبط رسول الله) بن علي -عَلَيْهِ السَّلامُ- (سيد الوصيين) سلام الله عليهم جميعاً، كان امتدادًا وفرعًا من أصل، وَقرآناً ناطقاً يسير درب الشهداء أجداده، وَيوصل رسالة جده الأكبر محمد خاتم المرسلين.
الإمَـام زيد الذي ليس له قبر، مقطوع الرأس، ومصلوب الجسد، الذي ذابت ذرات جسده الطاهر وسط ماء الفرات، فاختلط به نبات الأرض وماء السماء وارتوى منه الكثير من العطشى، هو الذي جمعت ثورته -على هشام بن عبد الملك- بين الفكر والوعي والبصيرة والثقافة والإيمان، وبين الثورة العسكرية والجهاد والاستبسال في وجه الفساد والجور والطاغوت.
فلم يكن ذلك إلا إحيَاءً لأمة تدعى الزيدية، ومنهجها منهج محمد، وكتابها القرآن الكريم فتوارث الأعلام من آل محمد قيادة سفينة النجاة إلى أن وصلت القيادة للسيد حسين بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- فلم تكن نهايته تختلف عن أجداده، وانتقلت القيادة إلى السيد عبد الملك -حفظه الله- وكلّ ذلك إحياء لدين محمد.
لم يكن ذكر آل البيت إلزاماً ومفروضاً إلا تكريماً واستذكاراً لتضحياتهم التي لم يشبهها ظلم أَو خبث إلا بتجدد الزمان، فكل إمام وعلم من آل محمد إلا وله قصةٍ أحيّت أُمَّـة، وَأظهرت دين محمد وخلّدت نهايتهم بأيدي الظلمة الفجرة على مدى التاريخ ودروس لسائر الأجيال يأخذون منها تضحيات محمد وآل محمد، وتعامل المنافقين من يزعمون الدين وكيفية أساليبهم وتعاملاتهم مع آل محمد.
رغم تغييب الإمَـام زيد -عَلَيْهِ السَّلامُ- على أيدي طغاة عصره إلا أن بابَ الجهاد والاجتهاد الذي فتحه وجعل له (من الفخر) أُمَّـة تُدعى بالزيدية يمثلون منهجه الذي هو منهج جده رسول الله، فلم ينفع ذلك التغييب الذي غيبته العصور على أيدي علماء السوء والكثير من مدوِّني الأحداث والسير الموالين لسلاطين الظلم والجور، كما جرى في ما مضى وفي ما سيأتي من تغييب لعظماء آل محمد؛ فدين الله لن ينطفئ وذلك لوعده، فمهما حاولوا إبعاد الأنظار عن دين الله سيجعل الله له نوراً من جديد على يد أوليائه وأمتهم.
فمهما حاولوا تغييب عظماء آل محمد فتضحياتهم ذلك النور الذي ينبعث من جديد في أرواح أمتهم الصادقيْن والمخلصين، المحتاجين الحاجة الماسَّة لتحديد تلك البُوصلة المغيَّبة التي تهدي إلى الحق وإلى مسلك النجاة وإلى طريق الفلاح والخير في الدنيا، وجنات النعيم في الآخرة، سيحدّدون بوصلتهم وسيتجهون متوكلين على الله لإحيَاء ذكر أوليائهم وقادتهم، ويمضون دربهم لرفع راية دين الله، وإقامة الحق، وعمارة الأرض، كما نرى في اليمن الممثلين بأنصار الله وقائدهم يحفظه الله، وفي لبنان وقائدهم، وكما في إيران وقائدهم؛ فدين الله لن ينطفئ هذا وعدٌ إلهيٌّ.