أضواءٌ على خطاب قائد الثورة.. بقلم/ منير الشامي
لاقى خطاب القائد العلم السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- بمناسبة ذكرى استشهاد الإمَـام زيد بن علي عليهما السلام بما تضمنه من محاورَ، ارتياحًا شعبيًّا واسعًا، حَيثُ تناول في المحور الأول شخصية المناسبة وذكراها من مختلف الجوانب عن نهضة الإمَـام زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- وعن أسبابها ودوافعها وأهدافها وعن منزلته في الأُمَّــة وموقعه فيها وعن نسبة الشريف وعن نتائج ثورته واستشهاده.
وفي المحور الثاني: ربط بين واقع الأُمَّــة اليوم وواقعها في عهد الإمَـام زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- وبين التشابُه الكبير الذي يصل إلى حَــدّ التطابق في الموقف وخذلان الحق والتولي لأعداء الله وفي جرائم استهداف المقدسات، التي ارتكبها طغاة بنو أمية وجرائم أعدائها اليوم، من إساءة إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- والتقليل من منزلته ومكانته وحتى مستوى الإنكار لرسالته والتكذيب له خدمة لأعداء الأُمَّــة، والانتهاك لحرمة القرآن الكريم وأبطال العمل به وتحريف المعاني وتأويل المفاهيم والاستهانة به إلى درجة رميه وتمزيقه بالسهام، والانتهاك لحرمة الكعبة وقداستها وإحراقها واستباحة حرمة الحرمين المكي والمدني والبلدين الحرام مكة والمدينة وسفك الدماء المحرمة فيها وقتل الصالحين في الأُمَّــة والتنكيل والتعذيب بكل صوره واشكاله كما يمارسه أعداء الله اليوم، أَيْـضاً المبادئ التي رسخها الإمَـام زيد للأُمَّـة والتي كانت سبب نهضته من تعاليم مهمة، من إيضاحات مهمة، من إرشادات مهمة، مما قدَّمه في سبيل تنوير هذه الأُمَّــة، وإرشادها، وتوعيتها، وتبصيرها.
المحور الثالث: ربط فيه التماثل في مظلومية الإمَـام زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- ومظلومية الشعب اليمني والتماثل في الموقف وصوابيه الخيار وفي النتائج والثمار.
المحور الرابع: تحدث فيه عن المساعي الأمريكية وأهدافها في استمرار هذا الوضع والعبث بالجنوب والسعي لتمزيق اليمن وأسباب عرقلتها لتنفيذ أيٍّ من بنود الهدنة وعن الوضع الحالي الذي لا يمكن السكوت عليه وَالموقف اليمني منه وأكّـد أنه لا يمكن للسعوديّة أن تأمن وتستثمر في نيوم في ظل استمرار المؤامرات على اليمن والعدوان والحصار عليه وأن هيمنة الأمريكي عليها أخطر عامل يهدّد امنها واستقرارها ومنشآتها واستثماراتها مؤكّـداً أنه تم منح الوساطة الفرصة الكافية في إشارة واضحة إلى الى أن الخروج من هذا الوضع بات ضروريًّا تصعيدًا أَو تجاوباً.
المحور الخامس: اختتمه بالحديث عن الوضع الداخلي تمنى أن يدرك الجميع أهميّة العمل على الاستقرار الداخلي، وإفشال كُـلّ مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن وأننا لا زلنا في حالة حرب، حالة عدوان قائلاً: “إن أولوياتنا واضحة، ويجب أن نبقى كُـلّ اهتمامنا بالدرجة الأولى متجهًا إلى التصدي للأعداء”، وفيما يتعلق بالجانب الرسمي أكّـد أنه يتم العمل على إحداث تغييرات جذرية، وأن الواقع الرسمي يخضع للتقييم.
لقد رفع بهذا الخطاب من معنوية النفوس وجَـدَّدَ فيها العزم والإرادَة على مواصلة الصمود في وجه تحالف العدوان، وأعاد إليها روح التحدي على مواصلة المضي في خيار المقاومة ضد كُـلّ المشاريع العدوانية لأعداء الوطن في الداخل والخارج، لقد مثل هذا الخطاب بكل ما تضمنه من محاور فيضا عظيما لطاقة إيجابية حقيقية ملأت الصدور ورسمت البسمات وأحيت الآمال وعززت الثقة الشعبيّة باستمرار الثورة وبقرب نجاحها في تحقيق أهدافها جميعًا.